سياسة

ميقاتي “راجع” ام سيأخذ “إجازة” بعد الانتخابات النيابية؟ 

يشعر الرئيس نجيب ميقاتي ان جبلا أزيح عن كاهله بعد انجاز الاتفاق الأولي مع صندوق النقد الدولي، وهو يعتبر انه أدى قسطه للعلى كرئيس للحكومة في هذا الملف، وان المسؤولية الآن أصبحت ملقاة على عاتق كل الطبقة السياسية، من مجلس نيابي وقوى داخلية حتى تسهل إقرار القوانين الإصلاحية والتشريعات الضرورية التي يلحظها الاتفاق مع الصندوق، تمهيدا لتوقيع الاتفاق النهائي الذي سيفتح الباب امام المساعدات.

ويأمل ميقاتي، تبعا لزواره، في أن تتحلى الطبقة السياسية بحسن النية وحس المسؤولية الوطنية لكي تفعل ما يتوجب عليها فعله في مجال تنفيذ الإصلاحات واتخاذ القرارت المطلوبة، مشيرا الى ان لحظة الحقيقة حلت.

وأكثر ما يخشاه ميقاتي ان يتعذر تشكيل حكومة جديدة عقب الانتخابات وبالتالي ان تتحول حكومته لتصريف الأعمال بحيث تصبح مقيدة الصلاحيات، “وهذا أسوأ وضع يمكن أن اواجهه لان تجربة تصريف الأعمال هي عموما عاطلة وعبئها ثقيل بالمبدأ، فكيف اذا كانت ترافقها أزمة اقتصادية واجتماعية قاسية لا تتحمل تكبيل الصلاحيات.”

ولا يبدو ميقاتي متحمسا للعودة كيفما اتفق الى السلطة في الحقبة التي تلي الانتخابات، حيث يُنسب اليه انه متعب لان تجربة الحكم في هذه الظروف صعبة، ملمحا الى ان اي عودة يجب أن تكون وفق شروطه.

وميقاتي الذي تولى رئاسة حكومة انتقالية للمرة الأولى عام 2005 للإشراف على الانتخابات النيابية فقط في مهمة موضعية، ثم وجد نفسه في مواجهة طائفته في حكومة 2011 وخرج منها مثخنا بالجراح، يَفترض انه نجح عبر الحكومة الحالية تحديدا في أن يترك بصمة وان يحقق إنجازات مقبولة مثل الاتفاق مع الصندوق، وتنظيم الانتخابات النيابية وترميم العلاقة مع الخليج والحصول على تقدير دولي لدوره، وبالتالي فهو يريد أن يبني على هذا الرصيد والانطلاق منه في مرحلة ما بعد استحقاق أيار.

ويلفت العارفون الى ان ميقاتي يتحسب لاحتمال ان يفوز حزب الله وحلفاؤه بالاكثرية النيابية مجددا، مع ما يعنيه ذلك من احتمال ان يدفع الحزب والرئيس ميشال عون في اتجاه تشكيل حكومة تعكس نتائج الانتخابات، الأمر الذي قد لا يستطيع أن يتحمله.

ويكشف العارفون ان ميقاتي يتمنى ان تسري معادلات الحكومة الحالية وتوازناتها على تلك التي ستتشكل عقب الانتخابات، وفي هذه الحال يمكن أن يقبل بترؤسها والا فهو يفضل الإبتعاد، علما ان البعض لا يستبعد إمكان ان يكون الرجل عازم على رفع سعره وتحسين شروطه للقبول بالبقاء في السرايا في المرحلة المقبلة.

وتتقاطع هذه التوقعات مع همس يفيد بان ميقاتي يتعرض لضغط من قبل بعض القريبين عائليا منه كي يرتاح بعد الانتخابات ويأخذ إجازة سياسية، فهل سيتجاوب معهم ام انه “راجع” إلى رئاسة الحكومة وإن “تدلل” قليلا؟

 

َعماد مرمل

عماد مرمل

اعلامي ومقدم برامج لبناني. حائز على إجازة في الصحافة من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في العديد من الصحف السياسية اللبنانية. مقدم ومعد برنامج تلفزيوني سياسي "حديث الساعة" على قناة المنار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى