مجتمع

التطريز الفلسطيني فن يأبى الاندثار

على الرغم من مرور 74 عاماً على نكبة فلسطين إلا أن الشعب الفلسطيني ما زال متمسكاً بتراثه الذي يحاول الاحتلال سرقته وينسبه إليه من حين إلى آخر، لكن الفلسطينيون دائما يواجهون هذه المحاولات من خلال نشر تراثهم وخاصة “التطريز الفلسطيني” الذي يُزيّن الأثواب الفلسطينية، وقد أنصفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” فن التطريز الفلسطيني عندما أدرجته على قوائمها للتراث الثقافي العالمي.

الفلسطينيون في الشتات يتمسكون بهذا الإرث ويتناقلوه من جيل إلى جيل، وذلك من خلال أساليب عدّة منها المعارض، ودورات التدريب على التطريز التي تقوم بها جمعيات فلسطينية لتعليم الفتيات والنساء على فن التطريز الفلسطيني، والتعرف على الجوانب المختلفة من التراث الفلسطينيي الذي يسعى ابناء الشعب الفلسطيني المحافظة عليه.

 

مشاريع لتعليم النساء على فن التطريز

السيدة جمال كليب مديرة جمعية التكافل في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان) تقول لـ “أحوال”: يعتبر التطريز من أساسيات التراث الفلسطيني وهو يعتمد على المهارة، لذلك قمنا بتدريب نساء وفتيات على فن التطريز ضمن مشروع “لكِ سيدتي 2” لنساهم في الحفاظ على التراث الفلسطيني، واعتمدنا التطريز بلمسة عصرية لكي تستطيع المرأة استخدام المنتوجات في حياتها اليومية كالاكسسوارات والأساور وعلاقات المفاتيح وحقائب اليد وحتى أغطية الهواتف المحمولة يتم تزيينها بالمطرزات.

ولفتت كليب إلى أن التدريب على فن التطريز يعتبر مهنة تستفيد منها المرأة وخاصة أنها تستطيع العمل في منزلها ولا تحتاج إلى مكان تجاري أو شهادة علمية، وقد التحق بالدورة التدريبية 25 امرأة من المخيم استطعن خلال شهرين من التدريب أن يبدعن في التطريز، وسيتم عرض المنتوجات في معرض خاص أواخر الشهر.

وأكدت أن “تراثنا هو هويتنا وسنحافظ على هويتنا من خلال أساليب مختلفة، سواء في التطريز أو الحياكة ما يُعرف بـ “الكروشيه” وهذه المصنوعات اليدوية كانت تستخدمها جدّاتنا في فلسطين واستمرت حتى في مخيمات الشتات.

 

التعريف بالتراث من خلال الدورات التدريبية

مدربة التطريز صبحيّة كريّم قالت: التطريز هو رمز للتراث الفلسطيني ووجدت أن النساء والفتيات كانوا متشجعين لكي يتعرفوا على التراث، وقمت بتعريفهن على التراث الذي يُشكل هويتنا الفلسطينية، وخاصة أن القطبة التي تستخدم في التطريز تختلف من منطقة إلى أخرى في فلسطين، مثلا قطبة التطريز في الخليل تختلف عن غزة ورام الله وشمال فلسطين، وحتى ألوان الخيوط المستخدمة في التطريز تختلف من مدينة إلى أخرى.

اضافت، التراث الفلسطيني غنيّ بالمطرزات ولكي تكون بمتناول الجميع قمنا بتبسيطه واستخدمنا التطريز على قطع صغيرة منها القلادات التي يتم تعليقها في الرقبة، واستخدام العلم الفلسطيني بالتطريز ، والهدف الأساسي هو الحفاظ على التراث ونشر ثقافة التطريز باساليب عدّة مختلفة.

لفتت كريّم أن قطبة القدس هي الأساس في التطريز وكانت منتشرة بكثافة قبل عام 1948 ونقوم باستخدامها بكثرة لتطريز منتوجات من التراث الفلسطيني.

 

خليل العلي

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى