منوعات

تنين البحر يحط في مرفأ بيروت… تحذير بضرورة عدم الاقتراب منه

“تنّين البحر” كما تمّ الاصطلاح على تسميته شعبيّا أو “شاهقة مائية” أو عمود الماء أسماء مختلفة لظاهرة طبيعيّة حطت رحالها في البحر اليوم مقابل مرفأ بيروت.
هذه الظاهرة هي عبارة عن ما يشبه عمود من الهواء يختلط مع المياه على شكل كتلة سحابية عمودية دُوّاميّة فوق بحيرة أو محيط، وتتكوّن بشكل طبيعي غالباً عندما يمرّ الهواء البارد فوق المياه الدافئة. فيتكون عمود دوَّار من هواء وضباب مشبعين بالماء.
لطالما كانت هذه الظاهرة الطبيعية، مصدر إهتمام وافتتان، لكن كما كلّ متغيّر في لبنان، بات الحذر والترقب يرافقان، أي حدث يستجدّ.
وفي ظلّ موجة الهلع التي عبّر عنها البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أنّ لبنان ومرفأه قد مسّهما ” النحس” او السوء، وموجة الأسئلة حول دلالات هذه الظاهرة، خرج رأي علميّ ليحذّر من آثار هذا الشاهق المائي، وما قد يحمله الهواء من الميناء، في تغريدة للبروفسور المختصة في التحليل والتركيب الكيميائي نجاة صليبا، جاء فيها “هناك الكثير من المخاطر الكيميائية في الميناء. يرجى إغلاق النوافذ وارتداء أقنعة مزدوجة إذا كنت بالخارج ولا تقترب لالتقاط الصور”.
“أحوال” سأل البروفيسور صليبا عن مغزى تغريدتها، لتوضح” في المرفأ غبار يحتوي على مواد كيميائيّة، ونخشى أيضا من أن يحمل مادة الـ asbestos (الحرير الصخري) ويتستنشقها القريبون من المرفأ، ولذلك تمنيّت على الناس الحذر وعدم الاقتراب للتصوير.

بإجراء بحث سريع حول مادّة الحرير الصخري، يمكن الاستنتاج انّ استخدامها شاع كثيرا في الثلاثينات في المباني والمنشآت الحراريّة وبعض الملابس لما تتحلّى به ألياف هذا المعدن من مقاومة للنيران والحرارة، لكن أثبتت الدراسات خطورة هذه المادة، التي يسبّب استنشاق غبارها، إصابات بسرطان الأغشية الرئويّة وسرطان الصِّـفاق أو غشاء الكرش، ويستغرق تطوّر هذه الأنواع من السرطان فترات تقع بين عشرين وأربعين عاما منذ استنشاق الغبار. وقد فتكت هذه الأنواع من السرطان بعشرات العمّال، اللذين عملوا خلال الخمسينات والستينات أو السبعينات في القطاع المعماري في سويسرا.
وقد أصدرت عدد من الدول قوانين تمنع استخدام الحرير الصخري، ومنها المانيا في العام 1993، وفرنسا في العام 1997.

 

 

إبراهيم درويش

صحافي وكاتب لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى