انتخابات

الشمال المسيحي: الحواصل والكسور تتقدم على التفضيلي

قبل عشرين يوماً على دخول الناخبين إلى مراكز الإقتراع، تعمل كافة الأحزاب والتيارات والمرشحين للمرة الأولى بدون “بهرجات” إعلامية كانت تغطي الطرقات ومحيطها وأعمدة الهاتف والكهرباء، وكل ما يمت لها بصلة، باستثناء بعض الجهات المتمولة (بالعملة الخضراء) التي سارعت إلى حجز لوحات الإعلانات الضخمة في العديد من المناطق والطرقات العامة، لتوزيع شعارات، احياناً قليلة تصيب اهدافها لدى من يود الإقتراع لأسباب شخصية جداً، وأحياناً كثيرة لا تعني للمواطن الذي يفكر على مدار الساعة كيف سيؤمن الوقود لسيارته لكي يذهب إلى عمله، أو القوت لعائلته، أو الدواء لمريض يقبع في المنزل، وباتت كل تلك الكلمات الفارغة التي تمر أمام ناظريه لا تعني له شيئاً.

ورغم إهتمام المعنيين بالانتخابات بكل شاردة وواردة، حتى على ما يسمى وسائل التواصل الإجتماعي التي باتت الشغل الشاغل لهم في سراء الشتم وضراء الرد بمستوى أعلى وإنما أقل أخلاقاً، فإن الأحزاب والتيارات وأعضاء اللوائح ينشغلون في هذه المرحلة “الدقيقة جداً والحساسة” بالنسبة لمستقبلهم السياسي، في كيفية تحصيل العدد الأعلى من الحواصل الإنتخابية التي تؤهلهم لكسب سباق الرقم المميز في عدد نواب كتلهم.

ولعل هذه المسألة وفق العديد من المعطيات، تشغل بال حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على مستوى كل الدوائر متفرقة ومجتمعة، ولاسيما في الدائرة الثالثة في الشمال (أو ما باتت تُعرف بدائرة الشمال المسيحي) التي تضم أقضية زغرتا، الكورة، بشري والبترون، من منطلق أن البترون هي مسقط رأس رئيس التيار جبران باسيل وبشري هي المعقل المحوري لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وزوجته ستريدا نائبة القضاء والمرشحة الأبرز فيه.

ومن هذا المنطلق، يرى الباحثون في الإحصاءات الإنتخابية أن القوات التي تشير مختلف الاستبيانات إلى حصولها على ثلاثة حواصل فاصل ثلاثة وثلاثين في الأدنى، إذا كان الحاصل بحدود الإثني عشر الف صوت، أو ثلاثة حواصل فاصل ثلاثة وستين في الأعلى إذا تدني الحاصل إلى حدود إلاحدى عشر ألف صوت، فإن كل الوقائع تشير في الداخل والمغتربات، إلى أنها تبذل ما في وسعها لرفع حواصلها في هذه الدائرة “التي تعني الكثير للجميع وكل من زاوية معينة”.

وبصورة أوضح، فإن النشاط الإنتخابي يتركز على تحقيق الكسر الأعلى إلى جانب الحواصل المحققة والذي سيتيح لها قطف مقعد إضافي لها في حال كان اللجوء إلى الكسر هو الحل في حسم مصير أحد المقاعد، والمكان الأنسب لذلك وفق الخبراء والمختصين، سيكون في قضاء الكورة تحديداً.

ومن أجل ذلك تنشط الماكينات الإنتخابية بطاقتها القصوى لكي تعزز حواصلها غير آبهة لمن سيأتي الصوت التفضيلي “باستثناء الرموز” او لصالح أي من المواقع.

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى