صحة

فوبيا زيارة طبيب الأسنان تتضاعف وكورونا ليست السبب الوحيد

لا شكّ أنّ زيارة طبيب الأسنان تشكّل “فوبيا” للكثير من المرضى.  ففي دراسة للمعاهد الوطنية للصحة في أميركا، تبيّن أن ما بين 10% و20% من الأميركيين يخافون من الذهاب إلى طبيب الأسنان، و كشفت الدراسة أنّ هذه الظّاهرة عالميّة. هذا الوضع كان ما قبل إنتشار فيروس كورونا. فما هي الحال اليوم؟

انخفاض كبير بعدد المرضى

ما بعد كورونا، الوضع صار أسوأ. ولم يعد الخوف مقتصرًا على من لديه “فوبيا” زيارة عيادة الطّبيب، بل توسّع “البيكار”، وبات القلق يراود كلّ مريض يرغب بزيارة طبيب الأسنان.

في هذا الإطار، تكشف طبيبة الأسنان جويل نجيم إنخفاض عدد المرضى بشكل كبير بعد بدء جائحة كورونا، بسبب خوفهم وقلقهم من التقاط الفيروس خلال القيام بأي عملية في العيادة.

وتلفت نجيم في حديث لـ”أحوال” إلى أنّ المرضى باتوا يلجأون إلى طبيب الاسنان عند الحالات الطارئة فقط، كما يحاولون التخلّص من كلّ مشاكلهم بجلسة واحدة، مثلًا عمليّة “قطع العصب” تحتاج إلى ثلاث جلسات، لكن يطلب اليوم غالبية المرضى حصر هذه الجلسات بواحدة فقط لكي يخفّفوا من زيارتهم لنا.

إجراءات قاسية في العيادات

يصعب على أطبّاء الأسنان خلال معاينتهم المرضى التخلّص من المخاطر كافّة دفعة واحدة، إلّا أنهم يحاولون إتخاذ خطوات وقائية إستثنائية كثيرة ومشدّدة لحماية مرضاهم وحماية أنفسهم.

أولاً، بالنسبة إلى الأسطح والكراسي وكل ما يلمسه المريض، تروي نجيم أنّها تقوم بتعقيمهم، من خلال معقّم خاص للمستشفيات والعيادات، يحتوي على مواد تحمي من كل أنواع الفيروسات. وتقوم بهذه العملية بعد زيارة كل مريض.

ثانيا، يتم تعقيم الأدوات التي توضع في فم المريض على مراحل عدّة. بدايةً يتم جَليها بالصابون والكلوروكس، ثمّ تُنقع بدواء خاصّ يحتوي على “الإتانول” لمدّة ربع ساعة، وبعد تنشيفها جيّدًا توضع في آلة خاصّة على حرارة مرتفعة تصل الى 120 درجة مئوية، وهذه الحرارة تقتل أي فيروس أو باكتيريا موجودة على الأدوات.

ثالثا، بالنسبة الى المكان المخصّص ليبصق فيه المريض فضلات المياه في فمه، فيتم تنظيفه بالطبع بعد كلّ مريض بـ”السبيرتو” و”الديتول”.

إستقبال الحالات الطارئة فقط

بحسب جمعية طبّ الأسنان الأميركيّة “إيه دي إيه”، اختارت 90% من عيادات الأسنان تأجيل إستقبال المرضى بإستثناء الحالات العاجلة والطارئة، وذلك بسبب انتشار كورونا عبر قطرات الجهاز التنفسي، وزيادة احتمال انتشار الفيروس في عيادة الأسنان.

فيما يخص لبنان، تلفت طبيبة الأسنان جويل إلى أنّها تستقبل عدداً قليلاً من المرضى، وتحديدًا  فقط من يعاني من ألم غير محتمل، ويحتاج للعلاج بشكل طارئ. كما تعمل على إبعاد المواعيد عن بعضها، لكي لا يضطرّ المريض الى إنتظار دوره، وبالتالي تجنب ازدحام قاعة الإنتظار؛ وإبعاد المواعيد هدفه أيضًا إفساح المجال لتنظيف الأدوات الطبيّة والأسطح.

هكذا يحمي طبيب الأسنان نفسه

لا يقتصر الخطر من كورنا في عيادات أطباء الأسنان على المرضى، إنّما يطال الطّبيب؛ لذا يتخّذ كل طبيب أسنان إحتياطات إضافية خلال معاينته المرضى اليوم. ونشرت صحيفة  “نيويورك تايمز” إحصائية إستندت إلى قاعدة بيانات وزارة العمل الأميركية، حيث “صُنّفت مهنة طب الأسنان على أنّها الأكثر خطورة لجهة إمكانية تعرّض من يزاولها لإلتقاط الفيروس، فالمسافة بين الطبيب وفم المريض قريبة جدّا، ما يرفع إحتمال انتقال العدوى من اللعاب ورذاذ الهواء والماء المستعمل أثناء عملية الحفر”.

وفي هذا السياق، تروي نجيم الخطوات التي تطلب من كلّ مريض القيام بها قبل زيارتها، حيث تطلب منه أخذ حرارته، وتعقيم يديه قبل دخول العيادة. أما قبل البدء بالكشف، فتطرح عليه أسئلة عدّة للتأكّد من سلامته، ومنها:

-هل تشعر بأي عارض لكورونا؟

-هل خالطت في الأيام الأخيرة مريض كورونا؟

وبالنسبة لها، فهي ترتدي كمامتين طبّيتين، بالإضافة إلى ماسك بلاستيك يغطّي كل وجهها، وتوضّب شعرها. وبالطّبع تضع القفازات في يدها، وترتدي الثوب الطبي الأبيض الذي يغطّي كل جسمها.

نقابة الأطباء في المرصاد

فور إنتشار كورونا، لجأت نقابة الأطباء إلى وضع شروط حول الإجراءات التي يجب إتّباعها في العيادات، وترسل بشكل دائم رسائل نصيّة تذكّر فيها الأطبّاء بأخذ كلّ الإحتياطات واللّجوء إلى التعقيم بشكل مستمرّ، بحسب نجيم.

ارتفاع أسعار المواد 3 مرّات

منذ عامّ، بدأ سعر الليرة اللبنانية ينخفض أمام الدولار حتى وصل اليوم إلى نحو 8000 ليرة لبنانية أمام الدولار الواحد، وبالتالي إنعكس على أسعار السلع والمستلزمات الطبية. وبناءً على هذا، إرتفعت أسعار المواد الخاصّة بطبيب الأسنان 3 مرات أكثر من السابق، وفق نجيم، وبالتالي زادت الكلفة على الزبون المريض.

وتنقل نجيم عن المرضى شكواهم من الأسعار كقولهم: “خفّفنا زيارات لأنّ مش قادرين ندفع”، معتبرةً أن “إرتفاع الأسعار كان تأثيره أكبر من تأثير كورونا على عدد زيارات المرضى لنا”.

خطوات لزيارة عيادة الأسنان

يقدم موقع  “ويب ميد” المتخصص بالشؤون الطبية، تقريرًا حول خطوات على المريض إتباعها قبل الذهاب إلى طبيب الأسنان، بظلّ أزمة كورونا، وهي:

  • التأكّد بدايةً أن طبيب الأسنان الذي تزوره يحرص على إجراءات التعقيم، وأن هناك تباعدًا بين مواعيد المرضى لديه.
  • الحرص على قياس درجة حرارتك قبل الذهاب إلى عيادة الطبيب مباشرة، فإذا كانت مرتفعة عليك تأجيل موعد الزيارة. ولا تذهب إلى الموعد باكرًا، أمّا بحال وصلت باكرًا حاول البقاء في مكان مفتوح أو انتظر بسيارتك.
  • تجنّب قدر المستطاع لمس الأسطح في العيادة أو دخول الحمام أو قراءة المجلات، وطهّر يديك بشكل منتظم. ولا تنسى إرتداء الكمامة.
  • لا تتردّد بإلغاء الزيارة إذا لاحظت أن إجراءات الوقاية غير متبعة داخل العيادة، مثل تعقيم الأجهزة وتطهير الأيدي باستمرار وبصورة متكررة.
  • بعد الحصول على الإستشارة الطبية، غادر العيادة فورًا من دون البقاء فيها لفترة طويلة.
  • أجّل كلّ العمليات غير الضّرورية، كعمليات التّجميل، أو إذا كان الألم محتملًا.
  • لا تتردّد بإستشارة الطبيب عبر الهاتف أو الفيديو، فهذه الطريقة بات معترفًا بها دولياً كوسيلة للاستشارة الطبية أثناء أزمة فيروس كورونا، بحسب مراكز مكافحة الأمراض والعدوى الأميركية “سي دي سي”، وبالتّالي يمكن للطبيب وصف الدواء المناسب أو المسكنات.

 

ستيفاني راضي

ستيفاني راضي

صحافية لبنانية، تحمل شهادة الماستر في الصحافة البيئية والصحية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى