الحريري غيران من جعجع
منذ حصول الأزمة الدبلوماسية على خلفية تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي عن حرب اليمن والسعودية، بادر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى الهجوم على حزب الله عبر مواقف وبيانات ركزت بصورة كبرى على الحزب، بذريعة أنه يتطاول على دول الخليج ما يُهدّد بقطع العلاقات اللّبنانية – العربية بشكل غير مسبوق منذ قيام لبنان.
تذكر مصادر سياسية “بارزة”، أنّ الحريري أراد الاستثمار في الأزمة وكأنّه غير معني بها، فهو تناسى أنه مرفوض من قبل المملكة العربية السعودية التي رفضت حتى التواصل معه، ويبدو أنّ الحريري تناسى أيضًا أنّ سلوكه السياسي هو أحد أبرز الأسباب التي دفعت المملكة إلى التخلّي عن لبنان.
وأكّدت المصادر، أنّ بيانات الحريري لن يؤتي أُكُلَها، فهو لن يكون محلّ ثقة المملكة طالما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان موجود في السلطة، لكن من الواضح أنّ الحريري شعر بغيرة من حليفه السابق رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع، وأراد أن يكسب رضا المملكة بأسلوب جعجع، لكن وفق المصادر عينها، فالحريري شبه مفلس ماديًا وثقة المملكة به معدومة، لذلك لن ينجح في تقمص شخصية جعجع أو أن يلحق به، فصحوته أتت متأخرة جدًا.
ولفتت إلى أنّ “سوء إدارة الأزمة من الجانب اللّبناني أوصل البلد إلى هذه العزلة غير المسبوقة، التي ستجعل من سنة العهد الأخيرة مجرد أشهراً لتصريف الأعمال، لذلك إنّ استقالة حكومة ميقاتي من عدمها لن يغيّر في المشهد العام، ويبدو أنّ قرار المملكة العربية السعودية نهائيًا لا تراجع عنه.