رياض سلامة يقلب الطاولة على المسؤولين: قريباً ستُكشف الكثير من الأسرار
قلب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الطاولة على المسؤولين اللبنانيين وقال إنّهم كانوا يعلمون بخطّة رفع الدّعم، وكانت نقاشات تجري لتطبيقه، وإنّ ما يصدر عنهم اليوم تصريحات شعبويّة وتنظير، ودعاهم إلى إصدار قانون يشرّع المسّ بالاحتياطي الإلزامي، كاشفاً أنّ ما تبقى منه في المصرف المركزي 14 مليار دولار.
وقال سلامة في مقابلة لـ”لبنان الحر”: الحكومة تعلم بقرار رفع الدعم بدءًا من رئاسة الجمهورية ومجلس النواب وحتى أعضاء المجلس المركزي.
وأشار سلامة إلى أنّ الاحتياطي الإلزامي لدى المركزي وصل إلى الخط الأحمر وتابع :ملتزمون بوقف فتح الاعتمادات… من غير المقبول أن نستورد 820 مليون دولار للمحروقات ولا نرى لا مازوت ولا بنزين ولا كهرباء، هذا هو الذل بحد ذاته بحق اللبنانيين وليست المواقف المتخذة من قبلنا”.
وعن إمكانية التراجع عن رفع الدعم قال “لن أتراجع عن رفع الدعم على المحروقات إلا في حال تشريع استخدام الاحتياط الإلزامي”، وتابع “التنظير جميل ولكن إذا تعدى إستعمال الإحتياطي الإلزامي أو التوظيفات الإلزامية لدى البنك المركزي الخط الأحمر نكون نخالف القانون، فاليوم المصرف مجبر على وقف تمويل هذه الإعتمادات وإعطاء بديل”,
وتوجّه إلى الحكومة قائلاً “تفضلوا انزلوا على مجلس النواب وخلينا نحرق كل هذه الدولارات ونجيب مازوت”.
واعتبر أن “المسؤولية اليوم مسؤولية مشتركة فلماذا المصرف المركزي يحمل المسؤولية منفردا في شتى المواضيع، من المحروقات الى الادوية والغذاء والامور الاخرى، فنحن فقط مسؤولون عن تأمين الاموال. لذا نقول لكم اعطونا التشريع لنؤمن الاموال”، والامر لا ينجح بالـ “بهورة”.
قال:” “متكل على الله في المواجهة، واتأمل ان يتفهم الجميع السياسات المتبعة وحرصنا على القانون، والا تؤخذ الامور الى مكان غير صحيح. ونقول للجميع يمكننا ان نصرف من الاحتياطي الالزامي ولكن عليكم ان تشرعوا لنا ذلك”.
وأضاف، “لم نأخذ هذا القرار لنتحدى أحد او للقيام بأي انقلاب سياسي كما قيل او لعرقلة تأليف الحكومة التي لم تشكل منذ أكثر من سنة. وبالتالي ما يحكى كلام غير صحيح، نحن فقط لا استعداد لدينا لصرف اموال اللبنانيين الا بقانون يمنحنا هذه الامكانية”.
وتابع: “انا حاكم المصرف المركزي ولكن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حاكم البلد”.
وتطرّق سلامة إلى عملية بيع الدولار وقال إنّه سيكون من خلال منصة صيرفة و”سندخل عليها عمليات التبادل لضبط الاسعار “. وأشار إلى أنّ المصرف المركزي هدفه تمويل لبنان وليس اي بلد آخر.
وحمّل التجار مسؤوليّة صرف البضائع بشكل غير منطقي وقال “كنا نتوقع ان نستعمل الـ820 مليون دولار لـ3 اشهر لا لشهر واحد فقط”.
وعن الاحتياطي الإلزامي كشف سلامة أنّه “ما زال لدينا 14 مليار دولار من الاحتياطي اضافة الى 20 مليار دولار كموجودات خارجية”.
وعن رفع الدعم عن المحروقات والكهرباء قال “لا علاقة لنا بمنصة المحروقات ولم نشارك بالاجتماعات المتعلقة بها سوى مرة واحدة فقط لذا نشدد على ان لا علاقة لنا بمنصة الطاقة او بتنظيم الطاقة او بكهرباء لبنان”.
