الفساد في لبنان مستشرٍ، يمتدّ من السلطة إلى التجّار فالمواطنين، هو ليس حكرًا لا على فئة ولا على وظيفة ولا على عمر ولا على طائفة، هو نظام عمل وأسلوب حياة وطريقة تفكير، هو سلوكٌ يفرضه “السيستم”، أو هكذا نعزّي أنفسنا نحن اللبنانيون.
فتجدنا نحتال على الأزمات، نشتري دولارات عندما ينخفض سعرها نسبيًا، ثمّ نعيد بيعها من جديد عندما يعاود ارتفاعه بغية تحقيق بعض الأرباح، فإذ بنا نفاقم الأزمة… كثير منّا يتخطى طابور السيارات على محطات البنزين لتعبئة لا سياراتهم فحسب بل لتعبئة غالونات لادخارها لوقت لاحق.. قد تكون “القوطبة” هنا مبرّرة بعض الشيء، فأيّ مواطن يبحث عن الطمأنينة في ظلّ أزمة لا يعرف ما تخبئه له في الغد، ولكن ما هو غير مبرّر هو تعبئة غالونات لبيعها في السوق السوداء، تمامًا كما يحصل عندما يتعلّق الأمر بالدواء والمواد الغذائية… هذا الفساد ممتدّ من السلطة إلى الشعب… أوليست السلطة هي انعكاسًا لهذا الشعب؟
بلى… فكما تكونون يولّى عليكم.
إعداد وتقديم: رامي وهاب
مونتاج: غادة مسلم
تصوير: سيزار عمرو