منوعات

دور الجيل الخامس في دعم التطور في عمليات التصنيع

أدت التغييرات القسرية في أنماط العمل والتحولات التي فرضتها سياسات العمل عن بعد إثر انتشار جائحة كوفيد-19، إلى إحداث تغييرات جذرية في قطاعات واسعة على مستوى الاقتصاد العالمي، ساهمت في تسريع وتيرة التحول الرقمي القائمة حالياً. وعلى الرغم من أجواء عدم اليقين التي سادت أثناء انتشار الوباء، استمر مزودو خدمات الاتصال في استكمال مسيرتهم لتبني وتطوير شبكات الجيل الخامس. وكان العام 2019 قد شهد انتشاراً تجارياً واسعاً لتقنية الجيل الخامس بالتعاون مع المزودين الرائدين، حيث تجاوزت الاشتراكات بتقنية الجيل الخامس أكثر من 500،000، معظمها في دول مجلس التعاون، وفقاً لأحدث تقارير إريكسون للاتصالات المتنقلة.

وقد أدى تبني العديد من العادات والاتجاهات الحديثة لا سيما العناية الصحية الإلكترونية والتطبيب عن بُعد، وانتشار مكالمات الفيديو، والتعلم من المنزل، وازدياد بث مقاطع الفيديو، وتعزيز التجارب الترفيهية عبر المشاركة في الألعاب الإلكترونية، والعمل والتنسيق عبر الإنترنت، إلى ارتفاع الطلب للحصول على الحلول والخدمات المتنوعة التي يوفرها مزودي هذا النوع من التطبيقات والمنتجات، وتحسين أعمال مزودي البنية التحتية الأساسية الناجم عن الارتفاع في الطلب وتزايد ثقة ورضا المستثمرين.

وفي حين تتزايد الأبحاث المرتبطة بتوفير لقاح في القريب العاجل، معززة ثقة المستثمرين في قطاع الرعاية الصحية والأدوية، برز قطاع التكنولوجيا كأحد أهم القطاعات استفادة من سياسات التباعد الاجتماعيـ والقطاع الأكثر نمواً على مؤشرS&P 500  العالمي للأسهم.

ومن المؤكد أن التحولات الاجتماعية الحالية، والاستخدام واسع النطاق للأدوات الرقمية بدءاً من مؤتمرات الفيديو إلى أدوات الواقعين الافتراضي والمعزز في المستقبل، وستؤدي إلى إحداث تغييرات جذرية في أماكن العمل، بما في ذلك المصانع والمكاتب. وقد أدى انتشار تقنية الجيل الخامس في وقت سابق لانتشار الوباء، إلى توفير الفرصة للمصنعين ومشغلي خدمات الاتصال لبناء مصانع ذكية، والاستفادة من التقنيات المبتكرة مثل الروبوتات التعاونية المستقلة والذكاء الاصطناعي والواقع المعزز (لاكتشاف المشاكل وحلها) وإنترنت الأشياء(IoT).

ومع تزايد التوجه لدى المستهلكين لتخصيص مشترياتهم كالسيارات والملابس والمنظفات إلى المشروبات، يقوم المصنعون حالياً بتطوير مصانعهم التقليدية المصممة لإنتاج المنتجات بالجملة، والتحول لاعتماد آلات جديدة متطورة تعمل عن بعد ويمكن التحكم بها عبر مستشعر خاص لتسهيل عمليات التخصيص بما يتلاءم مع توقعات واحتياجات العملاء والمستخدمين. ويقوم المصنعون على ضوء هذه التغييرات الحالية في تعزيز التنوع والمرونة وتعزيز الاستخدام الفعال للمساحات المخصصة للتصنيع، إضافة إلى زيادة الإنتاجية.

بالنسبة للمشغلين، ستؤدي الفرص المترافقة مع نشر تقنية الجيل الخامس، كتسريع رقمنة المؤسسات، إلى توفير مصادر دخل جديدة مع النمو المرتفع في الطلب للحصول على خدمات الاتصال التقليدية والخدمات الصوتية. وإلى جانب قطاع الطاقة والمرافق، يمثل التصنيع أحد أهم القطاعات التي ستستفيد من الإمكانات التي توفرها الإيرادات الجديدة للمشغلين الذين يساهمون في رقمنة القطاعات باستخدام تقنيات الجيل الخامس. وستوفر تقنيات الاتصال عبر شبكات الجيل الخامس التجارية وإنترنت الأشياء في قطاع السيارات والواقع المعزز والواقع الافتراضي والمدن الذكية والمنازل الذكية وأجهزة الصحة الرقمية القابلة للارتداء، إيرادات قد تصل قيمتها إلى أكثر من 8 مليار دولار أمريكي للمشغلين.

الجيل القادم من عمليات التصنيع

ومن المؤكد أن التحولات الاجتماعية الحالية، والاستخدام واسع النطاق للأدوات الرقمية بدءاً من مؤتمرات الفيديو إلى أدوات الواقعين الافتراضي والمعزز في المستقبل، وستؤدي إلى إحداث تغييرات جذرية في أماكن العمل، بما في ذلك المصانع والمكاتب.
إيكو نيلسون، نائب رئيس إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا

تحدد أبحاث السوق التي أجرتها إريكسون أهم فئات حالات استخدام التصنيع التي توفر تقنية الجيل الخامس للمشغلين القدرة على معالجتها، بما في ذلك:

توفر تقنيات الجيل الخامس خصائص الشبكة الأساسية للتصنيع، حيث ترتفع الحاجة لوقت استجابة منخفض وموثوقية عالية لدعم التطبيقات المهمة، في وقت يوفر النطاق الترددي العالي وحركة المرور الكثيفة خدمات الاتصال في كل مكان. وتعتبر هذه المتطلبات أساسية بالنسبة للشركات المصنعة العاملة حالياً باستخدام شبكات الخطوط الثابتة. وستساهم تقنية الجيل الخامس للاتصالات المتنقلة في تعزيز المرونة وتخفيض التكاليف وتقصير المهل اللازمة لإعادة تشكيل عمليات الإنتاج في المصانع، وتعديل المخططات والعمليات المختلفة.

وتحدد أبحاث السوق التي أجرتها إريكسون أهم فئات حالات استخدام التصنيع التي توفر تقنية الجيل الخامس للمشغلين القدرة على معالجتها، بما في ذلك:

  1. 1. أنظمة التحكم والأتمتة الصناعية: وتشمل الأتمتة والتحكم في الروبوتات والمصانع وأنظمة اللوجستيات الذكية. تعتبر الأتمتة الصناعية إحدى أهم القطاعات الصناعية التي يمكن أن تستفيد بشكل كبير من الفرص التي توفرها تقنية الجيل الخامس، بما في ذلك، على سبيل المثال، تعزيز المرونة والحد من استخدام الكابلات ودعم حالات الاستخدام الجديدة. وفي هذا الإطار، تعاونت مرسيدس-بنز مع Telefónica Deutschland وإريكسون، لبناء أول شبكة هاتف محمول بتقنية الجيل الخامس في العالم لإنتاج السيارات في مصنعها “Factory 56” بمدينة زيندلفينغن، ألمانيا. وسيتم بناء على هذا التعاون، توصيل جميع أنظمة وآلات الإنتاج في المصنع وتشغيلها عبر شبكة الجيل الخامس الآمنة بمعدلات بيانات عالية وأوقات استجابة مباشرة تقريباً، ما يمنح مرسيدس-بنز مرونة أكبر على أرض المصنع، إضافة إلى تعزيز دقة وكفاءة الإنتاج.
  2. نظم التخطيط والتصميم: وتشمل محاكاة عمليات التصنيع ودعم نشاطات التدريب. ويلعب الواقع المعزز (AR) لاستكشاف الأخطاء وإصلاحها دوراً حيوياً في تخفيض التكاليف الناجمة عن الأعطال – المكونات الإضافية والمواد والعمالة والمخازن المؤقتة – وتخفيض وقت التوقف عن الإنتاج. تستفيد إريكسون في هذا الإطار، من تقنيات الجيل الخامس لأتمتة مصنعها في تالين، إستونيا، بالإضافة إلى تيليا، مزود خدمات الاتصال في دول أوروبا الشمالية. وتتضمن الحلول التي تم نشرها تحري الخلل وإصلاحه في نظام AR، لمراقبة الجودة واختبار المكونات الإلكترونية. ويستحصل التطبيق المستكشف للأخطاء باستخدام نظارات أو أجهزة الواقع المعزز، على منظومة تراكبية تشمل جميع الأدلة والإرشادات والمعرفة الجماعية بأدوات استكشاف الأخطاء وإصلاحها الأخرى، ما يساهم في تسريع عملية تحديد المشاكل المحتملة. وقد أظهرت الاختبارات الميدانية انخفاضاً بنسبة 50% في الوقت الذي يتم استهلاكه في استكشاف أخطاء لوحات الدوائر عند استخدام تقنيات الواقع المعزز.
  3. الأجهزة الميدانية: تطبيقات لجمع ومراقبة البيانات. ستتمكن الشركات المصنعة، عبر تعزيز الاتصال وضمان استمرارية اتصال العاملين، من الحصول على كميات أكبر بكثير من البيانات والوصول إليها – بسرعات أكبر – بكفاءة تفوق المستويات السابقة أكثر من أي وقت مضى. وفي هذا الإطار تتعاون شركة تصنيع السيارات الكهربائية e.GO Mobile AG مع إريكسون وفودافون ألمانيا، لتأسيس مصنع للسيارات في مدينة آخن يعمل بتقنية الجيل الخامس، حيث توفر الشبكات الجديدة، بيانات آمنة وشبه فورية عبر سلسلة الإنتاج، حيث يتم تجميع المركبات آلياً دزن الحاجة لتدخل بشري. وسيشهد المستقبل، استخدام الرافعات الشوكية المستقلة والقطارات الصغيرة لنقل المواد بين المستودعات ومركز الإنتاج.

