منوعات

بين النفي والتأكيد… تفاصيل قضية رفض ممرضات محجبات في “جبل لبنان”

لا زالت قضية رفض تدريب طالبات محجبات في مستشفى جبل لبنان تتفاعل بين النفي والتأكيد، ما استدعى تدخلات رسمية عدّة وبيانات ترفض التهمة وأخرى تؤكدها، وكان آخر هذه التدخلات لوزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الذي اعتبر أنّ “ما أُثير حول عدم استقبال طالبات ملتزمات في مستشفى جامعي أمرٌ غير دقيق”.

وإذ رأى حسن في تغريدة له أنّ إدارة المستشفى أوضحت كل الملابسات المحيطة، شدّد أنّ “الوقت اليوم هو لحث جهود المستشفيات لاستقبال مرضى كورونا ومتابعة محتكري الدواء ومحاكمتهم؛ لا للتلّهي والعبث بمسلمات وطنية”.

وفي خلفية الحادثة، فقد مُنعت طالبات في كلية التمريض في الجامعة اللّبنانية الأميركية LAU، بحسب قولهنّ، من ممارسة دورات تدريبية في مستشفى جبل لبنان بسبب ارتدائهن الحجاب.

وفي حديث لـ”أحوال”، أكدت إحدى طالبات الكلية التي رفضت الكشف عن اسمها، تلقيها رسالة عبر البريد الإلكتروني مرسلة من الأستاذ المشرف والذي يعتذر عن قبول مباشرتها بالتدريب في المستشفى المذكور تحت ذريعة ارتدائها الحجاب.

هذه الرسلة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم وسط تنديد بالسياسة العنصرية تجاه المحجبات.

القصة لم تنتهِ هنا وإنما قامت نقيبة الممرضين والممرضات ديما دومط بإرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني أنّبت فيها الفتيات على نشرهن لمضامين الرسائل وهددتهن بالمحاسبة في حال عدم سحب الموضوع من التداول، حسب ما أكدته لنا الطالبة في قسم التمريض في الجامعة اللبنانية الأميريكية.

 

وطالبت رئيسة لجنة المرأة والطفل النائب عناية عزالدين إدارة المستشفى بالكف عن هذا السلوك، مؤكدة في اتصال مع “أحوال” أنّ الحجاب لا يمنع المرأة من ممارسة دورها في المجتمع أبدًا.

وكانت عز الدين قد أصدرت بيانًا أشارت فيه إلى أنه لم يعد للأخلاقيات مكان فكيف تُمنع طالبات من ممارسة تدريبهن بحجة ارتدائهن للحجاب فهذا مخالف للدستور والقوانين اللّبنانية وهذا خرق للإتفاقيات التي انضم إليها لبنان وأبرزها اتفاقية حقوق الإنسان ويشكل مخالفة لمعايير منظمة العمل الدولية ويخالف كل قواعد العمل المعمول بها في أكبر وأهم المستشفيات والجامعات في معظم دول العالم.

كما وأصدرت إدارة الجامعة بيانًا تدين فيه ما حصل مع طالباتها في المستشفى، وأكدت التزامها باحترام جميع المعتقدات وأنها لا تمييز بين طلابها لا من حيث الجنس ولا من حيث المذهب وكلهم سواسية وتعاملهم بالمثل، وأضاف بيان الجامعة أنها ستقوم بتأمين التدريب اللازم للطالبات في مراكزها الخاصة أو المستشفيات التي تحمل نفس القيم التي تحملها الجامعة.

في الضفة المقابلة، أكد مدير مستشفى جبل لبنان جان أبي حيدر في اتصال مع “أحوال” أن لا صحّة للرسائل التي نُشرت وللخبر من أساسه ولا يوجد طلب من جامعة الـLAU للمستشفى لتدريب الممرضين والممرضات والذي حصل هو حملة للتصويب على المستشفى، وأضاف أن المستشفى تضم في كوادرها التمريضية والطبية والإدارية محجبات، وستقوم الإدراة غدا بدرس موضوع تعقب من أقام هذه الفبركة على المستشفى.

صحّت قصة إقصاء المحجبات أم لم تصح، المؤكد أنّها ليست القصة الأولى التي نسمعها عن استبعاد المحجبات، فالقضاء حارس الدستور والقوانين يمنع المحجبات من الانضمام إلى صفوفه، والمؤسسات العسكرية تمنعهنّ أيضًا، كذلك عدد من النقابات يحدد كوتا للمحجبات ناهيك عن الكثير من القطاعات الخاصة التي تضع فيتو عليهنّ… فكيف لنا نتغنى بعيش مشترك يفتقر إلى الحدّ الأدنى من قبول الآخر على ما هو عليه؟.

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى