من سوريا الى أوكرانيا.. مدير “MI6” السابق يفصح عن استراتيجيات استخبارية كبرى
مدير "MI6" السابق يفصح عن استراتيجيات استخبارية كبرى

كشف ريتشارد مور رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني “MI6” السابق ، عن مجموعة من الاستراتيجيات والعمليات الاستخبارية التي نفذها الجهاز خلال فترة توليه منصبه، وذلك خلال حفل تقاعده الذي أُقيم في إسطنبول.
وشملت تصريحاته تفاصيل حول مواجهة النفوذ الروسي من أوكرانيا إلى سوريا.
في الحفل ، الذي وصف بأنه “استثنائي”، أعلن مور عن عدة محاور رئيسية شكلت عمل الجهاز تحت قيادته :
. مواجهة النفوذ الروسي
أكد مور أن الجهاز عمل على “قطع المطامع الروسية باستعادة النفوذ على الدول السوفييتية السابقة”، مسلطاً الضوء على الدعم الكامل للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتمكينه من “مواجهة العدوان الروسي”.
. استهداف النظام الروسي داخلياً
كشف مور عن إنشاء نظام استخباراتي سري أطلق عليه اسم “ساعي البريد الصامت”، بهدف تجنيد عملاء داخل روسيا بهدف “إسقاط نظام الرئيس فلاديمير بوتين”.
. الملف السوري:
· التواصل مع “هيئة تحرير الشام”: أفاد مور بأن جهازه بدأ التواصل مع زعيم “هيئة تحرير الشام” (الجولاني) “قبل أكثر من عامين”، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية كان لها “أثر استخباراتي كبير في سير الأحداث”.
· الوصول إلى دمشق : ادعى مور أن جهاز “MI6” تمكن من الوصول إلى العاصمة السورية دمشق “بعد إسقاط النظام بساعات قليلة واستقبلنا ‘الشرع'”.
· الشراكة مع تركيا: أشار إلى سعي الجهاز لـ”مواجهة النفوذ الروسي في سورية بالتعاون مع تركيا”.
. اختتم مور تصريحاته بالقول: “قمنا بتغيير مسار التاريخ مجدداً”.
خلفية استراتيجية
في قراءة للخلفية الاستراتيجية لهذه التصريحات، يبدو أن كشف مور العلني يؤشر لمرحلة جديدة من الصراع المكشوف بين لندن وموسكو، والذي ستكون له انعكاسات على الأرض في سوريا والمنطقة.
ويمكن رصد عدة أبعاد:
· أدوار إقليمية فاعلة
تشير المعطيات إلى أن تركيا تترجم المشروع البريطاني الرامي لتحجيم النفوذ الروسي في سوريا، بينما تقود إسرائيل دفة المشروع الروسي المضاد وضمان استمراريته.
في حين تظهر الولايات المتحدة كطرف يحاول تحقيق توازن يصعب التحكم به.
· مقارنة القوى
تمتلك بريطانيا تفوقاً في “القوة الناعمة” وقدرة على اختراق المكونات السورية كافة (العلويين، الدروز، الأكراد، السنة)، بينما يعتمد التفوق الروسي على القوة العسكرية المباشرة وقواعدها ووكلائها على الأرض، وهو ما قد يحدد شكل المواجهات في الأسابيع القادمة.