تُعاني الاحزاب السياسية دون استثناء من تراجع في التأييد الشعبي لها، أو على الأقل من عدم وجود حماسة لجمهورها للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، ومن هذه الأحزاب القوات اللبنانية التي تًظهر الدراسات تراجعها قليلاً في بشري، نسبة للعام 2018 حيث حصلت على 70 بالمئة من أصوات المدينة، الأمر الذي جعل رئيس الحزب سمير جعجع يفكر بالترشح عن أحد مقاعد بشري لتشجيع الناخبين القواتيين على المشاركة وتعزيز نسبة الاقتراع لضمان حصول القوات على المقعدين المخصصين لبشري، لأن نسبة المشاركة المتدنية لجمهور القوات لن تتيح للقوات تأمين المقعدين في المدينة، حيث قد يكون من حصة القوات أحد مقاعد البترون.
لكن لا يكفي مشاركة القواتيين الكثيفة في بشري لضمان النجاح، إذ أنه من المتوقع أن تفوز القوات في دائرة الشمال الثالثة بثلاث مرشحين، اثنين في بشري وواحد في الكورة، وهذا يعني أن على القوات التخلي عن فكرة المنافسة في البترون، لأن عدم فعل ذلك قد يعني الفوز في البترون بمقعد وخسارة مقعد في بشري، ولاجل هذه الغاية قد يرشح القوات مرشحين اثنين في البترون لتنقسم الاصوات التفضيلية بينهما، فلا يتأثر مقعد بشري الثاني بحسابات اللوائح، لأنه بالنسبة الى القوات فإن بشري هي الأساس والمعقل، ومن غير المعقول أن تخسر القوات في معقلها، خاصة بعد بروز قوة جديدة في المنطقة هي قوة المعارضة.
قد تكون المعركة الإنتخابية في هذه الدائرة هي من الأقسى في لبنان، والحسابات الانتخابية التي يفرضها القانون الحالي ستجعلها معركة دقيقة، لأي أن خطأ في الحسابات سيعني خسارة مقاعد، قد تكون بالنسبة الى الأحزاب “أساسية للغاية”.
