دمى الجولاني لتصفية رموز السويداء: عبد الباقي مثالاً

في خطوة تستدعي اليقظة والانتباه، عيّنت سلطة الأمر الواقع الذي يقودها “الجولاني”، سليمان عبد الباقي، مديراً لأمن محافظة السويداء.
هذا التعيين ليس مجرد تغيير بيروقراطي، بل هو جزء من مخطط متكامل يُحاك لاستهداف صمود المحافظة التي ما زالت صامدة في وجه مشاريع التطرف والإرهاب.
عبد الباقي: حصان طروادة جديد
يعتبر تعيين عبد الباقي، المقيم في دمشق والموالي بشكل كامل للجولاني، محاولة واضحة لإنشاء “حصان طروادة” داخل المحافظة.
الهدف ليس إدارة الأمن، بل اختراق النسيج الاجتماعي للسويداء من خلال شخص مطرود اجتماعياً ودينياً ولا يتمتع بأي قاعدة شعبية أو ثقة، ليكون أداة طيعة لتنفيذ أجندة سيده.
التصفية الممنهجة وتلفيق التهم
تعتمد استراتيجية الجولاني المعتادة على تصفية الخصوم عبر اغتيالات غامضة تارةً وبعمليات مباشرة تارةً أخرى.
لذا يُتوقع أن تكون خطة عبد الباقي قائمة على شقين:
· استهداف المعارضين: تصفية الشخصيات القيادية الوطنية والمعارضة لمشاريع الجولاني، وتلصيق عمليات الاغتيال بعبد الباقي كي تظهر وكأنها “خلافات داخلية” أو عمليات انتقام شخصية، وليست أوامر صادرة مباشرة من الجولاني ، بهدف إرباك المشهد وإضعاف التماسك الداخلي.
حرب الشائعات والتضليل
بناء صورة مزيفة لعبد الباقي على أنه “المخلص” والوسيط الذي يتواصل مع الداخل، كما ظهر بمحاولته الكاذبة بالفيديو شن هجوماً كاذباً على الشيخ حكمت الهجري بتهم ملفقة لضرب الوحدة المجتمعية وإيجاد مبررات لأي عمليات عدوانية مستقبلية، ويبث اشاعات بأوساطه أنه على تواصل مع الشيخ موفق طريف، وهو ما تم كشفه وتفنيده وتكذيب روايته.
لماذا عبد الباقي بالذات؟
لغز الاختيار المستفز، يتساءل المراقبون، لماذا تم اختيار شخص منبوذ مثل عبد الباقي، لاسيما تم طرده هو وشخصيات أخرى كانت تتمتع بقاعدة شعبية سابقاً مثل ليث البلعوس الذي (تم حرق منزله وطرده)؟ الإجابة تكمن في الطاعة العمياء.
الجولاني لا يريد قادة، بل يريد دمى تنفذ دون تردد.
عبد الباقي، المقيم في دمشق، هو بيدق بيد الجولاني، مما يجعله أداة أمينة له .
والسلاح الأخطر : استغلال الجوع وشراء الذمم.
يعتمد المخطط على سلاح الجولاني المفضل: استغلال الحصار والمعاناة المعيشية التي يفرضها هو نفسه على المحافظة.
وفقاً للوقائع ، فإن السويداء تستهلك يومياً 126 طناً من مادة الطحين، بينما المخزون الحالي بالكاد يغطي هذه الحاجة اليومية، فيما تتحدث معلومات عن نهب محتويات قوافل المساعدات الإنسانية عند مرورها بمناطق سيطرة عصابات الجولاني .
في هذا المناخ الصعب، يحاول عبد الباقي شراء ذمم بعض اليائسين، لتحويل قضية البقاء على قيد الحياة إلى ورقة ضغط سياسية.
المشهد الكامل: تهجير وتوطين لطمس الهوية
لا يمكن فصل لعبة عبد الباقي عن الصورة الأوسع، حيث أن 35 قرية في محافظة السويداء لا تزال تحت سيطرة عصابات الجولاني، ويديرها ما يسمى بـ”المحافظ” مصطفى بكور وليث البلعوس وعبد الباقي نفسه.
مأساة إنسانية: يسكن هذه القرى المحتلة أصلاً ما يقارب 190 ألف مهجّر، نزحوا من منازلهم إلى داخل مدينة السويداء وقراها الآمنة، مما يشكل ضغطاً هائلاً على موارد المحافظة المحدودة أساساً.
مخطط التوطين
وفق مصادر موثوقة، هناك مخطط خطير يهدف إلى توطين عشائر بدوية في هذه القرى الدرزية المهجّرة، لطمس هويتها الديموغرافية وتحويلها إلى قواعد دائمة لهذه العصابات، مما يشكل تهديداً وجودياً طويل الأمد على استقرار المنطقة بأكملها.
ختاماً
سليمان عبد الباقي ليس سوى وجهاً لمشروع تخريبي يعتمد على التصفية الجسدية والحرب الاقتصادية والتغيير الديموغرافي.
قوته مستمدة فقط من دبابات وسيطرة سيده.
صمود السويداء، ووعي أبنائها، ووحدة نسيجها الاجتماعي هي الدرع الحقيقي الذي سيفشل كل مخططات الاختراق هذه، كما فشلت سابقاتها.
اليقظة وفضح أدوات التضليل ومحاولات التوطين هي السلاح الأول لقطع الطريق على “حصان طروادة” الجولاني ومشاريعه التخريبية.