كما في كل الاستحقاقات المحلية والدولية، يبتعد لبنان عن بناء استراتيجيات منهجية للمشاركة الفعّالة في المؤسسات الدولية ويذهب الى المنافسات مشتت القوة لا بل تنتقل المنافسات المحلية الى مسارح المؤسسات الدولية.
اليوم يدور صراع، لبناني لبناني في البيت الواحد، على منصب عضو استشاري في “الاتحاد الدولي لصون الطبيعة في غرب آسيا” قد يؤدي الى خسارة لبنان للمركز، إذ تقدم كل من زاهر رضوان (جمعية اليد الخضراء، خبير بيئي واستراتيجي في التنمية المستدامة وناشط في العمل الاجتماعي) والإعلامي فادي غانم (جمعية غدي، ناشط بيئي وإجتماعي ذو كفاءة اعلامية).
هذا التنافس قد يعرض لبنان لخسارة هذا المنصب للمرة الثالثة على التوالي، وسوف يجري التصويت من قبل الأعضاء المقدّر عددهم بنحو 1500 عضو يوم 13/10/2025، وسوف تكون مفتوحة لمدة 24 ساعة كي تنتهي عملية التصويت.
اللافت في موضوع المنافسة على المراكز الثلاث لعضوية الاستشارية دور لبنان السلبي بحق نفسه، فإن المرشحين المتبقين هم ممثل عن: الكويت، فلسطين، الاردن، لبنان (عدد 2)، ما يعني أن التنافس اللبناني البيْني سيشتت الأصوات ويخرج لبنان من المنافسة الجدّية، إذ تتحدث مصادر متابعة عن إجماع خليجي وعراقي على دعم مرشحة الكويت ما يعني حصولها على رقم مريح للنجاح فيما تبقى المنافسة على العضوين المتبقيين بين ثلاث دول وأربع مرشحين.
فادي غانم
لبنان
ما تسرب من كواليس المرجعية اللبنانية (وزارة الزراعة وهي المظلة الأساسية ومرجعيتها السياسية)، أن هناك محاباة أو مفاضلة لمرشح على آخر دون حسم مسألة إنسحاب الآخر أو ترتيب الأمر بين المرشحين، وربما هنا يتداخل الشخصي بالعام والدعم السياسي غير المبرر وتدخل بعض الوزراء سيتسبب بخسارة لبنان للموقع لسنوات قادمة.
وما تبقى من وقت للمعالجة يمكن أن يفسح بالمجال لترتيب الوضع، فهل تقدم السلطة اللبنانية على معالجة هذا الأمر؟
تجارب لبنان السابقة
في العام 2021 خسر لبنان بمرشحه زاهر رضوان بفارق صوت واحد عن هذا المنصب، وتمكن من الحصول على ثقة ٨٧٨ صوتاً من ممثلي الحكومات والجمعيات والمجتمعات المحلية ومراكز الابحاث التي شاركت في المؤتمر.
زاهر رضوان
الاتحد الدولي لصون الطبيعة
المقصود بالاتحاد الدولي لصون الطبيعة في غرب آسيا هو المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) في المنطقة، والذي يُعرف بـ المكتب الإقليمي لغرب آسيا (IUCN ROWA)، ويقع مقره في عمّان بالأردن. يعمل المكتب على دعم تنفيذ أولويات الاتحاد في المنطقة من خلال الشراكات مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية والخبراء، مع التركيز على قضايا مثل: بقاء الأنواع، والمناطق المحمية، والإدارة المستدامة للموارد، والتنوع البيولوجي، والاستجابة لتغير المناخ.
