منوعات

“الميلاد” بزينة قديمة بعد نفض الغبار عنها وجبيل بلا “شجرة” هذا العام

بعد أقل من أسبوع ندخل إلى شهر الأعياد، شهر كان مفترض فيه أن تعمّ الأفراح بلداتنا، وتنتشر زينة الميلاد في شوارعنا، فتضفي عليها نوراً، يجعل الأطفال والكبار يعيشون أجواء العيد. تتنافس البلديات والجمعيات على “الزينة الأجمل”، فتشتعل المنافسة بين جبيل وزحلة ومغدوشة، وتدخل الزينة الجبيلية المنافسة العالمية. ولكن مهلاً قليلاً، ربّما أعادتنا فرحة العيد إلى العام 2018 وما سبقه، فالعام الماضي بدأ التحوّل، ويستمر هذا العام، فالعيد لم يعد لنا، نحن الشعب اللبناني، و”الزينة” لمن استطاع إليها سبيلاً.

جبيل بلا شجرة

في العام الماضي ورغم الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي كان يمرّ بها لبنان، قررت بلدية جبيل تزيين الشارع الروماني بشجرة ومغارة العام 2018، لأنها أرادت من جهة “عيش الميلاد” ومن جهة أخرى لم تكن تريد أن تتكلّف اقتصادياً، ولكنها هذا العام ستُبدّل العادة أيضاً، إذ يكشف رئيس بلدية جبيل وسام زعرور أنه لن يتم رفع الشجرة هذا العام، وسيتم الاكتفاء بوضع المغارة هي رمز ولادة المسيح، مشيراً إلى أن الإمكانات الاقتصادية لا تسمح برفع شجرة لأنها تكلّف مئات آلاف الدولارات.

ويضيف زعرور في حديث لـ”أحوال”: “لا نرضى بأن يمر عيد الميلاد دون تزيين جبيل، لذلك سيكون التوجّه نحن إنارة المدينة أكثر من قبل، وسنعمد إلى تزيين جبيل عبر استخدام الزينة الموجودة مسبقاً، وضمن المستطاع”، مشدّداً على أن السبب الأول لهذه القرارات “إقتصادي”، والكورونا تأتي بالمرتبة الثانية لأنه يمكن ضبط الحضور والتجمعات.

ويلفت زعرور النظر إلى أنه لمن المحزن أن نصل إلى هذا الواقع، ولكنه يشير إلى أن الأزمة عالمية، فمدينة ستراسبورغ التي تُقيم قرية ميلادية كل عام، ستتخلى عن هذا التقليد الذي يبلغ من العمر 420 عاماً بسبب الوضع الصحي.

زحلة لن تستسلم للواقع السيء

منذ 5 سنوات انتُخبت عروس البقاع زحلة ملكة الزينة الميلادية في لبنان، فكانت الأجمل والأضخم، ولكن المعاناة التي ضربت لبنان، ضربت زحلة، ففي العام الماضي استعارت المدينة زينة العام الذي سبقه، وحاولت تقليص تكاليف التركيب، وهذا العام لن يتبدّل المشهد، إذ يؤكد رئيس البلدية أسعد زغيب أن “النية” للتزيين موجودة، وستعقد البلدية اجتماعاً نهار الجمعة المقبل لأجل هذه الغاية، ولكن بكل تأكيد لا نية لشراء زينة جديدة، لأن البلدية تتعاطى بالليرة اللبنانية بينما تتعاطى الزينة بالدولار.

ويضيف زغيب في حديث لـ”أحوال”: “سعر الدولار يتقلّب يومياً وهذا ما يجعل الإلتزام معنا صعباً من قبل أي تاجر، لذلك سنعمد إلى استخدام الزينة العائدة للأعوام الماضية، بهدف خلق جوّ فرح، دون دفع أي تكاليف إضافية”، مشدّداً على أن الواقع الاقتصادي هو المؤثّر الأوّل في هذه المسألة لا الكورونا.

 

مغدوشة حزينة

في العام 2017 زُيّنت أكبر شجرة ميلادية طبيعية في بلدة مغدوشة، تلك البلدة الجنوبية التي تسهر على وجودها سيدة المنطرة، والتي تتزّين كل عام استعداداً لاستقبال عيد الميلاد، ولكن في العام 2020 ستكون مغدوشة حزينة بسبب الوضع الإقتصادي والوضع الصحي.

يشير رئيس بلدية مغدوشة رئيف يونان إلى أن زينة الميلاد هذا العام لن تختلف عن العام الماضي، بل قد تكون أكثر تواضعاً بسبب الوضع الذي يعيشه البلد، مشدّداً في حديث لـ”أحوال” على أن “الفرح غائب وأحوال الناس لا تسمح لها عيش الأعياد، فتفضل التوفير، وهذه الأيام ليست للإحتفالات والتجمعات، لذلك سنعمد إلى تزيين رمزي للبلدة، على أمل أن يكون الفرج في العام المقبل”.

 

محمد علوش

 

 

 

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى