هل تجمع مُصيبة “الصوت الاغترابي” باسيل وفرنجية؟
منذ ثلاث سنوات تقف بلاد الأرز على “رجل ونصف” بانتظار النهاية، والتي تتأرجح بين معجزة الخروج من الأزمة او الانهيار الشامل بأوجه متعددة، وعلى خطٍ موازٍ يرسم أصحاب الحل والربط في الداخل والخارج صورة واهية عن الحل المنتظر: الانتخابات النيابية.
بعيداً عن الشعارات والعناوين البرّاقة تعود كل القوى السياسية الى الواقعية، بمن فيهم جماعات الحراك، لتقرأ في أبعاد الرقم 225 الف مغترب الذين تسجّلوا للمشاركة في يوم الاستحقاق المنتظر في الموعد المعلن في 15 أيار المقبل.
التحضيرات الرسمية لتأمين اقتراع المغتربين تسير بالتوازي مع التحضيرات الحزبية لتقدير نتائج الربح والخسارة، وقد بات واضحاً أن المعركة بالمغتربين تستعر في دوائر أكثر من الأخرى خاصةً تلك ذات الأكثرية المسيحية، خصوصاً أن عدد المسيحيين المسجلين يفوق نصف المسجلين (نحو 115 ألف ناخب من أصل 225 ألف مسجلين).
ويبقى لدائرة الشمال الثالثة (بشري، زغرتا، الكورة، البترون) حصة الأسد من هذا الإرباك المستجد وتتصدر إهتمام كل القوى الحزبية ومجموعات المعارضة في كل لبنان وهي دائرة مرشحي رئاسة الجمهورية دون منازع.
استقر عدد الناخبين غير المقيمين الذين قاموا بتسجيل أسمائهم في السفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج على 225 ألفاً و114 ناخباً، ويشكّل هؤلاء نحو 5.67% من إجمالي عدد الناخبين، في حين بلغ عدد الناخبين المقيمين 3 ملايين و744 ألفاً و959 ناخباً.
اقتراع عقابي؟
وفيما يجري الحديث عن الاقتراع العقابي لمحاسبة السلطة الحاكمة خصوصاً من قبل من هاجروا في العامين الأخيرين، يبدو جلياً أن تأثير المغتربين في بعض الأقضية ضعيف عددياً ولا يتناسب والتوقعات بقلب موازين القوى لصالح أي طرف على آخر، في حين تخشى الأوساط المتابعة من لعبة مبهمة في بعض الدوائر من خلال الصوت الاغترابي وفي أي فلك يدور خاصةً في دوائر “حساسة النتائج” مثل البترون (نحو 10.2%) زغرتا (بنسبة 9.9%) وبشري (11.9%)، الكورة (9.58%)، وتلك الأقضية الأربعة تشكل دائرة واحدة هي دائرة الشمال الثالثة، ما يعني أن التأثير الأكبر للمغتربين سيكون في هذه الدائرة إذا ما اقترعوا بنسبة مرتفعة و”صبت الأصوات” في اتجاهٍ واحد.
أين محور الممانعة؟
هل يمكن تخيل مشهد سقوط جبران باسيل في البترون أو طوني فرنجية في زغرتا مثلاً؟ وهل يمكن بعدها تخيل مشهد استحقاق رئاسة الجمهورية في الخريف المقبل؟
أين محور الممانعة من كل ذلك؟ السؤال هذا يجيب عليه ممازحاً أحد قوى 8 آذار الظرفاء “وهل يمتلك أحدنا جرأة وئام وهاب (رئيس حزب التوحيد) ويسمي تصرفات الرئيس نبيه بري بالإسم؟ وهو من أخرج أرنب الصوت الاغترابي ضد جبران باسيل ما سيؤدي الى خربان بيت سليمان فرنجية وبيوت كل محور الممانعة”. ويضيف “وضع سليمان فرنجية يده بيد الرئيس بري بالكامل فإذ به يفاجأ بما لا تُحسب عقباه، فهل يمون بري على الصوت الاغترابي حتى فرضه بهذا الشكل على الحياة السياسية اللبنانية؟ وكيف سيكون موقف ومصير فرنجية في الاستحقاق المقبل؟”.
لقاء فرنجية باسيل؟
الصورة الضبابية هذه تقابلها أحدى الأوساط المتابعة للإستحقاقات المقبلة في محور المقاومة وتقرأ اللوحة من زاوية أخرى تتلخص بعنوان “تعالوا نقلب المشهد”، متى وكيف وبمن؟ لتختصر الاجابة على الشكل التالي:
يؤكد المسؤول في مجلسه الخاص على “إستحالة رؤية مشهد سقوط باسيل او فرنجية في الاستحقاق الانتخابي المقبل لما في ذلك من رمزية معنوية ذات أبعاد إقليمية، ولن يقف المحور مكتوف اليدين بعدما قدم الغالي والنفيس في الإقليم، ويعلل بالاسباب التالية:
– حتى لا نذهب بعقل “المؤامرة” بعيداً، لكن ما هي هذه الصدف أن يُسجل في هذه الدائرة الحساسة بالذات العدد الأكبر من المغتربين؟.
– اذا كانت هذه الدائرة الحساسة قد حباها القدر ليُبنى على نتائجها الكثير الكثير من المعطيات في لبنان عامةً، فبإمكاننا تطويع القدر بما نستطيع وأقلها بتوحيد صفوفنا ولو بالحد الأدنى وبأضعف الإيمان وهذا ما يعمل عليه حزب الله في الآونة الأخيرة وبصمت الخياط الدقيق.
– لماذا تشتيت أصوات وقدرات القوى القريبة فكرياً وعملياً من بعضها البعض، وأصلاً لماذا نكرر المعارك السابقة؟ ولماذا لا نذهب الى اتفاق على سلة مستقبلية؟.
وانطلاقاً من هذه الأسباب يقدم المرجع مجموعة من المعطيات والأدلة على صحة ما يقول ويشير الى “هدوء نسبي على جبهة التقاتل الكلامي بين الأصدقاء منذ مدة وقد غابت تغريدات فريد الخازن وبيانات طوني فرنجية وحملات جبران باسيل واستفزازات مواقع التواصل الاجتماعي عن التحريض…. أبشروا خيراً ونحن بدأنا بمرحلة جديدة لا تحتمل المزاح أو السكون، ولن نبقى مكتوفي اليدين في لحظة مصيرية من عمر الاقليم”.
عامر ملاعب