لا حكومة دون غطاء خارجي ولو أجمع اللبنانيون على تشكيلها
بعد مرور 6 أشهر على تكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة المقبلة، لا تزال الأمور على حالها، بل يمكن القول أنها ساءت بشكل كبير على كل المستويات، السياسية، الإقتصادية والإجتماعية، ورغم كل المحاولات والمبادرات، يبدو أن التعطيل سيّد الموقف بانتظار متغيرات ما يتم البناء عليها.
من هذا المنطلق تكشف مصادر سياسية رفيعة عبر “أحوال” أن لا جديد في الملف اللبناني قبل الإنتهاء من استحقاقين سياسيين كبيرين في المنطقة، هما استحقاق الإنتخابات الرئاسية السورية في 26 أيار المقبل، واستحقاق الإنتخابات الإيرانية الرئاسية في 18 حزيران، لأن هناك من ربط تشكيل الحكومة بهما.
وتضيف المصادر: “ينتظر السعوديون مصير المفاوضات الأميركية الإيرانية للبناء عليها، لذلك هم حذرون للغاية في مفاوضاتهم مع الإيرانيين في العراق، وأولويتهم الملف اليمني، وينتظر الاميركيون هوية الرئيس الإيراني الجديد لأن هويته تكشف نوايا النظام الإيراني في السياسة، فهل يريدون التصعيد أم الإتفاق، ويسعى الروس من جهتهم لإعادة سوريا إلى الحضن العربي بعد الإنتخابات الرئاسية السورية، ووسط كل هذه الملفات يحاول اللبنانيون إيجاد مكان لهم”.
تُشير المصادر إلى أن ربط لبنان ومصيره بملفات خارجية ليس وليد اللحظة، فهناك من ربط مصير البلد والحكومة بنتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية، ولم يتغير واقع الجمود والتعطيل بعدها، فعاد لربط المصير ببدء عمل إدارة الرئيس جو بايدن، وأيضاً لم يتغير شيئاً، مشددة على أن الربط لم ينته ولم يتوقف، فحيناً نُربط بمفاوضات خليجية إيرانية، وأحياناً بمفاوضات أميركية إيرانية، واليوم هناك من يربط مصير البلد بالإنتخابات الإيرانية والسورية، وطبعاً فإن احتمال عدم تغيّر الواقع موجود بقوة.
لا تُخفي المصادر واقع التعقيد الذي يلفّ المسألة اللبنانية، مشيرة إلى أن “ربط” تشكيل الحكومة بملفات خارجية هو أمر واقعي وموجود، لأن الاطراف اللبنانيين يشعرون بالحاجة دائما إلى الخارج، وبعضهم يشعر بالتبعية، وهذا أيضاً امر واقع، وبالتالي فلا مناص اليوم من الإنتظار، كاشفة أن فترة الإنتظار هذه قد تُكسر بحال نجحت روسيا بإقناع المعنيين بالملف اللبناني بإخراجه من دائرة المراوحة من ضمن اتفاق شامل، مشددة على أن الحراك الروسي لن يكون يتيماً بسبب نيّة الفاتيكان قيادة تحرك دبلوماسي كبير باتّجاه لبنان بسبب الخوف على مصير المسيحيين فيه بحال وصل إلى الإنهيار الشامل.
كما يمكن أن تُكسر فترة المراوحة أيضاً بحصول إتفاق إيراني سعودي، وهو أمر مستبعد حصوله بشكل سريع، رغم أن انطلاقة التفاوض بين الطرفين كانت إيجابية، وتشدد المصادر أن الأكيد في كل ما سبق هو أن لا حكومة دون غطاء خارجي ولو أجمع اللبنانيون على تشكيلها.