منوعات

مصفاتا طرابلس والزهراني… حلمٌ منتهي الصلاحية

أنابيب مثقوبة ومصاف منتهية الصلاحية وهدر على الخزينة

أعاد حريقُ أنابيب النفط في منطقة العبدة طرابلس منذ عدة أيام إلى الواجهة، فتحَ ملف مصفاتي طرابلس والزهراني، ودورهما في جرّ النّفط العربي الخام، واستخراج المشتقات النفطية وبيعها في السوق المحلي، وإمكانية توفير مبالغ مالية كبيرة على خزينة الدولة، وطرح الأسئلة حول توقف عمل المصفاتين.

 

أنابيب مثقوبة أشعلت النيران في مشأة طرابلس

وللوقوف على تفاصيل الحادث ووضع مصفاة طرابلس، تواصل “أحوال” مع المدير العام المعاون لمنشآت النفط في طرابلس هادي حسامي الذي أكّد أن سبب الحريق يعود إلى خلل تقني من الجانب السوري، إذ ضُخّت كمية من النفط الخام وهي أصلاً موجودة في خط الأنابيب الممتدة من العراق إلى لبنان عبر سوريا، وتقنيًّا هذه المواد موجودة دائما على الرغم من عدم استعمال هذا الخط منذ زمن، وذلك لأسباب تقنية لها علاقة بالمحافظة على حالة الأنبوب وحتى لا يتأثّر بالعوامل الطبيعية، وعندما ضُخّت الكمية من سوريا، زاد الضغط داخل الأنبوب ما أدّى إلى ثقبه من عدّة أماكن وتسرّب المواد النفطية واشتعال النيران، لافتًا إلى أنّ فرَق الإطفاء في مصفاة طرابلس والتقنيين تحرّكوا فوراً لإخمادها، وعالجوا الثقوب في الأنبوب.

وأكّد حسامي أن مصفاة طرابلس اليوم مخصّصة فقط لبيع المازوت المستورد للدولة وللشركات، لافتًا إلى توقف عمل المصفاة منذ ثمانينيات القرن الماضي بعد أن كانت تستقبل النفط العراقي عبر الأنبوب المذكور، وكانت تستخرج معظم المشتقات النفطية وتأمّن السوق المحلّي، حتى أنّها كانت تصدر المشتقات النفطية للخارج، مشيرًا إلى أنّها كانت توفّر الأموال على خزينة الدولة في حينها، بدل الاستيراد عبر البحر ذات الكلفة الأعلى، وحققت إيرادات كبيرة للدولة، أمّا الوضع الحالي للمصفاة فهو التوقف تمامًا عن العمل، فالمصفاة بُنيت عام 1920 وهي بحاجة إلى صيانة، في ظل فقدان القطع في العالم نظرًا لقدمها، والتي تحتاجها المصفاة للعودة للعمل.

واعتبر حسامي أنّ وضع المصفاة بحاجة إلى دراسة حول إمكانية إنشاء مصفاة جديدة ذات قدرة أكبر على الإنتاج، وأنّ إدراة المصفاة والعمال والموظفين موجودون للقيام بدورهم في هذا السّياق، وهم اليوم يعملون لتأمين سير المنشأة وبيع المازوت وتأمين السلامة العامة داخل المنشآت.

مصفاة الزهراني بانتظار حلول السماء

مصفاة الزهراني التي كانت تستقبل النفط السعودي متوقفة عن العمل أيضًا وللأسباب نفسها، “أحوال” تواصل مع مدير منشأة الزهراني زياد الزّين الذّي أكّد أنّنا بحاجة إلى مصفاة جديدة، لأنّ الحالية عدا عن أنّنا بحاجة إلى أموالٍ طائلة لإصلاحها إلّا أنّ قدرتها على تلبية السوق المحلية ضعيفة، لأنّ الطلب على المشتقّات النفطية إزداد بشكل كبير مقارنة بين أربعينيات القرن الماضي واليوم، لافتًا إلى أنّ عمل المنشأة في الزهراني هو لبيع المازوت والبنزين للمؤسسات العامة  والسوق المحلّي.

وأكّد الزين أنّ الحل الأمثل يكمن في إنشاء محطتي  تغويز في مصفاتي طرابلس والزهراني عبر استيراد الغاز وتحويله من حالته السائلة إلى الغازية، وضخّها إلى معملي الزهراني ودير عمار وبهذا تنخفض التكلفة إلى الثلثين، وهذا أفضل من الناحية الاقتصادية والمالية والبيئية .

حريق العبدة أعاد طرح الأسئلة حول سياسات الدولة في جميع الحكومات المتعاقبة وكيف تعاملت مع ملفات النفط والكهرباء، فاللّبناني الخلّاق الذي يبتكر الحلول أينما حلّ، أعجزته حكوماته عن العمل في سبيل معالجة أزمة جر النفط وتوليد الطاقة، فالمواطن يعرف ما يسدّ رمقه، أمّا الحكومات فلا تعرف إلّا لغة المحاصصة.

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى