في الذكرى 32 لرحيل الشيخ الأمين.. اليكم بعض من آثاره النوحيدية النورانية

يصادف يوم الخميس الموافق 2.10.2025 الذكرى الـ 32 لوفاة الشيخ الجليل أمين طريف، الرئيس الروحي السابق للطائفة في البلاد، والذي يعتبر أحد كبار مشايخ الطائفة الدرزية على مر العصور.
ويعتبر الموحدون الدروز ” انه بفضل شخصية الشيخ أمين طريف وتقواه وحكمته تجاوزت الطائفة في البلاد، مخاطر كثيرة، وهموما كبيرة، وأنقذت من مصائب حلت بغيرها، وحافظت في نفس الوقت على عزتها وكرامتها “.
ولد الشيخ امين طريف في سنة 1898 لعائلة متدينة في قرية جولس في الجليل الغربي. الشيخ أمين كان اصغر الاولاد في عائلته التي تألفت من 4 اخوة وأختين. تلقى تعليمه الابتدائي في قرية الرامة في مدرسة خاصة تابعة للجمعية الروسية الملكية. تعليمه الابتدائي استمر 4 سنوات حتى انهاء الصف الرابع الذي كان اخر صف في تلك المدرسة، وبعدها عاد الى قريته في جولس. في حوالي سنة 1911 توجه “الشيخ الصغير” الذي بدأت مظاهر التدين، التقوى والإيمان تبدو عليه الى خلوات البياضة في لبنان للدراسة والتعمق في الاسس الدينية وللتعبد والتصوف.
في حوالي سنة 1918 وبعد ان ختم الشيخ الفتي دراساته الدينية توج بالعمامة البيضاء المكلوسة، وأصبح شيخا معترفا به وله بالسيادة. رجع الشيخ الفتي من البياضة الى قريته جولس وتبنى حياة الزهد والورع والسير طبقا للشروحات .
في سنة 1928 توفي المرحوم والده الشيخ محمد طريف الذي تولى رئاسة الطائفة مدة 40 عاما، وكان لا بد من تعيين رئيساً للطائفة خلفا له، ووقع الاختيار على الشيخ أمين الذي عارض ذلك في بداية الامر معارضة شديدة .
وفي ذكرى رحيل ولي الله الصالح، سيدنا الشيخ أبو يوسف أمين طريف (رض)، تتجلى لنا آثاره النورانية التي شكلت هوية الطائفة الموحدة درزياً واجتماعياً وسياسياً. فلنقف على بعض فضائله التي أرسى دعائمها:
دينياً:
· أحيى سنة الأجاويد والعلماء، ونهج منهج السلف الصالح في الزهد والعبادة والخلوات.
· جدد الاهتمام بدراسة “رسائل الحكمة” وعلم التوحيد، وشجع على فتح الخلوات والمدارس الدينية.
· رمم المقامات المقدسة مثل مقام النبي شعيب (ع) في حطين، ومقام الخضر (ع) في كفر ياسيف، لتبقى مراكز للعبادة والاجتماع.
· رسخ مبدأ “الوقوف عند العهد” وعدم الخروج عن تعاليم الأسياد، مما حافظ على نقاء العقيدة.
اجتماعياً:
· وحد صفوف الطائفة عبر جولاته الدورية في القرى والمناطق الدرزية، يذكر بالفضائل ويصلح ذات البين.
· رفع مكانة المرأة من خلال احترامه لزوجته وبناته، ودعوته إلى تربيتها على العفة والعلم والأخلاق.
· شجع على التعاون والتآخي بين أبناء الطائفة، وقام بدور الأب الروحي للجميع، كبيرهم وصغيرهم.
· اهتم بالشباب، فأنشأ خلوة “الصفدية” في البياضة ليكونوا على صلة بالعبادة والمعرفة.
سياسياً:
· حصل على اعتراف رسمي باستقلال الطائفة الدرزية في إسرائيل عام 1962، مما ضمن لها استقلالاً في أحوالها الشخصية ومحاكمها الدينية.
· ثبّت ملكية الطائفة للأوقاف والمقامات، وأبرزها مقام النبي شعيب (ع) عام 1964.
· مثل الطائفة بكرامة وحكمة في لقاءاته مع المسؤولين، محافظاً على هويتها ودورها دون تنازل.
· تبنى قانون الأحوال الشخصية للدروز في لبنان (1961)، مما نظم حياتهم القانونية وفق شرعهم.
لقد كان سيدنا الشيخ أمين طريف (رض) مدرسةً في الإصلاح، وركناً من أركان الوحدة، وقامةً شامخة في الذود عن هوية الطائفة. رحل جسدك الطاهر يا سيدنا، لكن إرثك الروحي والاجتماعي والسياسي يظل ينبوع خير ونور لأجيال التوحيد.
رحمك الله رحمة الأبرار، وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم آمين يا رب العالمين