في الآونة الأخيرة باتت الهجرة الكلمة الأكثر بحثاً على محرك غوغل في لبنان الحالة ليست مستجدة فمغادرة البلاد لطالما كانت الحلم الأبرز لدى اللبنانيين في بلد عانى لسنوات من حرب أهلية وبعدها أزمات اقتصادية متدحرجة ككرةِ ثلج.
جعلت نحو 50 في المئة وأكثر من أبنائه فقراء بحسب بيانات البنك الدولي ومنظمة الاسكوا، تلاها انهيار للعملة الوطنية، غلاء في الأسعار، اغلاق لمئات المؤسسات الاقتصادية، أزمات كهرباء ومحروقات، أعمال شغب وتكسير، حرائقٌ على امتداد الأحراج والغابات، ارتفاعٌ أرقام الإصابات اليومية بكورونا، ثم انفجار كبير هز العاصمة ليزيد من المأساة. كلها أسباب وضعت اللبناني امام خيار واحد الهجرة لمن استطاع اليها سبيلا. أصحاب الجنسيات المزدوجة هم الأوفر حظاً، يليهم حملة الاختصاصات والشهادات الجامعية. أما البائسون فلا خيار أمامهم إلا البحر!
فمنذ أيام غادر 33 مواطنا من أبناء منطقة الميناء في شمال لبنان، على متن قوارب صغير الى البحر المتوسط على امل الوصول الى شاطئ الأمان في إحدى الدول الأوروبية. معرضين بذلك حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر، لكن عاصفة هوجاء لم تساعدهم في إكمال وجهتهم التي أرادوها نحو إيطاليا، طلبوا المساعدة القبرصية فكانت البوارج لهم بالمرصاد حيث أعادتهم الى لبنان.
الرحلة لم لتكن الأولى حيث أحبط قبل فترة هجرة 81 مواطنا على متن قارب حيث اعادهم الجيش اللبناني الى شواطئ الميناء.
وفقاً للسلطات القبرصية فإنّ القسم الأكبر من المهاجرين غير النظاميين الذين أبحروا من لبنان في الأيام الأخيرة كانوا لبنانيين وسوريين، وقد سُمح لبعضهم بالنزول في الجزيرة بينما أُعيد البقية إلى لبنان على متن سفينة استأجرتها نيقوسيا لهذا الغرض.
ولبنان الذي يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري يعاني منذ أشهر من أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، فاقمها الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت.
وتخشى قبرص، العضو في الاتّحاد الأوروبي، من أن تتحوّل مقصداً لمهاجرين اقتصاديين ساعين للفرار من أزمة سياسية واقتصادية لا تنفكّ تتفاقم في البلد المجاور.
وترتبط قبرص ولبنان باتفاقية تنصّ على “إعادة إرسال” المهاجرين الاقتصاديين غير النظاميين إلى البلد الذي انطلقوا منه. وقبرص هي الدولة الأولى في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد طالبي اللجوء قياساً إلى عدد السكان.
ووفقاً لوزارة الداخلية القبرصية فإنّه منذ أغلق في 2015 “طريق البلقان” الذي كان المهاجرون يسلكونه من تركيا إلى وسط أوروبا، ارتفعت طلبات اللجوء في قبرص من 2.253 طلباً في 2015 إلى 13.648 في 2019.
من جهته قال متحدّث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في قبرص إنّ “أيّ شخص على متن قارب يطلب اللجوء يجب أن يُسمح له بالدخول، على الأقلّ بصورة مؤقّتة لدرس طلبه”.
مونتاج: ايمن جوني
منير قبلان