بعد التصنيفات المميزة لهما شيري وأبي نادر يتحضّران للأولمبياد
رغم كل النكبات التي يعيشها لبنان، إلا أن أبناءه مصرّون على رفعه عاليًا بين الأمم، وهذه المرّة على يد براعمه، فالبطلة اللبنانية في لعبة كرة الطاولة بيسان شيري، صُنّفت الأولى على العالم في هذه اللعبة لما دون الإحدى عشر عامًا، في إنجازٍ تاريخي لم يسبق له أن حصل لبنانيًا أو شرق أوسطيًّا.
وأعربت البطلة شيري في حديثها لأحوال عن سعادتها الكبيرة بتصنيفها الأولى على العالم في لعبة كرة الطاولة، بعد فوزها على أبطال أوروبا وحصدها للنقاط في مباريات دوليّة عدّة، مشيرةً إلى أن حلمها اليوم بعد هذا الإنجاز أن تصل إلى الأولمبياد والفوز بالميداليّة الذهبية، لترفع اسم لبنان عاليًا.
تفشي وباء كورونا وإغلاق البلد أجبر معظم الأندية على إغلاق أبوابها أمام التدريبات، الأمر الذي شجّع والدها المدرّب وسام شيري على الاستثمار بموهبتها خلال هاتين السنتين الصعبتين، فذهب لخطّة بديلة وجهزّ قاعة خاصّة في المنزل لبيسان من أجل إجراء التدريبات اللازمة مع المدرّب أحمد درويش، واضعًا نصب عينيه مجموعةً من الأهداف، أوّلها أن تحصل بيسان على التصنيف رقم واحد عالميًّا لما دون 11 عامًا، وحصد الألقاب الأوروبية والعربية والآسيوية، والتأهل لأولمبياد باريس 2024.
بيسان تحضّرت جيّدًا لكل المباريات التي شاركت فيها فكانت تتدرّب بشكل يومي لمدة أربع ساعات، وعندما فتحت الدول أبوابها، بعد تخفيف إجراءات الإغلاق العام وبدأت رزنامة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، انطلقت بيسان من تونس وسلطنة عمان وإيطاليا وإسبانيا وسلوفاكيا وهنغاريا حيث حققت انتصارات مهمّة وحصدت العديد من النقاط، وفق ما أكّد والد بيسان في حديثه لـ”أحوال”.
ولفت شيري إلى أنه من بعد هذه البطولات صُنّفت بيسان بطلة العالم لما دون 11 عامًا وهذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها لبنان والشرق الأوسط على هذا الترتيب وهذا إنجاز تاريخي، متمنّيًا أن تحافظ بيسان على هذا التصنيف العام القادم.
كما بيسان فهناك بطلٌ أخر وهو اللاعب ميشال أبي نادر، الذي صُنِّف الثاني على العالم في اللعبة عينها لما دون الإحدى عشر عامًا، وأكّد في حديثه لأحوال عن سروره بهذا الترتيب المتقدّم، مؤكّدًا أنه لم يدخل عالم كرة الطاولة من أجل التسلية، وإنما من أجل الوصول إلى القمّة وحصد الألقاب، وبعد هذا الإنجاز بدأ يتحضّر ليمثّل لبنان في الأولمبياد والعودة بالميدالية الذهبيّة، شاكرًا والده على مرافقته وتشجيعه الدائم له في جميع المباريات التي شارك فيها.
بدوره إيلي أبي نادر والد ميشال، أكّد لأحوال أن ابنه بدأ في لعبة كرة الطاولة من عمر الخمس سنوات، فبعد مشاهدته له وهو يلعب كرة الطاولة أحب اللعبة، ولعب أمام المدرب وقال الأخير أن ميشال لديه القدرة على اللعب، وبعمر صغير استطاع أن يمتلك مهارات كبيرة جدًّا.
نحن نعيش في قطر وبدأنا التدريبات بشكل متواصل بوجود مدرّب خاص، وبدأ ميشال يحصد المراكز في وقت مبكر، ففاز ببطولة البراعم في قطر ثلاث سنوات على التوالي، ولم يخسر أية مباراة، وبعد تدريب متواصل خلال الإغلاق التام في فترة كورونا كنت ألعب معه في المنزل، وبعد عشرات المباريات صرت ألاحظ مدى القوة والموهبة التي يحملها إبني وبقيت إلى جنبه في كل المباريات، وهذا التصنيف جاء بعد فوز ميشال ببطولات دولية وعالمية، وفق ما أكّد أبي نادر.
ويضيف أبي نادر: نحن بالنسبة لنا وبشهادة ستّة مدربين دوليّين فإن موهبة ميشال كبيرة جدًّا، وإن ما ينقصنا هو الدعم المعنوي ومتابعة ميشال، لأن هدفه اليوم الفوز بالأولمبياد.
إنجازات ترفع لها القبّعة يححقها اللبنانيون المقيمون والمغتربون، فبيسان وميشال لم ولن يكتفيا بهذين التصنيفين العالميّين، وإنما عيناهما الآن على الأولمبياد، لانتزاع المراكز الأولى وحجز مركز للبنان بين الدول المنافسة.