لبنان يصارع “اسرائيل”… بالأفوكادو
الأفوكادو اللبناني يصل إلى بريطانيا نحن أمام زراعة استراتيجيّة
لأوّل مرّة يصل الأفوكادو اللبناني إلى بريطانيا، ما يفتح أفقًا جديدًا أمام المنتجات الزّراعية وعلى رأسها الأفوكادو، الذي أصبح يُزرع على مساحات واسعة في لبنان وبالأخص في منطقة الجنوب، ما يوحي بأن هذه الزّراعة ستكون واعدة وستعود بالعملة الصّعبة على المزارعين.
هذه الخطوة جاءت عبر مؤسّسة رينه معوّض التي تولّت تدريب مجموعة من المزارعين للتكيّف مع معايير الجودة العالميّة، وبعد الشّراكة بين لبنان وشركة Westfalia Fruit التي تقوم بتوزيع الأفوكادو اللّبناني على متاجر التّجزئة الكبرى في بريطانيا.
زراعة الأفوكادو زراعة قديمة في لبنان تعود إلى أكثر من أربعين سنة، ولكن كانت محصورة بمساحات بسيطة، عند أشخاص استقدموا هذه الشجرة من المكسيك وفق ما لفت عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي عمران فخري في حديث لـ”أحوال”، ولأنّها كانت زراعة غريبة وشكلها غريب في تلك الفترة، توجَّست الناس منها، بينما اهتمّ بها الناس الذّين تعرّفوا عليها في أميركا الجنوبيّة وأفريقيا.
منذ خمسة عشر عامًا وبعد تعرّف الناس على الأفوكادو، بدأوا يطلبونه ويزرعونه على مساحة واسعة، خصوصًا المغتربين الذين عاشوا في أفريقيا، فاشتروا الأراضي الزّراعية في الجنوب اللّبناني واستصلحوها وزرعوا بها، كون مناخ الجنوب أفضل طقس مناسب لهذه الزراعة، ليس فقط في لبنان وإنّما في المنطقة العربية، باستثناء الأراضي الفلسطينية المحتلّة، إذ يُعتبر كيان العدو الإسرائيلي أكبر مصدّر للأفوكادو في العالم، وفق ما أشار فخري.
نحن ننتج 8000 طن بالسّنة لا تكفي للإنتاج المحلي، وعن طريق الاستهلاك المحلي بدأ المزراعون بالتّصدير لبريطانيا والعالم العربي، ولكي لا نقع في عجز في السّوق المحلّي، كل سنة يُزرع في الجنوب ما يقرب 250 ألف نصبة أفوكادو، ومن الآن حتى 5 سنوات سيصبح لدينا قدرة تصديرية كبيرة، وبعد عشرين سنة نستطيع أن نكفي أوروبا بالأفوكادو، وفق ما أشار فخري، لافتًا إلى أنّ المدخول الذي يأتي من زراعة الأفوكادو يفوق العديد من الزراعات الموجودة الآن، حتى مؤسّسة ماكينزي التي وضعت خطّة نهوض اقتصادية للبنان، وضعت بقائمة التّوصيات زراعة الأفوكادو لأنّه ذات قيمة عالية جدّا، بالإضافة إلى القنّب الهندي والموز.
وبارك فخري للخطوة التي قامت بها جمعيّة رينيه معوّض ووصفها بالمهمّة جدًّا، لأنّه سيصبح للأفوكادو اللّبناني شهرة في أوروبا وسينافس الأفوكادو الذي ينتجه العدو الإسرائيلي، لافتًا إلى أنّ الجمعية تقوم بجهود جبّارة، وتسعى إلى فتح المزيد من الأسواق أمام الأفوكادو اللّبناني، وتقوم بترشيد المزراعين عبر مهندسين وتقنيين لزراعة الأفوكادو، وتُؤمّن شتولًا من مصادر داخلية وخارجية للمزارعين.
زراعة الأفوكادو في لبنان تشهد إقبالًا كبيرًا من المزاعين في الجنوب، ووفق الخبراء في المجال الزّراعي فستكون هذه الزّراعة واعدة جدّا بسبب غلاء ثمرة الأفوكادو، ووزنها الثّقيل مقارنة بباقي الفاكهة، كذلك قدرة تحمّل الثّمرة لفترة طويلة وعدم تلفها خلال تصديرها إلى الخارج أو توزيعها في السّوق المحلّي، إلّا أنّ الأهم من كل هذا، تأمين كل ما يلزم المزارع من دعم للمواظبة على زراعة هذه الثّمرة الاستراتيجية.