صحة

هل يعطيك التعافي من كورونا حصانةً ضده؟

بعد تخطي المرضى محنة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، قد يظنُّ بعضهم أنّهم أصبحوا محصّنين ضد المرض، فما مدى صحة ذلك؟ وهل يمكن أن يُصاب الإنسان مرةً ثانية بالفيروس بعد تماثله للشفاء؟

حول هذا الموضوع، تشرح الاختصاصية في الأمراض الجرثومية والمعدية د. ندى شمس الدين أنّه إثر الإصابة بفيروس كورونا، تتكوّن مضادات مناعية من نوعين في جسم المُصاب. النوع الأوّل من الأجسام المضادّة يظهر في مرحلة الإصابة الحادّة ويختفي بعد فترة، ليظهر النوع الثاني ويستمر لعدّة أسابيع. المضادات المناعية تعطي الجسم مناعةً ضد الفيروس، ولكن الدراسات أثبتت أنّ هذه المناعة لا تدوم طويلاً وأنّها متغيّرة بين جسمٍ وآخر، فبعض الأشخاص تصل المناعة التي تكوّنها أجسادهم إلى درجة عالية، بينما البعض الآخر تكون نسبة المناعة المكوّنة لديهم أقل، وهناك من لا تظهر لديهم هذه الأجسام المضادة في فحوص الدم بعد الإصابة بالفيروس.

وتضيف د. ندى شمس الدين أنّه حتّى وإن وجدت المضادات المناعية في فحص الدّم بعد الشفاء من كوفيد-19 قد لا تكون فعّالة في الحماية من إصابة أخرى، مؤكّدةً أنّ كل هذه الاحتمالات لا تزال موضع دراسة وتحتاج إلى تدقيق أكثر.

وبناءً على ما تقدّم، من الممكن أن يصاب الإنسان بفيروس كورونا مرّة ثانية بعد شفائه منه في المرّة الأولى، ولا ضمانة لكيفية تصدّي الجسد له. د. شمس الدين تلفت إلى أنّ أحدث الدراسات توصّلت إلى أنّ هذه الأجسام المضادّة من الممكن أن تستمر في الجسد لمدّة تسعين يوماً، وهو ما أعلنته تقارير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها “سي دي سي”. وبعد هذه المدّة، تهبط نسبة المضادات الموجودة في الدم لدى معظم الأشخاص.

حتى اليوم، أُعلن عن حالات نادرة في العالم أصيبت مرّة ثانية بفيروس كورونا، وفي لبنان أيضاً أعلن عن بضعة حالاتٍ أصيبت مرةً أخرى بالمرض بعد تماثلها للشفاء. والخلاصة أنّ العدوى الأولى قد لا تحمي بالضرورة من العدوى مستقبلياً، والأشخاص الذين تعافوا، عليهم أن يستمرّوا في اتباع الإرشادات والإجراءات الوقائية من تباعد اجتماعي وغسل اليدين وارتداء أقنعة الوجه.

وعلى صعيد متصل، تجدر الإشارة إلى أنّ ما يبقى من مضادات يكوّنها جسد المريض خلال معركته مع الفيروس، يمكن نقله واستخدامه بعد شفاء المصاب كجزء من البروتوكول العلاجي لبعض مرضى كوفيد-19، ولكن فعاليته ليست مؤكّدة وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى مضاعفات سلبية عند الشخص المتلقّي، ما يستدعي دقّة عالية في اتخاذ هذا القرار، إلّا أنّ الأطباء في العديد من دول العالم، ومنها لبنان، يطبّقون حالياً هذا الإجراء، وكثر من المصابين الذين تماثلوا للشفاء يبادرون إلى التّبرع بالبلازما للمرضى المحتاجين لها.

 

آلاء ترشيشي

آلاء ترشيشي

مذيعة ومقدمة برامج. محاضرة جامعية. حائزة على ماجستير في العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى