مهرجان تفاحتا للفنون: التنوع في الجنوب حاجة للاستمرار
في المناطق المحرومة من الثقافة والفنون، نتيجة غياب خطط المعنيين بالثقافة على مدى عقود، التي كان من واجبها تعزيز الفضاءات والمساحات الثقافية بشكل متوازن بين الأرياف والمدن؛ قررت مجموعة من الشباب في بلدة تفاحتا، رغم كل الظروف الصعبة، إقامة “مهرجان تفاحتا للفنون”، تحت راية النادي الثقافي الاجتماعي في البلدة، ومنسق الثقافة في البلدية. ينطلق المهرجان في دورته الأولى، والتي لن تكون الأخيرة، تحت عنوان “التنوع والاستمرار”.
يضع القيمون على المهرجان، تعزيز دور الثقافة والفنون في الريف الجنوبي، نصب أعينهم. المهرجان الذي يأخذ من الهواء الطلق مكاناً له داخل البلدة، نظراً لعدم وجود أي مساحات ثقافية أو صالات مسرحية في البلدة والجوار، يستضيف عدداً من المسرحيين، والمغنين، والعازفين، والشعراء، ويضم فعاليات تراثية على مدى يومين في 16 و17 تموز المقبلين.
يقول المدير الفني لمهرجان تفاحتا للفنون خليل الحاج علي لـ “أحوال” بأن الفنون على أنواعها، هي حاجة ماسة في وقت الأزمات الكبرى، لما لها من قدرة على تغيير النفوس، وتحقيق المتعة، وحث المجتمع على الإنفتاح على كافة الأطياف.
يلبي مهرجان تفاحتا للفنون، الحاجة الماسة للمسرح في وقتنا الحالي، بكونه أداة تغييرية، تحقق المتعة للناس، وتحثهم على التغيير. لذا يستضيف مسرحية “الشنطة” التي يقدمها مركز بيروت المجتمعي في حركة الشباب الأروثوذكسية، ومن إخراج شادي الهبر. ويقيم ابن البلدة حسن عموري مع فرقته، عروضاً مسرحية كوميدية وساخرة عن الوضع الذي يعيشه سكان القرية الجنوبية. وخلال الليلة الثانية من المهرجان، يقدم داني حرب فن الإيماء المسرحي، في مشهديات برفقة المؤديين المسرحيين، سعيد سعيد، وجيل عطا.
يقول الحاج علي في هذا الإطار، بأن أهالي القرى، لا يعلمون شيئاً عن فن الإيماء المسرحي، والذي يناسب كل التطلعات والفئات، لذلك كان هدفنا إدخال عناصر فنية جديدة على المهرجان، تحقق المعرفة، وترفع الذوق الفني للناس.
يضرب مهرجان تفاحتا للفنون في ليلته الأولى، موعداً مع الشعر والقصائد الزجلية، ويشارك فيها عدد من شعراء بلدة تفاحتا ومناطق الجوار وهم: نزيه أبو الزور، سليمان الجوني، بشير فاضل، سميح كجك، وأحمد كوثراني.
كما يعمل المهرجان على ربط الماضي بالحاضر من خلال الموسيقى والغناء، وإعادة تجسيد العادات والتقاليد، التي كانت ترافق السكان في الأفراح، كالزغاريد، والدبكة، والأعراس الشعبية، والعشاء القروي. أما الموسيقى، التي من شأنها أن تعزز الانفتاح الذي يعيشه أبناء الجنوب، تحتل حيّزاً مهماً في المهرجان. حيث يقدم عازف العود أمير عيسى في الليلة الأولى، موسيقى تراثية ووطنية. وتستعيد خريجة معهد الكونسرفتوار الوطني ندى جوني، تراث منطقة بلاد الشام الغنائي، برفقة العازف سليمان كوثراني على العود.
المهرجان سيظل على مدى ليلتين متتاليتين في بلدة تفاحتا الجنوبية، لكن الدعوة لا تقتصر على أبناء البلدة، وإنما هي دعوة للجميع بشكل حر، وغير مدفوع.
أحوال