منوعات

سقوط “الأقنعة”: هل فقد الجولاني السيطرة أم يتبادل الأدوار مع “داعش”؟

إعداد أحوال ميديا

​لم تكن الدماء التي سُفكت بالأمس في جامع “علي بن أبي طالب” بحمص مجرد حادثة إرهابية عابرة، بل هي صرخة إنذار حقيقية تؤكد أن المنهل العقائدي الطائفي لهذه الفصائل واحد مهما تعددت المسميات أو حاولت “سلطة الجولاني” تجميل صورتها وتسويق نفسها كسلطة أمر واقع “منضبطة”.

​سرايا “الأنصار” والجولاني: وحدة المنهل
​إن ما تسمى “سرايا أنصار السنة” التي ارتكبت وتبنت مجزرة المصلين ، ليست كياناً منفصلاً كما يُشاع، بل هي جزء أصيل من النسيج الإرهابي الذي يتحرك تحت مظلة سيف بولاد (أبو بكر) والمرتبط عضوياً بوزارة دفاع سلطة الجولاني.

الحقيقة التي يحاول الكثيرون القفز فوقها هي أن ” سلطة الجولاني” باتت مأوىً لأكثر من 4 آلاف عنصر من تنظيم “داعش” ، يبرر الجولاني وجودهم تحت مسمى “التائبين”، بينما هم في الواقع الخلايا النائمة التي تُستخدم لتنفيذ المهام القذرة حينما تقتضي الضرورة الطائفية أو السياسية ذلك.
​استراتيجية الفوضى لإدامة الحكم
​بات واضحاً أن “سلطة الجولاني” لا تملك مصلحة في استقرار سوريا أو بسط الأمن الحقيقي ؛ فالدولة والمؤسسات والانتخابات تعني ببساطة نهاية عهد “أمراء الحرب”.
لذا ، يعتمد الجولاني سياسة “توزيع الغنائم” غير العادلة ، مما يخلق حالة من التنافس الدموي بين الفصائل (العمشات، الحمزات، والدواعش المنضوين ضمن وزراة الدفاع ) على حصصهم من الأرض والموارد.
​الجولاني اليوم يلعب لعبة مزدوجة ؛ فهو يدعي السيطرة أمام القوى الدولية (روسيا وأمريكا)، وفي الوقت ذاته يترك الحبل على الغارب للفصائل المتشددة لتعيث فساداً وتفجيراً.
الهدف من هذه “الهرطقة” السياسية هو إرسال رسالة للعالم مفادها: “إما أنا أو الفوضى الشاملة”، محاولاً ابتزاز المجتمع الدولي للحصول على دعم عسكري وسلاح نوعي بحجة عدم قدرته على ضبط هذه المجموعات دون إمكانيات.

​المشهد القادم: انفجار من الداخل؟
​إن انعدام الرؤية الاستراتيجية للفصائل المتحالفة مع الجولاني، وامتعاض الكثير منها من تفاهماته السرية والمعلنة مع القوى الخارجية، يفتح الباب أمام تحول المدن السورية في الشمال إلى إقطاعيات يحكمها “شذاذ الآفاق” بعيداً عن أي مركزية.
​المجزرة الأخيرة في جامع “علي بن أبي طالب” هي الدليل القاطع على أن الإرهاب لا دين له ولا عهد، وأن التستر خلف عباءة “الدولة” أو “الأموية” ليس إلا قناعاً لتعطش طائفي لا يرتوي.
ما ينتظر سوريا في ظل هذا التخبط وتداخل الولاءات بين “النصرة” و”داعش” و”سرايا الأنصار” هو مشهد مخيف، ينبئ بأن القادم أعظم وأشد قسوة إذا لم يُوضع حد لهذا الورم السرطاني وسقوط سلطة التكفير.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى