أثارت رحلة سفر السيدة لطيفة دروبي، زوجة رئيس سلطة الأمر الواقع في سوريا أبو محمد الجولاني، إلى الدوحة جدلاً واسعاً بعد وقائع مفاجئة على متن الطائرة، وفقاً لمصادر مطلعة على تفاصيل الحادثة.
فخلال الرحلة التي كانت على متن طائرة ركاب عامة، اصطحبت دروبي معها عدداً من أفراد عائلتها، بينهم والديها وأختها (زوجة محافظ دمشق) وشقيقها، ما أثار الهلع بين الركاب هو أن فريق المرافقة الشخصي الذي رافقها صعد إلى الطائرة وهو يحمل أسلحة نارية (مسدسات)، دون أن يتم تفتيشهم من قبل سلطات الأمن في مطار دمشق، بحكم كونهم ضمن بعثة مرافقة زوجة الجولاني.
وبحسب روايات ركاب كانوا على متن الطائرة، قام أفراد المرافقة بعد الصعود بإظهار أسلحتهم داخل مقصورة الركاب، وبدأ بعضهم بتنظيفها أو فكّها وتركيبها بشكل علني، مما أشعر الركاب بالذعر وسادت مخاوف من احتمال حدوث “عملية اختطاف” للطائرة.
وعلى الفور، قام عدد من الركاب بالاتصال هاتفياً بمسؤولي مطار الدوحة لتنبيههم إلى الوضع داخل الطائرة. وقد فوجئ مسؤولو المطار القطري بهذه المعلومة، حيث لم يكن لديهم أي علم مسبق بوجود مرافقة مسلحة على متن الرحلة، كما ان السلطات السورية لم تبلغهم بذلك وفق الإجراءات المعتادة.
وعند هبوط الطائرة في مطار حمد الدولي، استنفرت فرق الأمن وانتظرت على أهبة الاستعداد، ووفق المصادر، حصلت مشادة كلامية حادة بين مسؤولي أمن المطار وأفراد المرافقة المسلحة للضيفة السورية.
وقد ترتب على الحادث، حسب معلومات مستقلة ، إقالة المسؤول الأمني في مطار دمشق الدولي، على خلفية التقصير المزعوم في تطبيق الإجراءات الأمنية وسماحه للمرافقة المسلحة بالصعود دون تنسيق مسبق أو إعلام الجهات المعنية في الدولة المضيفة.
تكشف الواقعة إشكاليات تتعلق بالبروتوكولات الأمنية والتعاون بين الدول في ظل الظروف السياسية غير المستقرة، وتسلط الضوء على ثقافة الامتيازات التي قد تتخطى في بعض الأحيان الإجراءات الدولية المعمول بها لسلامة الطيران المدني، والأهم انها تكشف جهل سلة الامر الواقع بأبسط القواعد المعمول بها في تنظيم علاقة وشؤون الدولة التي باتت في مرحلة بالغة الخطورة.