فرص استثنائية لمزودي الخدمات

يحتاج مشغلو الاتصالات في بيئة تتغير باستمرار للاعتماد على أفضل التقنيات الداعمة لاحتياجاتهم. وسيعزز ظهور تقنية الجيل الخامس العديد من حالات الاستخدام الحالية بالإضافة إلى إنشاء حالات استخدام جديدة لا يمكن تحقيقها بواسطة التقنيات الحالية. الأمر الذي يتطلب بدوره تطوير الشبكة، لتوفير زمن استجابة منخفض، مع موثوقية عالية تعتبر أساسية لمعالجة حالات استخدام التصنيع.

وسيتمكن مشغلوا الاتصالات باستخدام شبكات الجيل الخامس من مواجهة التحديات الرئيسية على مستوى رقمنة الصناعات مثل التصنيع. ويمكن لمشغلي الاتصالات أن يتخطوا أدوارهم كمجرد مطورين للشبكات، عبر الاستفادة من تدفق الإيرادات الجديدة لتمكين الخدمات وإنشائها. وتوفر رقمنة عمليات الأعمال الخاصة بالصناعة فرصة كبيرة لمشغلي الاتصالات، لتزويد خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى توفير توجه استراتيجي يعتمد على تقنيات الجيل الخامس، لتعزيز الكفاءة والتنافسية – والتأسيس لنمو مستقبلي مستمر.

إلا أن هذا الواقع لا يمكن التعامل معه على أنه خدمة أو سلعة يتم توفيرها للمستهلكين، أو مجرد خدمة توصيلية بالنطاق العريض تتطلب نماذج عمل جديدة لتعزيز التنافسية في الطبقات العليا من سلسلة القيمة. إن النجاح في هذا التوجه الجديد، يعتمد بالدرجة الأولى على بناء شراكات عميقة وموثوقة بالاضافة إلى تعزيز الاستثمار لفهم احتياجات الشركات والتعاون على نحو وثيق مع منظومة متكاملة من الأجهزة والمنصات ومزودي الحلول.

لقد حان وقت العمل! وعلى اللاعبين الذي يرغبون بريادة قطاع الاتصال التحرك سريعاً لاغتنام الفرص الناشئة مثل إنترنت الأشياء، وتوفير مصادر دخل إضافية، دون إضاعة الوقت في اختبار نماذج الأعمال الجديدة. وسيتمكن المشغلون عبر تجربة وإعادة التفكير في الدور الذي يتعين عليهم القيام به، ضمان الاستفادة من مزايا الجيل الخامس، حيث سيكون فهم احتياجات العملاء وسلاسل القيمة المختلفة لتقنية الجيل الخامس ضرورياً لتأسيس الأعمال مستقبلاً.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى