“الأنصار” يحرز اللقب على حساب “النجمة”.. و”أبو صالح” لـ “أحوال”: أهدي الفوز إلى روح الشهيد عطوي

تُوّج “الأنصار” عصر اليوم السبت، بطلًا لـ “الدوري اللبناني لكرة القدم” للمرّة الرابعة عشرة في تاريخه، بعدما هزم غريمه التقليدي “النجمة” 2 -1 في مباراة “الديربي” رقم 68 التي أُقيمت على ملعب مجمع “فؤاد شهاب” في جونية، وسط إجراءات أمنية مشددة.

المباراة جاءت متوسطة في شوطها الأول وغابت اللمحات الفنية من كلا الفريقين، لينتهي هذا الشوط بالتعادل بهدف لمثله، بينما نشط “الأنصاريون” في شوطها الثاني وخطفوا هدف الفوز، علمًا أن التعادل كان كفيلًا بتتويجهم، فتحرّك لاعبو النجمة في الدقائق القاتلة على أمل أن يعودوا إلى السكة الصحيحة، لكن الوقت داهمهم وهبطت معنوياتهم بعد تلقيهم هدفًا في الدقيقة 75.

المباراة بشكل عام لم ترقَ إلى المستوى المطلوب، وعاب الفريقين اهتزاز دفاعهم مرات عدة والشد العصبي الذي ظهر بين اللاعبين، إضافة إلى غياب المتعة في الأداء لأن المباراة جاءت على صورة “تكتيكية” بين المدربين الألماني “روبرت جاسبرت” ونظيره “موسى حجيج”، حيث نجح الأول في التفوق على حجيج وكان موفقًا في تبديلاته خصوصًا عندما أشرك “كريم درويش” بديلًا لـ”يوسف عنبر”، إذ ساهم في صنع الهدف الأول؛ بينما كان إشراك أنس أبو صالح “ضربة معلم”، فقد نجح في تسجيل هدف الأمان والفوز بعد نزوله بدقائق، على الرغم من تباعد الخطوط بين لاعبي “الأنصار” والبطء في تناقل الكرة، إلا أن “الأنصار” حسم الموقف وانتزع اللقب وحقّق مراده الذي كان يصبو إليه.

الإصابات

في الدقيقة الثالثة، افتتح “حسين عواضة” التسجيل لـ”النجمة” بكرة رأسية إلى يمين الحارس “نزيه أسعد”، إثر عرضية “حسن كوراني” من ضربة ثابتة من يمين المنطقة، وسط فرحة هستيرية للمدير الفني “موسى حجيج” ولاعبي البدلاء والميدان.

وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين (43)، توغل مهاجم الأنصار “أحمد حجازي” من الميمنة، وسدّد الكرة أرضية عبر الزاوية اليمنى البعيدة من متناول الحارس “علي السبع” مدركًا التعادل، ليرسم البسمة على وجوه زملائه الأنصاريين وأعضاء الجهاز الفني والرئيس “نبيل بدر” المتواجد على المنصة الرئيسية.

في الدقيقة 75، إنسل البديل “أنس أبو صالح” من بين المدافعين وأرسل الكرة برأسه إلى يمين الحارس “علي السبع” الذي لم يحرّك ساكنًا، مستفيدًا من ضربة حرًة نفّذها “الثعلب” حسن معتوق من يسار المنطقة بحرفنة ودقّة، لينتهي اللقاء بنتيجة 2 – 1 لمصلحة “الأنصار” وبالتالي يكون قد ثأر وبالنتيجة عينها لخسارته أمام “النبيذي” في اللقاء الذي جمعهما في الموسم المنتظم.

مثّل “الأنصار” كل من الحارس نزيه أسعد واللاعبين: حسين الدر، معتز بالله الجنيدي، يوسف عنبر (كريم درويش 32)، نصار نصار، حسن شعيتو “شبريكو”، جهاد أيوب، نادر مطر (حسن بيطار 77)، حسن شعيتو “موني” (أنس أبو صالح 69)، حسن معتوق وأحمد حجازي.

أما “النجمة” فقد تمثّل بكل من الحارس علي السبع واللاعبين: علي السعدي (خليل بدر 62)، علي حمام، عبدالله عيش، اندرو صوايا (مصطفى قانصو 87)، علي طنيش، مهدي الزين (علي علاء الدين 79)، حسن كوراني، عمر الكردي (ادمون شحادة 46)، حسين عواضة (خالد تكجي 46) ومحمود سبليني.

هذا وقد قاد المباراة الحكم اللبناني الدولي “محمد عيسى”، وعاونه مواطنوه محمد رمال وسليم سراج وعلي رضا حكمًا رابعًا احتياطيًا.

