أزمة الكهرباء تشلّ الحياة في المخيمات الفلسطينية والسكّان يطلقون مناشدات للأونروا

أزمة الكهرباء التي يعاني منها لبنان انعكست سلباً على المخيمات الفلسطينية، وتسبّبت حالة قلق خطيرة واختناق لدى الأهالي، وبأوضاع مأساوية على المرضى والمسنين والأطفال، كما أدّت إلى توقّف بعض المؤسسات عن العمل، وإحداث شلل في الحياة العامة.

مخيم عين الحلوة يعاني من نقص حاد في مادة المازوت

مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين يعاني كما باقي المناطق اللبنانية من انقطاع في التيار الكهربائي وتقنين قاسي وعدم توفر مادة المازوت لتشغيل مولدات الاشتراكات بشكل دائم، وبات المخيم معظم الأوقات ليلاً مظلماً، في ظل طقس صيفي حار ما أثّر سلباً على الحركة التجارية وخاصة المحال التي تعتمد على حفظ المواد الغذائية المثلجة والأجبان والألبان، كما أثّر سلباً أيضاً على المرضى الذين يحتاجون الأكسجين.

وعلى الرغم من محاولة أصحاب المولدات تأمين مادة المازوت إلا أنهم لم يستطيعوا تأمين الكميات اللازمة وإن وجدوها في السوق السوداء فإن سعرها مرتفع وهذا ما أدى إلى ارتفاع قيمة الفاتورة الشهرية التي يدفعها أبناء المخيم مقابل كهرباء مقطوعة فعلياً.

“أحوال” جال في مخيم عين الحلوة واستطلع آراء بعض سكان المخيم، أحد أبناء المخيم قال: نعيش ظروفاً قاسية في لبنان، والمشكلة  لم تتوقف على الأكل والشرب،  هناك مرضى وكبار بالسن يحتاجون لآلات التنفس الاصطناعي التي تحتاج إلى الكهرباء كما أنهم لا يستطيعون تحمل هذا الطقس الحار، وفواتير اشتراكات المولدات مرتفعه جداً بالرغم من تقنينها، وهذا العمل غير مقبول، و”الأنروا” غائبة عن القيام بدورها الإغاثي،  وواجبها أن تتحرك لتقديم يد العون لنا في هذه الظروف المأساوية.

من جهته، أكد محمد حسن أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر يزيد الأمور خطورة من الناحية الاقتصادية، خاصة على المواد الغذائية الأساسية وعدم القدره على تأمين المياه مما يسبب أمراضاً جلدية وغيرها وطالب الأنروا بتفعيل خطة الطوارىء لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت أم علي محمود: تقنين الكهرباء لم يعد مقتصراً على كهرباء الدولة، بل شمل مولدات الكهرباء، وعندما راجعنا أصحابها قالوا أن المازوت غير متوفر إلا بشق الإنفس وإن وجد سعره مرتفع جدا، وكل ساعه نسمع عن تلك المولدات ستطفئ، لذلك لا بد من إيجاد حلول سريعه  لمنع تفاقم الحياة المعيشية في مخيم عين الحلوة، ويحاول بعض أصحاب المولدات تأمين المازوت بطرق عدة حتى أن أحدهم كان يملأ خزان المولد الكهربائي بالمازوت بواسطة “الدلو” لاستمرار الكهرباء والتخفيف عن كاهل أهل المخيم.

لا كهرباء في مستشفى حيفا

يعاني مستشفى حيفا التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم برج البراجنة من انقطاع الكهرباء في كافة أقسامه، وذلك بسبب انقطاع مادة المازوت واضطرار مولدات الإشتراك إلى التوقف عن العمل، ما أدى إلى استياء أهالي المخيم الذين عبّروا عن سخطهم مطالبين الفصائل الفلسطينية ووكالة “أنروا” بتأمين الكهرباء للمستشفى، وأكد عدد منهم أن أجهزة الأكسجين في المستشفى بحاجة للكهرباء وعلى الفاعليات والمرجعيات الفلسطينية تأمين الكهرباء.

ويعاني أيضاً أهالي مخيم برج البراجنة كما غيرهم من التقنين وإيقاف تشغيل المولدات الكهربائية بحجة عدم توفر مادة المازوت، مطالبين الجهات المعنية التدخل السريع لإيجاد حل للمشكلة، وإلا فإن الأمور ستتفاقم أكثر.

مخيم برج الشمالي بلا مياه

وفي مخيم برج الشمالي الواقع جنوب لبنان يعاني الأهالي من تقنين قاسٍ في ضخ المياه بسبب شح مادة المازوت، ما ينعكس سلباً على حياتهم بشتى المجالات في ظل هذا الطقس الحار.

وقد عمدت “وكالة الأنروا” إلى تقسيم المخيم إلى قسمين، بحيث يتم تغدية قسم بالمياه وتُقطع عن القسم الآخر، بعد نفاذ الاحتياطي من المازوت، حتى بات الجميع يتخوف من توقف ضخ المياه بشكل مستمر.

ويؤكد الأهالي أنه حين أعلنت الأنروا التقنين كانت الكمية الموجودة تكفي مدة ثلاثة أيام فقط أي أنها تاخرت في الخطة، وحتى عندما أمّنت ١٠٠٠ لتر من المازوت فإنها كانت تكفي تشغيل المضخات ليوم ونص فقط.

وعلى الرغم من أن الأوضاع سيئة لكن وكالة الأنروا منظمة دولية تستطيع توفير المازوت بطرق متعددة وخدماتها يجب أن تتضاعف في الأزمات وليس العكس، لأن الأزمة تطال كل عائلة لتلحق الضرر بصحتهم ولقمة عيشهم في ظروف اقتصادية ومعيشية سيئة جداً.

محطّات تكرير المياه في مخيم نهر البارد توقفت عن العمل

أعلنت محطات تكرير المياه في مخيم نهر البارد في شمال لبنان عن توقف تكرير وتوزيع المياه إلى المنازل في حال توقف تشغيل مولدات الإشتراك، علماً إنه منذ أول شهر تموز بدأ أصحاب محطات تكرير المياه بشراء المازوت والبنزين من السوق السوداء بأسعار مرتفعة لتزويد المنازل بمياه الشرب، وفي بيان لهم جاء فيه: لم نتعاط مع  أزمة ارتفاع الدولار حرصاً منا على أهلنا في المخيم، ولكن وصلنا إلى مكان لم نعد نستطيع تحمل التكاليف وعدم القدرة على تأمين مادة المازوت لتشغيل المولدات الخاصة بالمحطات وانقطاع مياه الشفه (الأنروا) عن بعض المحطات مما اضطررنا إلى شراء مياه من الصهاريج لتأمين حاجيات الناس، ولذلك نعلن عن التوقف الكامل عن تكرير وتوزيع المياه عند توقف الاشتراك وعدم تأمين المازوت والبنزين وشكرا لتفهمكم.