ميديا وفنون

“دفعة بيروت” تجمع نجوم الخليج في لبنان في استعادة لستينيات القرن الماضي

عمل أخّره "كورونا" وصوّر في أصعب الظّروف

في وقتٍ يعاني فيه لبنان من موجة ثانية من وباء كورونا، وفي وقتٍ يعاني فيه الأمن الاجتماعي من اهتزاز نتيجة الأزمة الاقتصاديّة التي انعكست سلباً على الوضع الأمني، احتضنت بيروت ممثلين عرباً اجتمعوا في العاصمة ليصوّروا مسلسل “دفعة بيروت”، الذي تدور أحداثه المفترضة في ستينيات القرن الماضي.

المسلسل الذي تنتجه شركة “إيغل فيلمز” كان من المقرّر عرضه في شهر رمضان الماضي، إلا أنّ جائحة كورونا حالت دون ذلك، فلم يتوقّف التّصوير فحسب، بل أقفل المطار وظلّ النّجوم العرب عالقين في فنادقهم في بيروت طوال أسابيع.

قبل فترة وجيزة، استعادت الكاميرات دورانها، وعاد الممثلون إلى مواقعهم، وأنهوا ما تبقّى من المشاهد، لينطلق عرض العمل خلال أيام.

وتأتي هذه الخطوة لتؤكّد على احتفاظ بيروت بدورها الريادي كعاصمة للفن العربي، رغم أنف الظّروف القاهرة.

أحداث المسلسل

المسلسل للكاتبة هبة مشاري حمادة، والمخرج علي العلي، وبطولة عدد من النجوم الخليجيين والعرب، وترصد أحداثه حكايات طلاب وطالبات من دول الخليج والمغرب العربي، يسكنون معاً في بيوت للطلبة والطالبات، حاملين معهم أفكارهم ومعتقداتهم وعاداتهم وأحلامهم إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وتحديداً في شارع الحمرا الذي كان يعج بالساسة والشعراء والأدباء والمثقفين والفنانين. يدرس هؤلاء الطلاب في الجامعة الأميركية في بيروت، وتدور بينهم الكثير من التطورات والمغامرات والمناكفات، وتتصاعد الخطوط الدرامية لتتلاقى مصائرهم ويومياتهم ما بين الحب والغيرة والسياسة والزواج والمنافسة والمؤامرة..

 

الكاتبة هبة مشاري حمادة: يناقش العمل أفكارا جدلية

توضح الكاتبة هبة مشاري حمادة أن “دفعة بيروت”، هو عمل صدامي جريء ومثير للجدل، مشيرة إلى أن “أحداثه صادمة وصريحة، وأبطاله فئات مختلفة من الشباب والشابات الذين كان نظراؤهم موجودون في العام 1964 في بيروت، من قوميين عرب، وبعثيين، ومناضلين، ونهضوين وشيوعيين وغيرهم. والتناطح في ما بينهم كان قائماً، وكذلك الجدلية العالية بين الدين والليبرالية، وقاعات المحاضرات وقاعة الحقوق وما يحدث فيها من نقاشات محتدمة بين طلبة مليئين بالشغف والفكر والنهضة وآخرين منغلقين تحكمهم ثوابت معينة، إلى قاعة الطب وفيها دخول المرأة الخليجية لأول مرة في معترك شبابي والتابوهات التي كانت تحكم ذلك الزمن…”.

وتشدد حمادة: “أحد عناصر القوة في هذه الدراما أنها تجمع عناصر سعودية، بحرينية، تونسية، فلسطينية، لبنانية، عراقية، كويتية وجنسيات عربية أخرى، إضافة إلى الاحتكاك في ما بينهم كطلاب وطالبات، واندماج هؤلاء في البيئة الحاضنة لهم كجغرافيا لبنانية، واختلاطهم بعضهم ببعض”.

وتضيف حمادة: “يتطرق العمل إلى جدلية دخول المرأة الخليجية معترك الحياة الذكورية من خلال حرم الجامعة، وقاعات الدراسة والاندماح العربي العربي، وهذا الأمر لم يسبق تقديمه بهذه الصورة والتنوع خلال تلك المرحلة الزمنية”. وتضيف: “لدينا قصة حب افتراضية بين شابة كويتية وشاب عراقي، نبين تبعاتها وتراكماتها وأفقها التاريخي وإسقاطاتها على الواقع اليوم، إضافة إلى الأخوان المسلمين وطريقة تفكيرهم وحضورهم السياسي ومحاولة تجنيدهم لمجموعة من الطلاب والطالبات واستخدام أدوات دينية خارح إطار الجامعة، كإمام المسجد، والجريدة…”.

وما بين الحرب النفسية والأهلية، توضح حمادة: “نتوقف عند موضوع الحرب النفسية وظهورها وكيفية تطور مفهوم الحرب الأهلية، إلى جانب طرحنا لمجموعة من قصص الحب، منها جدلية حب بين شاب مسلم وفتاة مسيحية، وبين شاب سوري وشابة خليجية، وشابة والدتها راقصة ورحلة حبها لشاب سعودي، وعلاقتها بأختها غير الشقيقة كويتية الأم، ثم فكرة العنصرية والطبقية والتمييز العرقي الذي نوقِش كثيراً في الأعمال الأجنبية، وكان مسكوتاً عنه في أعمالنا العربية.. إلى فكرة تطويع البشر تحت فكرة لون بشرتهم”.

وتختم حمادة بتثمينها عالياً عرض عمل بهذه الضخامة على منصة “شاهد VIP”، مؤكدةً ثقتها الكبيرة بهذه المنصة وبمشاهديها”، آملة “أن تكون المعادلة مختلفة، وأن يجد العمل الإقبال الذي يستحقه”.

 

المخرج علي العلي: صنعنا ستوديوهات خصيصاً للعمل

من جانبه، يوضح المخرج علي العلي أن “هذه التجربة الثانية لي مع الكاتبة هبة حمادة بعد “دفعة القاهرة”، وهو مختلف تماماً عنه”. ويقول: “أراهن فيه على أن الفنان الخليجي قادر على تقديم مادة دراميّة مميّزة لجهة نوعية العمل، والنص والكتابة والإنتاج والإخراج والتمثيل وغيرها”. ويؤكد أن “الناس ستفاجأ في كيفية تقديمنا للعمل بهذه الجودة والديكورات، وأغلبها صنعناه بأنفسنا لأن ما من استديوهات مجهزة لتصوير عمل درامي يتناول تلك الحقبة الزمنية”. وُيعرب عن اعتقاده بأن “نوعية العمل والموضوع هما اللذان فرضا علينا استخدام تقنيات معينة، فأنا لا أؤمن بضرورة استخدام أحدث التقنيات دوماً، خصوصاً في أعمال مشابهة”.

ويختم بتوصيف “دفعة بيروت” بـ”أحد أضخم الإنتاجات الدرامية” ويختم: “استمتعنا بتصويره رغم الظروف الاستثنائية التي مررنا بها خلال التصوير، والتي حتمت علينا التأجيل مراراً وتكراراً إلى أن حان اليوم موعد انطلاقته عبر منصّة “شاهد VIP”، لنكون بذلك أمام تحد حقيقي ومزدوج”.

 كارلوس عازار اللبناني الانتهازي في “دفعة بيروت”

يشارك في العمل من لبنان، الممثل كارلوس عازار الذي يقول عن دوره في المسلسل “أقدم دور مازن، وهو شاب لبناني متزوج من امرأة كويتية ويعيش على حساب والدها، ولديه فكراً متحجراً يدفعه إلى منع زوجته من الخروج من المنزل والاختلاط، فيما يعطي لنفسه الحق بالخروج والتعرف على نساء أخريات”. ويختم عازار: “حاولت ألاّ أظهر الشخصية بقسوتها الكاملة بل أضفت إليها نكهة طريفة بعض الشيء”.

العمل بطولة كل من مهند الحمدي، نور الغندور، حمد أشكناني، فاطمة الصفي، ذو الفقار خضر، روان المهدي، علي كاكولي، خالد الشاعر، نور الشيخ، وغيرهم.

يبدأ عرض المسلسل الليلة 16 تشرين أول، على “شاهد VIP” على أن يعرض لاحقاً على قناة MBC.

 

زينة برجاوي

صحافية لبنانية تعمل في مجال الصحافة المكتوبة وإعداد البرامج. تحمل الإجازة في الإعلام من الجامعة اللبنانية الأميركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى