تبرعات “فداء لحماة”.. أموال تثير التساؤلات أكثر مما تحققه من خير

في حملة “فداء لحماة” الأخيرة، تحولت التبرعات إلى مسرح للجدل والانتقادات الحادة، بعد أن أعلن الداعية الشيخ العرعور تبرعه بمبلغ 6.5 دولار فقط، بينما تبرع والد قائد ما يُعرف بالفرقة 62 في “جيش الجولاني” (أبو عمشة) بمليون ومئتي ألف دولار. الفارق الهائل بين المبلغين أثار موجة من السخرية والاتهامات، أعادت إلى الأذهان تاريخاً طويلاً من التساؤلات حول مصادر الأموال ودورها في الصراع السوري.
لم يكن مبلغ الـ 6.5 دولار الذي تبرع به العرعور مجرد رقم بسيط، بل تحول إلى رمز لموقف عام من شخصيات اعتبرها الكثيرون “تتاجر بالثورة”. التعليقات التي توالت على منصات التواصل الاجتماعي حملت اتهامات مباشرة للعرعور بجمع الأموال من خلال فتاوى مثيرة للجدل، وبرامج إغاثة مشبوهة، ومتابعة قنواته على وسائل التواصل التي يقال إنها كانت تتطلب اشتراكات مالية غير واضحة.
من أبرز الانتقادات التي وجهت للعرعور:
· اتهامه بـ “تحريض الشباب على الجهاد” في سوريا دون تحمل العواقب.
· استخدامه للفتاوى “لتضليل الناس” وجمع التبرعات من خلالها، كما ورد في تعليق أحد المغردين: “يبدو أنه معه مليار دولار من فتوى الكذب”.
· اتهامات بتحويل أموال الإغاثة واللاجئين إلى قنوات أخرى، مع الإشارة إلى أن بعض المتبرعين السابقين صُدموا بخصم مبالغ كبيرة من حساباتهم بسبب متابعة قنواته.
· موقفه من الشيخ البوطي، الذي استشهد وهو يحمل في جيبه ثمن رغيف خبز فقط، في إشارة إلى الفارق الأخلاقي بينهما.
التساؤلات لم تتوقف عند حدود المبالغ الصغيرة، بل امتدت إلى مصادر التبرعات الضخمة أيضاً. كشف تعليق أحد المتابعين عن استيائه من تبرع والد أبو عمشة بالمليون ومئتي ألف دولار، متسائلاً: “قديش مطلع من ظهر هالثورة؟”. هذا السؤال يعيد إلى الواجهة الشكوك حول ثروات بعض القادة الميدانيين، ومقارنتها بثروات رجال الأعمال مثل رامي مخلوف، الذي غادر البلاد في ظروف غامضة.
أبو عمشة.. التبرع والجدل العسكري:
الجانب الآخر من القصة يتعلق بأبو عمشة، الذي رفض التبرع بشكل شخصي بحجة أن راتبه بالكاد يكفيه، بينما تبرع والده بمبلغ ضخم. هذا التناقض أثار تساؤلات حول المصدر الحقيقي للأموال، وإمكانية أن تكون هذه الثروات قد جمعت خلال سنوات الحرب. كما أشار بعض المعلقين إلى أن التبرع قد يكون جزءاً من “تكتيك عسكري” لتعزيز النفوذ والمكانة.
ختاماً :
حملة التبرعات كشفت مرة أخرى أن الثقة في بعض الشخصيات والقنوات التابعة للثورة السورية قد اهتزت بشكل كبير. الأموال، سواء كانت 6.5 دولار أو مليوناً ومئتي ألف، أصبحت محط تساؤلات حول نزاهة مصادرها وأهدافها الحقيقية. في النهاية، يبقى السؤال الأبرز: هل هذه التبرعات تخدم قضية السوريين حقاً، أم أنها مجرد غطاء لمصالح ومشاريع شخصية؟



