عُدوان الجولاني من السويداء إلى حمص.. إرهاب مُمنهج ضد الأقليات

في استراتيجية إرهابية ممنهجة، يعيد زعيم “هيئة تحرير الشام” سابقاً أبو محمد الجولاني، ورئيس سلطة الأمر الواقع حالياً كَرَّةَ جرائمه الدموية ضد الأقليات في سوريا، مُستخدماً نفس الأداة النجسة: بعض ضعفاء النفوس الارهابيين من “عصابات البدو والقرباط” وقادة المليشيات الطائفية، في محاولة يائسة لتمزيق النسيج الاجتماعي وإشعال الفتنة تحقيقاً لأجندة أسياده الأتراك وغيرهم ومشروعهم التفتيتي.
السويداء: النموذج الأوّل للإبادة
لم تكن مجزرة السويداء الدموية التي هزّت ضمير الإنسانية، وُصفت بأنها الأكثر بربرية في القرن الحادي والعشرين، حدثاً عابراً. لقد كانت نتاج خطة مخابراتية محكمة، قادها رجل الجولاني في المنطقة، “مصطفى بكور”، بالتعاون الوثيق مع قادة عصابة إرهابية مثل “مفلح الصبرا” قائد ما يسمى “جيش العشائر” الإرهابي، و”سليمان عبد الباقي” و”ليث البلعوس” المطرودين من أحضان أهل السويداء.
استثمر الجولاني و أدواته نزاعاً محلياً على طريق الشام – السويداء، حيث تمت عمليات خطف متكررة لأبناء المحافظة. قامت أدواته بتوريط ذوي المخطوفين واستغلال عاطفتهم بإفتعال احتقان واختطاف مضاد في حي المقوس، ليُقدِم بعدها “منقذاً” مزعوماً تحت ذريعة “فض النزاع بين البدو والدروز”. ولكن القناع سقط سريعاً ليدخل الجولاني بحديد ونار، مرتكباً مجازر بشعة، لكن إرادة أبناء السويداء الصامدة أحبطت مخططه ودفعت بقواته إلى الجحيم.
حمص ودمشق: نفس السيناريو وأدوات الدماء
اليوم يتكرر السيناريو نفسه في حمص ريف حمص وأحياء العلويين بدمشق ، ولكن هذه المرة بحق الطائفتين العلوية والشيعية. يستخدم الجولاني عصابات “البدو” و”القرباط” الموالين له، ليُوقِع بين فَكَّي كماشة:
· الكماشة الأولى: إذا نجح في تهجيرهم، يحقق تغييراً ديمغرافياً يخدم مشروع “الأقاليم الفيدرالية” التقسيمي الذي يريده أسياده.
· الكماشة الثانية: إذا فشل في التهجير، يقدم نفسه للمجتمع الدولي كـ”حامي” للعلويين والشيعة من هجمات تلك العصابات، في محاولة لتبييض صفحته الدموية وكسب شرعة زائفة.
خدعة كبرى وكشف للحقائق
ما لا يدركه هذا الإرهابي، أو يتعامى عنه، هو أن خريطة “الأقاليم الفيدرالية” التي يحلم بها ويدفع دماء السوريين ثمناً لها، قد رُسِمَت حدودها في مختبرات أسياده الأتراك والأمريكان من قبل، وهو مجرد أداة تنفيذ في المسرحية، يُخيّل له أنه البطل، بينما هو مجرد “رئيس للسلطة المؤقتة” مُحدَّد المهمة والأجل.
· أي هدفٍ هذا يسعى إليه الجولاني وأسياده إلاَّ تمزيق وحدة سوريا، وتفكيك نسيجها الاجتماعي، وإخضاعها عبر إشعال حرب طائفية لا تبقي ولا تذر؟
· ولكن، أليست مجزرة السويداء قد كشفت للجميع حقيقة هذه الألعاب القذرة؟ ألم تثبت أن دماء الأبرياء هناك ستكون الشعلة التي تحرق كل محاولات إثارة الفتنة في كل بقعة على الأرض السورية؟
· وفي النهاية، أليس الجولاني وقادة العصابات التابعين له مجرد أوجه مختلفة لعملة واحدة، هي عملة الإرهاب المدعوم تركيًا وبريطانياً وقطرياً، الذي لا يجد وقودًا لمشروعه التقسيمي إلاَّ بجسد الأقليات ودمائها؟.



