“الاشتراكي” يصطاد في ماء السويداء العكر.. و”تحرير المخطوفين” آخر الأوهام

أبدت مصادر مواكبة لتطورات الأحداث في محافظة السويداء استغرابها من قيام الحزب الاشتراكي بعملية استثمار سياسي للملفات المرتبطة بالمحافظة، بعدما زعم سابقاً وقوفه خلف قرار إرسال بعثة تقصي الحقائق إلى السويداء.
جديد هذا التوظيف السياسي في مسارعة الحزب إلى الإعلان عن مسؤوليته عن تحرير عدد من أبناء السويداء الذين اختُطفوا على يد عصابات الجو_لاني خلال هجوم السويداء قبل شهرين.
واللافت – وفقاً للمصادر – أن خبر تحرير المختطفين صدر أساساً عن غرفة العمليات العسكرية في السويداء، والتي كانت قد أبلغت الوزير وئام وهاب رسمياً بذلك، حيث قام بنشر الخبر عبر منصاته الرسمية قبل عدة ساعات من بيان الحزب الاشتراكي، بناءً على معلومات موثقة من المصدر الميداني المختص. وعندما تمت متابعة الخبر، أكدت المصادر أن وهاب قد تلقى الإبلاغ بشكل مباشر من غرفة عمليات السويداء، مما يجعل الخبر وثيق الصلة بالجهة الفعلية التي عملت على تحريرهم.
في الوقت الذي كان الخبر يُنشر بشكل مهني وشفاف من قبل الوزير وهاب كإشادة بجهود الغرفة المحلية في السويداء، سارع الحزب الاشتراكي إلى تبني هذا الإنجاز واستثماره سياسياً. إذ سعى الحزب مرة أخرى إلى نسب الإنجاز لنفسه، حيث بادرت مفوضية إعلامه إلى إصدار بيان زعمت فيه أن تحرير المختطفين جاء نتيجة جهود بذلها الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط. والمفارقة أن بيان الاشتراكي ربط عملية التحرير بما أسماه “خارطة الطريق” التي تلت “اتفاق دمشق الثلاثي” بين دمشق وعمّان وواشنطن.
“من جهة أخرى، تذكر تقارير إعلامية ومصادر محلية أن موقف أهالي السويداء كان معارضاً للاتفاق الثلاثي المزعوم، وهو ما يتناقض مع تصريحات الحزب الاشتراكي التي نسبت الإنجاز إلى نفسها.
يأتي هذا بعد أيام من ادعاء الحزب مسؤوليته عن قرار إرسال بعثة تقصي الحقائق إلى السويداء، علماً أن القرار الأممي صدر قبل زيارة وفد الحزب إلى مقر الأمم المتحدة في لبنان.”