أزمة المياه في الجنوب تخنق المزارعين وتحرمهم من مياه الشرب
جفت المزروعات الصيفية باكراً عند معظم المزارعين في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، بعد انقطاع المياه لمدة تزيد عن ثلاثين يوماً، في سابقة لم تحصل منذ عشرات السنين، “رغم أن أزمة المياه مستمرة ولم تتوقف في كل السنوات السابقة، لكنها اليوم فاقت كل التوقعات، فانقطاع الكهرباء وغياب المتابعة والاهتمام، أدى الى توقف المياه بشكل دائم، بعد أن كانت المياه تأتينا ليوم أو يومين في الأسبوع”، يقول المزارع حسن قشمر، ابن منطقة مرجعيون الحدودية.
ويلفت الى أن “هذه الأزمة لم تحرمنا فقط من الري بل حتى من استخدام المياه داخل منازلنا”، مؤكداً على أن “أي متابعة من قبل الأهالي لم تعد تجدي نفعاً، لأن الموظفين باتوا لا يرون في ظل تردي الأجور الاّ من يدفع لهم الرشاوى، فمن الممكن أن تجد بعض الحلول لأصحاب القصور والمنتزهات، الذين يدفعون الأموال للموظفين لتأمين ما يمكن تأمين لهم من المياه، أما المزارعين فقد جفت زراعاتهم، وهي آيلة الى اليباس”.
ويشير أحد الموظفين الى أن “عدم وجود أي متابعة من المسؤولين في مصلحة المياه، لأن المدير العام غائب كلياً، لأنه خارج لبنان، أما مسؤول المنطقة فقد هاجر الى أميركا، وتم تعيين موظف مؤقت مكانه، أما الموظفين فلا يستطيعون التنقل وتحمل أي مسؤولية، لأن أجورهم لا تكفي لأسبوع واحد”.
في بلدة الطيبة (مرجعيون)، التي يعلوها “مشروع مياه الطيبة”، المؤلف من عدد من البرك التي تضخّ اليها المياه من نهر الليطاني (أسفل الوادي)، ومنها الى معظم قرى وبلدات بنت جبيل ومرجعيون، يعاني أبنائها من انقطاع المياه منذ أكثر من شهر، فيقول حسن أبو طعام “كل أبناء البلدة، وللمرة الأولى منذ عشرات السنين، يشترون المياه من أصحاب الجرّارات وناقلات المياه، الذين باتوا يستغلون حاجة الأهالي، فيرفعون الأسعار، حتى وصل ثمن نقلة المياه الصغيرة الى 25 دولاراً، أي ما يقارب ربع معاش الموظف، وهي لا تكفي حاجة أسبوع واحد”.
ويشير المزارع مهدي حمود الى أنه “اضطر للاستغناء عن ما زرعه من شتول الباذنجان والحر والبقدونس والخس وغيرها، لأنها تحتاج الى الري المتواصل”، معتبراً أن “ما يحصل من اهمال وقلة متابعة أدى الى حصار الأهالي، ومنعهم من العمل في أراضيهم، بعد أن باتت أجورهم لا تكفي لاطعام اولادهم” ويطالب “بضرورة التحرك الفوري لمعالجة أزمة المياه المستمرة”.
واللاّفت أيضاً تهافت الأهالي على محطات تكرير المياه المدعومة من البلديات، والتي باتت تحتاج الى تنظيم ومتابعة، بسبب ازدحام الأهالي حولها، وشحها في أوقات مبكرة .
ويشكو أحد المزارعين من “المقيمين السوريين الذين لا يدفعون أي ضريبة، ويعملون بأسعار مرتفعة، وبالدولار، وهم بأعدادهم الكبيرة يأخذون المياه بكميات كبيرة بالمجان، ويحرمون المقيمين من أبناء المنطقة منها”، ويرى أن “ذلك ليس تمييزاً أو حقداً عليهم، لكن أعدادهم الكبيرة، ساهمت في شح المياه أيضاً”.
داني الأمين