هل اكتملت “القوة الضاربة” لـ”سان جيرمان” بقدوم ميسي؟
منذ تولّي القطري ناصر الخليفي رئاسة نادي “باريس سان جيرمان” قبل نحو 10 سنوات، وهو يسعى لقطف ثمار عمله الدؤوب وعائدات الأموال التي صُرفت، والهدف الأول والأخير هو الفوز بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم يومًا ما.
ولتحقيق هذا الهدف، لا بدّ من تدعيم صفوف الفريق بقوّة ضاربة تستميت في الذود عن ألوان النادي أمام جهابذة القارة العجوز والأندية العملاقة التي تحتكر اللقب إلى حدّ بعيد، وهي ريال مدريد وبرشلونة وميلان وانتر وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي ويونايتد وليفربول، إذا لا بدّ من كسر الهيمنة والاحتكار في مكان ما وزمان يبدو قريبًا؛ وإذا ما نظرنا إلى نتائج الفريق الباريسي في الدوري المحلي “ليغ 1″، نجد أنها تسير على ما يرام، وليس من عقبات تعترض طريقه نظرًا إلى ضعف الفرق المنافسة، فـ”سان جيرمان” غالبًا ما يتصدّر الترتيب من الأسابيع الأولى، ويبقى محافظًا على صدارته حتى النهاية بدون عناء ويُتوّج بطلًا، ولكن الحلم الأوروبي له طعم خاص وتحضيرات مميزة.
في الموسم ما قبل الماضي، وصل إلى النهائي بقيادة نيمار ومبابي أمام بايرن ميونيخ الألماني لكنّه لم يوفّق، وها هي إدارة الفريق اليوم تفجّر مفاجأة من العيار الثقيل بضم الأسطورة “ليونيل ميسي” الذي شكّل رحيله عن برشلونة صدمة كبيرة لكل عشاق “البلوغرانا” على وجه الخصوص، وباقي الجماهير قاطبة على وجه العموم.
وفي هذا الإطار، أفاد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، اليوم الأربعاء، خلال تقديمه كلاعب جديد في سان جيرمان الفرنسي، أنه يحلم بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الذي تُوّج به شخصياً أربع مرات سابقاً.
جالساً بجانب الرئيس القطري الخليفي، قال ابن الـ34 عاماً في المؤتمر الصحافي: “قلتُ إن حلمي هو الفوز بلقب آخر في دوري أبطال أوروبا، وأعتقد أنه سان جيرمان المكان المثالي للحصول على فرصة تحقيق ذلك”.
وتُوّج ميسي بلقبه الرابع الأخير في المسابقة القارية عام 2015 مع برشلونة، فهل يحقّق حلم الباريسيين، وفي المقابل يرد له القطريون الجميل في مونديال 2022 ويحرز اللقب الذي يحلم به وهو كأس العالم؟
الأمور قد تبدو بعيدة عن المنطق، ولكن في عالم المراهنات وبعيدًا عن “اللعب النظيف”، قد لا تبدو الأمور غريبة في عالم أصبح “غريبًا عجيبًا” في كل تفاصيله، فالخليفي لطالما حامت حوله الشبهات بالتلاعب بنتائج التصويت لمصلحة بلاده من قبل أعضاء سابقين في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وفي مقدّمهم الألماني “جيروم فالكه” المتّهم بتلقي رشى من الخليفي الذي استدعي مرات عدة للتحقيق معه.
ميسي و”القوة الضاربة”
وكان ميسي قد وقّع مساء أمس الثلاثاء، عقد انتقاله إلى سان جيرمان لمدّة عامين، مع خيار التمديد لعام ثالث مقابل راتب سنوي قيمته 35 مليون يورو، بعد الانفصال عن برشلونة الذي دافع عن ألوانه طيلة 21 عاماً وتُوّج معه بجميع الألقاب الممكنة، بينها 10 في الدوري الإسباني و4 في دوري الأبطال من أصل 35 في جميع المسابقات.
وقال ميسي خلال تقديمه في ملعب “بارك دي برانس” إنه سعيد للغاية بقدومه إلى باريس، مضيفاً: “أتطلّع للاجتماع بزملائي، الطاقم، وأن أبدأ هذه المرحلة الجديدة”، كما أشار إلى أنّه كان من الصعب جداً عليه أن يترك برشلونة بعد هذه الفترة الطويلة.
بدوره، رحّب الخليفي بأفضل لاعب في العالم ست مرات قائلًا: “يُسعدني أن ليونيل ميسي اختار الانضمام لباريس سان جيرمان، ونحن فخورون بالترحيب به في باريس مع عائلته؛ لن نخيب آمال جماهيرنا، ونحن نصنع لحظة تاريخية والعمل الجدي يبدأ الآن”.
وهنا يبدو وكأنّه يشير إلى مسألة هدّاف نادي العاصمة “كيليان مبابي” الذي لم يجدّد حتى الآن عقده (ينتهي في صيف 2022)، بالقول إن “كيليان باريسي ولا عذر له للقيام بأي شيء آخر سوى البقاء مع الفريق، مع العلم أن إدارة ريال مدريد تسعى إلى ضمه”.
ويبدو سان جيرمان فريقًا لا يُقهر هذا الموسم، أقلّه على الورق، بعدما عزّز صفوفه بقائد ريال مدريد الإسباني، قلب الدفاع “سيرخيو راموس” في صفقة انتقال حرّ، وقائد هولندا “جورجينيو فينالدوم” والحارس الإيطالي “جانلويجي دوناروما” في صفقتي انتقال حرّ أيضا بعد انتهاء عقديهما مع ليفربول الإنكليزي وميلان توالياً، والنجم المغربي “أشرف حكيمي” قادمًا من إنتر الإيطالي، إلى جانب كوكبة قديمة من ضمنها الحارس “كايلور نافاس” و”بريسنل كيمبيبي” و”انخل دي ماريا” و”ماورو ايكاردي” و”دراكسلر” وغيرهم الكثير.. وبالطبع النجم البرازيلي نيمار الذي سيشكل القوة الأبرز في خط الهجوم، إلى جانب ميسي بعد أن سبق ولعبا معًا في برشلونة.
ختامًا، لا بدّ من الإشارة إلى أن القوة المالية لسان جيرمان والتخفيف من قواعد اللعب النظيف المالي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، فتحا الباب أمام نادي العاصمة الفرنسية لتحقيق هذه الصفقات، وأبرزها ميسي، فقد شدّد الخليفي على أنه يحترم قواعد اللعب المالي النظيف وملتزم باللوائح.
سامر الحلبي