صحة

“التوتّر” وانعكاساته السلبية على صحة الإنسان

الأبحاث أثبتت أن التوتُّر يجعل الفرد أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب

أطلت علينا سنة 2020 وفي جعبتها كوارث عديدة، وزّعتها على كل شهر من شهور السنة، فبدأت مع جائحة كورونا وامتدت بعدها إلى الكثير من الأحداث حول العالم، حتى وصل الأمر إلى لبنان في الشهر الثامن من هذا العام الكئيب، مع انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب، الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا وآلاف الجرحى، إلى جانب تدمير بيروت وتشويه صورة مدينة الحياة هذه.

جميع هذه الأحداث وغيرها من العوامل، خلقت شعورًا بالخوف والقلق والتوتر لدى الناس، ليس فقط على الصعيد المحلي، إنما على الصعيد الدولي والعالمي أيضًا، حيث يجابه العالم أجمع أسوأ مراحل حياته اليوم، ويحاول جاهدًا الاستمرار في المواجهة بكل ما أوتي من شجاعة وقوة، ليتمكن في نهاية المطاف من هزيمة هذه السنة المشؤومة، لا ترك الفرصة لها بالتغلب عليه.

ولا شك أن الشعور الدائم بالخوف والقلق والتوتر، سينعكس سلبًا على صحة الانسان، الأمر الذي وجب الانتباه إليه وتدارك خطورته في وقت مبكر، كي لا نصل إلى أوضاع صحية معقدة وخطرة. فبحسب العلماء، يجعل التوتُّر الفرد أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض، أبرزها أمراض القلب، حيث أنَّ البكتيريا المعوية يمكن أن تسهم في مفاقمة الأضرار الصحية المرتبطة بالضغط النفسي.

هذا الاستنتاج جاء بعد بحث علمي وتجارب عديدة قام بها الباحث بول فرينيتي، من كلية ألبرت أينشتاين للطب في مدينة نيويورك، وزملاؤه الذين عَمَدوا إلى تحليل تأثير الضغط العصبي على فئران تعاني من بعض أعراض فقر الدم المنجلي، وهو مرض يجعل الجسم يفرز خلايا دم حمراء يابسة، تتخذ شكل المنجل، ويمكنها أن تسد الأوعية الدموية الدقيقة، ما يؤدي إلى تدمير الأنسجة والشعور بالألم.

ونتيجة هذه التجربة، وجد الباحثون أنَّ الضغط العصبي قد أثَّر سلبًا على تدفق الدم في جميع الفئران الخاضعة للاختبار، ما عدا مجموعة منها، التي رُبِّيَت بطريقةٍ خاصة، بحيث تفتقر إلى الميكروبات المعوية المعتادة، ما أشار إلى أنَّ الهرمونات التي يفرزها الجسم بسبب التوتر، زادت من نفاذية بطانة الأمعاء، مما سمح للبكتيريا المعوية باختراق الأنسجة الموجودة تحتها.

في المقابل، أشارت الاختبارات إلى أن هناك نوع معين من البكتيريا حفَّز إفراز العدلات، وهي خلايا مناعية تسهِم في حدوث الالتهابات، لكنَّ معالجة الفئران بالمضادات الحيوية حالت دون حدوث هذه الاستجابة.

من هنا، توصل الباحثون إلى أنَّ خفض مستويات أنواعٍ معينة من البكتيريا المعوية قد يساعد على تخفيف أعراض مرض فقر الدم المنجلي، وغيره من الأمراض القلبية الوعائية، ولكن وفي ظل كل هذه الأزمات والكوارث التي تشهدها جميع دول العالم، فهل الشعوب قادرة على ضبط نفسها وتجنّب التوتر والقلق لتفادى الأمراض، أم أننا سنشهد ارتفاعًا في أعداد مرضى القلب؟

ياسمين بوذياب

ياسمين بوذياب

صحافية لبنانية، عملت كمراسلة ومحررة أخبار في عدة مواقع الكترونية إخبارية وفنيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى