أولمبياد طوكيو: لبنان الغارق في أزماته يتطلع الى أول ميدالية منذ 41 عاماً
بعد 41 سنة على إحراز آخر ميدالية أولمبية، يحدو أمل كبير الرياضيين اللبنانيين للعودة الى منصات التتويج في ألعاب طوكيو المؤجلة من الصيف الماضي بسبب فيروس كورونا، رغم الظروف الصعبة التي تعانيها البلاد على كافة الصعد ولا سيما الأزمات الاقتصادية.
وتضم البعثة اللبنانية 6 رياضيين، بعدما تشكّلت من 9 رياضيين في دورة ريو دي جانيرو قبل خمسة أعوام، حيث سيشاركون في 5 رياضات هي الرماية عبر راي باسيل، الجودو عبر ناصيف الياس، رفع الاثقال للسيدات عبر محاسن فتوح، ألعاب القوى عبر نور الدين حديد، والسباحة اذ سيمثلها منذر كبارة وغبرييلا الدويهي.
ورأى رئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية بيار جلخ في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ثمة ثلاثة لاعبين مؤهلين لحصد ميدالية أولمبية طال انتظارها بالنسبة الى لبنان، إذ كان حسن بشارة (المصارعة اليونانية الرومانية) آخر من وضع اسم لبنان في جدول الميداليات بنيله الفضية في دورة موسكو 1980.
وكانت باكورة الميداليات الأولمبية للبنان في دورة هلسنكي 1952 حين أحرز زكريا شهاب فضية المصارعة اليونانية – الرومانية لوزن دون 57 كلغ، وخليل طه برونزية المصارعة اليونانية – الرومانية لوزن دون 73 كلغ، ثم شهد أولمبياد ميونيخ 1972 تحقيق محمد الطرابلسي فضية رفع الأثقال لوزن دون 75 كلغ.
وأضاف جلخ “لدينا أمل في كل المشاركين، لكن في الواقع فإن اللاعبين الذين تأهلوا من خلال التصفيات هم المؤهلين للمنافسة على الميداليات، فيما الذين تلقوا بطاقات دعوة، نأمل ان يستفيدوا من المشاركة وتقديم كل جهودهم وتحسين أرقامهم على الاقل”.
ويعوّل اللبنانيون بالدرجة الأولى على الرامية باسيل (32 عاما ومصنفة 33 عالميا) في مسابقة الحفرة “تراب”، فضلاً عن ناصيف الياس (32 عاماً – الجودو فئة 81 كلغ) والذي أحرز العديد من الميداليات في بطولات إقليمية وعالمية، آخرها برونزية الجائزة الكبرى في مدينة كانكون المكسيكية 2018.
وبرزت الرباعة محاسن فتوح (32 عاما – رفع الأثقال وزن 76 كلغ) إذ أنها المصنفة الـ12 عالمياً.
وسيشارك العداء نور الدين حديد (28 عاما – ألعاب القوى) في سباق 200 متر، والسباحة غابرييلا دويهي (22 سنة – سباق 200 متر حرّة)، والسباح منذر كبّارة (21 سنة – سباق 200 متر متنوعة).
وقال رئيس البعثة مازن رمضان “لقد دعمت اللجنة الأولمبية اللبنانية عددا من اللاعبين (10) من خلال صندوق التضامن الاولمبي الخاص باللجنة الدولية على مدى سنوات، إضافة إلى مساعدات من موازنة الاولمبية اللبنانية، وذلك عبر منح شهرية أمّنت من خلالها تغطية جزء من التكاليف المترتبة”.
وستحمل باسيل العلم اللبناني في حفل الافتتاح، وقد كتبت في حسابها على فيسبوك: “على الرغم من كل الأزمات التي مرّ بها بلدي وكل صعوبة واجهتها، لا يزال اسم لبنان قادرًا على التألق. لا أستطيع أن أعبر عن فرحتي لكوني سأحمل علم بلادي!!”.
وكشف جلخ ان اللجنة الأولمبية اللبنانية سعت جاهدة لتوفير كل الإمكانات المتاحة للرياضيين القادرين على المنافسة، وتأمين المساعدات لهم من أجل الاستعداد، حيث انتظمت باسيل في معسكر في إيطاليا بإشراف المدرب العالمي ماركو كونتي. ونال كل من الياس وفتوح مساعدات من صندوق التضامن الأولمبي، وكذلك من صندوق اللجنة المحلية برغم تواضع إمكاناتها.
وأشار جلخ (70 عاماً) إلى ان اللجنة راهنت أيضاً على اتفاقيات التعاون مع لجان أولمبية في دول الصديقة.
وتطرق رئيس الأولمبية اللبنانية الذي يرأس اتحاد الرماية الى كلفة الإعداد الباهظة بالنسبة الى بلد يعاني من انهيار عملته الوطنية الليرة مقابل الدولار الاميركي، ولا سيما بالنسبة الى باسيل “مما لا شك فيه ان لعبة الرماية مكلفة جداً والازمة الاقتصادية في لبنان تنعكس على اللعبة سلبياً، حيث ان أزمة المصارف أيضاً شكلت عائقاً كبيراً لتأمين السيولة النقدية للانفاق على اللعبة والرياضيين من خلال تأمين الخرطوش والأطباق للرمي عليهم”.
وكشف جلخ ان عددا كبيرا من مزاولي هذه الرياضة أحجم عنها في الآونة الاخيرة بسبب كلفتها العالية، مضيفاً “حرصنا على الاعتماد في البطولات الخارجية على الرياضيين الجيدين فقط والقادرين على المنافسة حيث كان لبنان متواجداً في كل البطولات الرسمية خارجياً”.
وتابع “تراجع عدد المشاركين في المسابقات الاتحادية الى الثلثين تقريباً، وبالنسبة للمشاركين الجيدين نسعى لوضع برنامج تحفيزي لهم حتى يتمكنوا من الاستمرار”.
ويعي الرياضيون اللبنانيون ان الرياضة وتحقيق انجاز أولمبي قد يشكل فرحة يحتاجها الشعب المرهق من الأوضاع غير المستقرة سياسياً واقتصادياً حيث تعاني البلاد أزمة قاسية منذ خريف 2019.
قالت باسيل في هذا الصدد “سأذهب الى طوكيو وأرمي من دون أي ضغوطات وهدفي هو نثر الفرح لدى الشعب اللبناني الذي يحتاج إلى النصر والفرح من خلال كل أفراد البعثة، علها تساعد هذا الشعب الصامد على تجاوز أزماته التي يعيشها اليوم والتي تفوق قدرات وصمود أي شعب في العالم”.