طلاب جامعة حمص المنحدرين من الساحل السوري يواجهون صعوبات مالية

يواجه طلاب الساحل الذين يدرسون في جامعة حمص، صعوبات متزايدة بسبب قرار توقف الباصات عند الكراج الشمالي، ما يزيد أعباءهم المالية والزمنية ويهدد سلامتهم. وسط مناشدة للتراجع عن القرار وضمان سلامة الطلبة.
تعكس مناشدة طلاب جامعة حمص، من أبناء مناطق الساحل، معاناتهم المتزايدة بسبب قرار جديد يشكل عبئاً إضافياً على حياتهم اليومية ويؤثر سلباً على تجربتهم الجامعية.
صدر مؤخراً قرار يلزم الباصات التي تقّل الطلاب من محافظتي طرطوس واللاذقية، وخاصة من مناطق الريف، بالتوقف عند الكراج الشمالي في مدينة حمص بدلاً من إيصالهم مباشرة إلى الجامعة أو السكن الجامعي كما كان الحال سابقاً.
هذا القرار أثار استياء عميقاً بين الطلاب وأهاليهم، حيث إنه لا يراعي الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع، سواء من الناحية الاجتماعية أو الأمنية.
خلال السنة الماضية، ومع تصاعد التوتر الأمني داخل المدينة، كانت الباصات تُوصل الطلاب مباشرةً إلى وجهاتهم في الجامعة أو السكن الجامعي، ما خلق نوعاً من الطمأنينة للأهالي، حيث كانوا يشعرون بدرجة أكبر من الأمان على أبنائهم.
ومع ذلك، فإن القرار الجديد يفرض واقعاً مختلفاً تماماً، حيث يُجبر الطلاب على التنقل بين الباصات للوصول إلى جامعتهم أو السكن الجامعي.
المسافة بين الكراج الشمالي والجامعة تقدر بنحو 8 كيلومترات، وتستغرق زمنياً ما يراوح بين 45 دقيقة إلى ساعة باستخدام النقل الداخلي.
هذا التأخير يُسبب عدة مشاكل للطلاب، بدءاً من الحضور للدوام والمحاضرات وصولاً إلى تأخرهم عن الامتحانات، فضلاً عن عرقلة وصولهم إلى منازلهم عند انتهاء النهار.
ولا يتوقف الأمر هنا، فالطالب الذي يقيم في السكن الجامعي يواجه تحديات إضافية. حاجته لجلب مستلزمات شخصية مثل البطانيات والمؤونة من منزله أصبحت أكثر تعقيداً بسبب المسافة بين مكان وصول الأغراض والكليات أو السكن الجامعي.
هذا القرار يجعل إدارة أموره الحياتية أكثر صعوبة ويؤثر بشكل مباشر على راحته واستقراره، وفق ما يفيد به الطلبة.
إلى جانب ذلك، يُشير الطلاب إلى مخاوف أمنية جدية بسبب الوضع غير المستقر الذي تعيشه مدينة حمص. التنقل المتكرر بين باص وآخر وزيادة وقت التواجد في منطقة الكراج الشمالي، التي توصف بأنها نائية وبعيدة عن مركز المدينة، يؤدي إلى تزايد تعرضهم للمخاطر الأمنية.
علاوة على ذلك، يُلزم القرار الطلاب بالخروج من منازلهم في وقت مبكر جداً قد يصل إلى ساعة كاملة إضافية عما كانوا معتادين عليه، ما يشكل مشكلة حقيقية خاصة أثناء فصل الشتاء حيث تزيد برودة الطقس وصعوبة التنقل.
وبالإضافة لكل هذه المعوقات، يؤكد الطلبة أن هذا القرار يزيد من الأعباء المالية عليهم في ظل الاضطرار لاستخدام أكثر من وسيلة نقل للوصول إلى الجامعة أو السكن الجامعي. هذه التكاليف الإضافية تُثقل كاهلهم وأسرهم الذين يعانون أصلاً من ضغوط مادية شديدة.
من هنا، يناشد طلاب جامعة حمص الجهات المعنية بضرورة التحرك بشكل عاجل لإيجاد حلول سريعة توقف العمل بهذا القرار مؤقتاً على الأقل حتى تتحسن الظروف الأمنية وتصبح الشوارع أكثر أماناً للسير والتنقل.
ويؤكد الطلبة أن هذه المطالب تهدف فقط لتحسين ظروفهم الحياتية والدراسية بما يسهم في اجتيازهم هذه المرحلة الحرجة بأقل الخسائر الممكنة.



