بعد تحوّله إلى حمل وديع مع السلطة…شينكر يوبخ المجتمع المدني
المارد الأميركي يدخل في كوما الانتخابات ويخلي مكانه للفرنسي
على غير عادة، وصل المبعوث الأميركي ديفيد شينكر إلى لبنان أمس من دون ضجيج سياسي وإعلامي، هو الذي قرّر “مقاطعة” السياسيين، وحصر لقاءاته بجمعيات من “المجتمع المدني” ليستمع إلى “ماذا يريد الشعب اللبناني”.
ونقلت مصادر مشاركة في اللقاء مع المجتمع المدني لـ “أحوال” أنّ الذين التقوا شينكر أمس بالكاد تعرّفوا إليه، “باختصار ليس هذا شينكر الذي كنّا نلتقيه ونتواصل معه، لم يكن الرجل الذي نعرفه”.
وأضافت: فجأة تحوّل شينكر إلى حمل وديع، فالتقريع الذي كان يكيله للطبقة السياسية كاله للمجتمع المدني الذي التقاه بالأمس.
وقال شينكر للحاضرين: “لم تبرهنوا عن أنفسكم، وأخفقتم في كلّ مكان… انتظرنا منكم تظاهرة مليونية ففوجئنا بأن التظاهرة بعد الانفجار لم تتجاوز 10 آلاف وهو عدد يمكن لأي حزب سياسي أن يحشده في لبنان”.
موقف شينكر يعكس تحوّلًا في السياسة الأميركية الاي تعبّد الطريق أمام الفرنسي، وقالت المصادر في هذا الإطار “لم يكن الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون ليطحش بهذه الطريقة لولا هذا التحوّل في أروقة البيت الأبيض”.
وأضافت: “يبدو بأن الرئيس دونالد ترامب أراد تجميد كل جبهاته، فأعطى هذه الورقة لفرنسا لأنها تعطيها زخمًا في المواجهة مع التركي وتعيد لململة الساحة اللّبنانية قبل سقوطها بيد حزب الله”.
وفي سياق هزّ العصا للمجتمع المدني، واصل شينكر توبيخ ضيوفه بالقول: “انتم منفتحين على واشنطن كلٌّ على حسابه، التهيتم بالوشاية عن بعضكم البعض.. لقد فقدتم نتيجة ذلك مصداقيتكم”.
بدا واضحاً في اللّقاء مع شنكر أنّ هناك فترة سماح مدّتها 6 أشهر سيصول فيها الفرنسي ويجول بتفويض كامل، وسيدخل شينكر كغيره من المسؤولين الأميركييين في كوما الانتخابات، وربما تطول المدّة إلى ما بعد الانتخابات، خاصة أنّه من المتوقع أن يتقلّص دور الرجل بعد هذا الاستحقاق.
إلى ذلك قال شينكر في حديث لصحيفة الشرق الأوسط أمس الأربعاء، “إننا على اتصال دائم مع الفرنسيين حول لبنان. إن الولايات المتحدة وفرنسا يهمهما لبنان جداً.. لبنان شريك وصديق قديم جداً للولايات المتحدة”.
نُهاد غنّام