المشهد الاحتفالي

وبعدما أطلق الحكم صافرته، إنطلق لاعبو “الأنصار” نحو منتصف الملعب وسط فرحة هستيرية احتفالا باللقب الغالي الذي طال انتظاره؛ وبعدها، نزل رئيس النادي “نبيل بدر” ومعه رئيس الاتحاد اللبناني السيد “هاشم حيدر” لإجراء بروتوكول التتويج، فقام حيدر بتسليم كأس البطولة إلى قائد الأنصار “معتز بالله الجنيدي” وسط هتافات اللاعبين العفوية، الذين قاموا برفع بدر على الأكتاف، كما قام بعض اللاعبين برفع المدير الفني الألماني “جاسبرت” الذي استقدمته الإدارة مؤخرًا خلفًا للعراقي “عبد الوهاب أبو الهيل”.

الجدير ذكره في هذا الإطار أن كل أعضاء الجهاز الفني واللاعبين ارتدوا عقب صافرة النهاية قمصانا مخططة باللونين الأخضر والأبيض، كُتب عليها الرقم “14” وحملت صورة رئيس النادي نبيل بدر.

وبعد إنتهاء الاحتفالات، توجه اللاعبون إلى مقر النادي في الطريق الجديدة في بيروت للاحتفال مع جماهيرهم التي تسمّرت خلف الشاشة الصغيرة ولم تُتح لها فرصة متابعتهم من الملاعب طيلة الموسم بسبب إجراءات متخذة بعد إنتشار فيروس كورونا.

تصريحات لـ “أحوال”

رئيس نادي الأنصار “نبيل بدر” قال في حديث لـ”أحوال”: “لمسنا في هذه الأيام كم هي جماهير الرياضة عظيمة وتتّخذ من الألعاب الرياضية متنفّسًا لها، وها نحن في نادي “الأنصار” مؤمنون بمواكبة الأجيال الرياضية، وما هو فوزنا اليوم باللقب إلا تتويجًا لجهود سنوات من العمل الجاد لرفع إسم “الأنصار”، مضيفًا: “وأقول للجميع يبقى نادينا هو “الزعيم” والسنوات المقبلة تحتاج إلى عمل مضاعف حتى نصل إلى المزيد من الألقاب؛ مباراتنا أمام “النجمة” كانت على قدر كبير من الحساسية وكنا تحت ضغط، لكننا كنا مصممين على تحقيق الفوز”.

بدوره، رأى المدير الفني الألماني “جاسبرت” أن المباراة كانت لإثبات شخصية أحد الفريقين، معتبرًا في حديث لموقعنا أن “الأنصار” استحق الفوز لأنه برهن عن حضوره البدني والتكتيكي على أرض الملعب، “أنا مسرور جدًا للفوز ولإحراز اللقب”.

أما صاحب هدف الفوز، أنس أبو صالح، فقد قال في حديث لـ”أحوال”: “الحمدلله على هذا الفوز، وأبارك لجمهور “الأنصار” اللقب الذي طال انتظاره وأعده بأننا سنحرز كأس لبنان “الدوبليه”، لكن دعونا الآن نحتفل اليوم وغدًا وبعده”، مضيفًا: “الهدف الذي سجّلته هو للفريق كله وليس لأنس أبو صالح، فأنا فرد من أصل مجموعة. وفي الختام أودّ أن أهدي هذا اللقب إلى روح لاعب الأنصار السابق، الشهيد محمد عطوي”.

كلمة حيدر

من جهته، شدّد رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم، المهندس هاشم حيدر، على أن اللعبة حظيت بخاتمة مثالية للموسم الأصعب بتاريخها، مهنئاً فريقَي “الأنصار” و”النجمة” لما قدّمه كل منهما طوال منافسات الدوري، معتبراً أن كلَيهما بطل، “ولكن للأسف فإن للبطولة كأس واحد”، مهنئاً كليهما على أخلاقهما العالية.

وتمنى حيدر قبل بدء المباراة بأن يشهد الموسم المقبل حضور الجمهور، بعدما خسرته مباراة “النجمة” و”الأنصار” اليوم، كاشفًا الصعوبات التي سبقت انطلاق الموسم، بالإضافة إلى متابعة الأمور خلاله، وكل يوم بيومه. ولفت إلى أن المساعدات التي قُدمت للأندية لم تكن آنية ولن تتوقّف، مشيراً إلى أنه سيتم الكشف عن التفاصيل المستقبلية لاحقًا، خصوصًا أن الأندية لا يمكنها تحمل الوضع الاقتصادي الراهن.

سامر الحلبي
يوسف برجاوي