وعن تمويل البطاقة التمويلية من الاحتياطي الإلزامي قال “في قانون البطاقة التمويلية ذكر انه يمكن استعمال الاحتياطي لتمويلها لذا لا مشكلة لدينا في ذلك”.
وتطرق سلامة إلى بداية انهيار لبنان وقال “النظرة السلبية للبنان بدأت بعد اقرار سلسلة الرتب واحتجاز الحريري في السعودية، ومشكلتنا أننا صدقنا أنه سيكون هناك اصلاحات”.
وعن حلول لإعادة ضبط الوضع قال “الأزمة تنتهي عند التوافق على توزيع الخسائر مع تجنيب المودعين وعند تشكيل الحكومة لمعالجة المشاكل بأسرع وقت”.
أما عن التدقيق الجنائي فقال “لا مشكلة لدينا”، وتطرق إلى أزمة الحكم قائلاً”ما في حدا ماسك البلد” ويجب أن يكون هناك حكومة قائمة جاهزة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي.
وعن توزيع الخسائر الذي حصل قال سلامة إنّه كان مجحفا لمصرف لبنان “لأن تأثير تحميل الخسائر كلها على المركزي يعني تحميلها للقطاع المصرفي ما يؤدي الى افلاس بعض المصارف وخسارة المودعين لأموالهم، لذا كان المبدأ الاساسي بالحل عدم المس باموال المودعين”.
ودعا الدولة إلى الاعتراف بديونها وقال “ما راحت عالمودعين” وكما دعا إلى تصحيح الأجور ورأى أنّه إذا تم التصحيح نكون قد تخطينا الأزمة بأقل أضرار ممكنة.
كما تحدّت عن “القرض الحسن” وقال إنّها جمعية غير مرخصة في مصرف لبنان، وأشار إلى أنه عندما تقوم شركة بعمل مصرفي وهي غير مرخصة تكون ملاحقتها من قبل القضاء ووزارة الداخلية
وعن علاقته بحزب الله قال “لا شيء ضد حزب الله ولكن تاريخيا اخذنا قرارات اعتبرت انها تضر بمصالح الحزب، وقبلوا بها بدء من العقوبات حتى اليوم”.
وعن مستقبل القطاع المصرفي قال “ستبقى المصارف التي باستطاعتها تامين الاستمرارية، ولكن كي يعود لبنان الى طبيعته نحن بحاجة الى وقت وثقة من جديد وطاقة”.
وعن كيفية سحب الودائع قال “الودائع ستؤخذ تدريجيا ومن الممكن ان تتخذ خيارات غير سحب الأموال على سعر الـ3900 ليرة، لأن الأمور في عالم المال قابلة للتغيير” كاشفاً أنّ هناك 30 مليار دولار من الودائع قد سحبت.
وعن إمكانية وقف الليرة اللبنانية فقال إنها اليوم رهينة تشكيل الحكومة وتطبيق الاصلاحات. وتطرّق إلى مخزون لبنان من الذهب كاشفاً أنه “لدينا ذهب بقيمة 17 مليار دولار”.
وتحدث سلامة عن القضايا التي رفعت ضدّه وقال “مثلت امام القضاء كمشتبه به، وأنا لست مستفيدا من مصرف لبنان والعمليات التي حكي عنها خارج لبنان غير ممولة من مصرف لبنان… والإعلام يصور على انه حُكم علي”.
وتابع في حدا بدو راس رياض سلامة كبش محرقة في حدن عم بيركب هالتركيبات”
كما تحدّت عن ماريان حويك وقال إنها ” تدفع الثمن لأنها قريبة مني و “رح تضل قريبة مني”.
أما عن العلاقة بالخزينة الأميركية فقال “الأمر ليس توازن رعب، نحن حريصون على علاقتنا مع الخزينة الأميركية لمصلحة لبنان ونجاحنا بذلك بسبب تعاطينا بشفافية، أما داخلياً فليس لي أعداء بمعنى أن أسرار المنظومة والأحزاب ليست في مصرف لبنان بل لدى المصارف”، وشدّد على أنّه ليس محمياً من أحد.
وشدّد سلامة على أنّه لن يبقى كل حياته في مصرف لبنان وقال “غداً سيكتشفون أسراراً”.