حقوق

“أحوال” يحصل على تفاصيل تغيّر مجرى التحقيق في جريمة اغتصاب أب لابنته في طرابلس

تكثر الحوادث التي تجعل بعضنا يشعر لوهلة أننا “صرنا بآخر زمن”، وأن الحياة لم تعد تطاق، حيث يسود الباطل على حساب الحق، والتوحّش على حساب الرحمة.

أما منتهى السوداويّة، أن تأتي الفظاعة ممن يفترض بهم أن يكونوا الحضن الحامي.

هكذا، خرجت إلى الأضواء قضية الفتاة القاصر أن ن. (14 عاماً) في منطقة التبانة في طرابلس، والتي وفق الرواية شبه الرسميّة اضطرت للفرار من منزل ذويها بعد تعرّضها للاغتصاب من قبل والدها.

وفي التفاصيل التي حصل عليها “أحوال”، فإن ن. هربت من المنزل  ولجأت إلى فصيلة درك التبانة وهي منهارة وتحمل هاتفاً خلوياً، حيث طلبت من رتيب التحقيق الردّ على مكالمة واردة إلى هاتفها، من قبل إحدى العاملات في الجمعيات المعنية بشؤون المرأة والطفل، والتي كشفت للرتيب عن الجريمة التي تعرضت لها الفتاة.

عندها تم توقيف الوالد ليخضع للتحقيق حيث تبين أنه سبق وتم توقيفه منذ سنتين بسبب تحرشه بابنته، لكن تقرير الطبيب الشرعي حينها أثبت أن الضحية لم تتعرض للإغتصاب، ولم يتم تأكيد واقعة التحرّش بها فأطلق سراحه.

الوالد ويدعى ب. س.  لم  ينج بفعلته هذه المرة. فقد جاء تقرير الطبيب الشرعي ليفضح الوالد، ويكشف أن الأخير فضّ غشاء بكارة ابنته منذ مدة وليس مؤخراً.

وعلى الأثر تم استدعاء الوالدة التي أكدت أن ب. يتحرش بابنته منذ سنوات، وفي آخر مرة، اقتحم عليها الحمام أثناء استحمامها.

وفيما يشاع تأكيد والدة الضحية لاعترافاتها، لا يزال الغموض يكتنف التفصيل المتعلق بالجهة التي أعطت الخلوي للفتاة وزوّدتها برقم الجمعية النسائية.

لكن التفصيل الجديد الذي حصل عليه “أحوال” ينسف الرواية الأولى وينسج خيوط رواية ثانية مضادة.

ففي المعلومات التي كشفها لنا أحد المقربين من العائلة ادعى أن “ن. كاذبة”، مضيفاً أن “الوالد لا دخل له في هذه القضية، هناك شخص خدع الفتاة وأنّ هذه الأخيرة لديها إعاقة”.

ويشرح لــ “أحوال” أن الشاب (لم يذكر اسمه) “هو من ارتكب الجرم، ووالدها بريء”، علماً أن التفصيل المتعلق بزعم معاناة نورا من إعاقة عقلية يجعلنا نشكك بقدرتها على الإتصال بالجمعية النسائية وسرد ما حدث معها.

أما الأم، فاطمة (أم لأربعة أولاد)، فقد أفصحت أنها لم تر ابنتها منذ هروبها من البيت واللجوء إلى المخفر.

وتضيف: “حينها قالت لي أنا ذاهبة لبيت جدي. الحقي بي، وعندما لحقت بها لم أجدها هناك. ثم بعدها بوقت قصير، اتصل بي زوجي من بيروت وقال لي إن الفتاة في المخفر”.

تنكر الوالدة أقوال ابنتها وتكشف أن ن. ” خائفة من التهديد والقتل”، وعند سؤالها عن هوية الشخص المتهم تقول لــ “أحوال” إنه “زوج صديقتي اغتصب ابنتي انتقاماً من زوجي بسبب خلاف مالي”. لكن كيف عرفت أنه هو؟

تقول: “صديقتي أخبرتني عن نيّة زوجها”، وتردف أن الرجل: “دسّ لها المنوّم واختطفها واغتصبها”.

وإذا قبلنا بهذا الجواب، فإن السؤال الذي يطرح: من أوصل نورا إلى المخفر؟ هنا تجيبنا الأم قائلة: “لا أعرف. نورا قالت لي إن امرأة هي من أوصلتها الى المخفر”.

في المحصلة، تؤكد الأم أن زوجها المعروف بأبو سامي الزعيم، “مستحيل أن يرتكب جريمة كهذه. هو يحب ابنته كثيراً ولا يبخل عليها بشيء”. وهي اليوم ترسل رسائل صوتية عبر تطبيق واتساب تنكر فيها اعترافاتها أمام الأجهزة الأمنية وتضيف أن ما اعترفت به كذب.

وفيما تم إيداع الفتاة لدى جمعية مختصة برعاية القاصرات، وتحويل الملف إلى القضاء، تكشف المعلومات أن والد الضحية من أصحاب السوابق، حيث تم توقيفه في العام 2005 في قضية تحرّش وتسيير أمور دعارة فسجن على إثرها ثم خرج بعد إنهاء محكوميته.

نانسي رزوق

صحافية منتجة ومعدة برامج تلفزيونية وأفلام وثائقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى