يمكن للُعبة بحثية تُدعى «اللص الكبير» Big Robber أن تساعدنا على فَهْم الأسباب التي تجعل أحد المصرفيين يسرق أرصدة عملائه في البنك، وفي الوقت نفسه يبتاع وجبة دافئة لأحد المشرَّدين. وفقًا لهذه اللعبة، يملك البشر نزعة أنانية في التعامل مع المجموعات الكبيرة من الأشخاص، بينما يكون بإمكانهم إظهار سلوك كريم وإيثاري عند التعامل مع كل فرد على حده.
طلب كارلوس ألوس-فيرير، من جامعة زيورخ في سويسرا، وزملاؤه، من 640 شخصًا ممارسة ثلاثة أنواع من لعبة يقرِّر فيها كل مشارك قدرًا معينًا من مبلغ مالي صغير، يرغب في تحويله إلى مشارك آخر. وقد وجد الباحثون أن معظم المشاركين تبرعوا بجزء من ذلك المبلغ.
وابتكر المؤلفون أيضًا لعبة، أطلقوا عليها «اللص الكبير»، التي فيها يتخذ أحد «اللصوص» قرارًا بما إذا كان سيسرق مبلغًا يصل إلى نصف أرباح 16 مشارِكًا آخر في اللعبة، أم لا. وقد استولى أكثر من 80% من بين 320 لصًا على ما لا يقل عن ثلث المال، بينما أخذ 56% أكبر قدر ممكن من المال، تمكّنوا من وضْع أيديهم عليه، وهو ما يبلغ نصف المال، أي حوالي 100 يورو (ما يعادل 118 دولارًا أمريكيًّا). لكنَّ نسبة ضئيلة، تبلغ 2% من المشاركين، رفضوا ارتكاب فعل السرقة.
وتشير النتائج إلى أنه إذا أتيحت الفرصة للأفراد، فإنهم سيُلْحِقون الضرر بمجموعة كبيرة من الناس في مقابل احتمالية ربح عالية، لكن هؤلاء الأفراد أنفسهم يمكن أن يُظهِروا تعاطفًا مع شخص واحد بمفرده.
المصدر: https://www.nature.com/articles/d41586-021-02120-6
