تغذيةصحة
أخر الأخبار

ابتكار طبّي ثوري لمعالجة السّمنة في لبنان طي المعدة  أو بالون Elipse

د محمد هيثم الفوال: وداعاً للتنظير والجراحة وغرفة العمليات

كل حلول السمنة باتت ممكنة. الطبيب محمد هيثم فوال أحد أهم مؤسسيي الرابطة العربية لمعالجة السمنة يحكي لنا عن إجراء طبي ثوري بدون جراحة بدون مستشفى  بدون تخدير،  من خلال بالون elipse الذي غيّر مفاهيم جراحة السّمنة بالكامل، وصار بإمكان الفرد أن يخسر ما بين 10 الى 15 كيلو من وزنه من خلال هذا الإجراء المتقدّم جداً والبسيط جداً. أمّا العمليّة الأخرى فهي تكميم المعدة التي تساعد بخسارة الوزن وصولاً الى 25 كيلو.

الكبسولة السحرية

يشرح د. فوال عن إجراء طبي ثوري اسمه elipse balloon  يقوم به طبيب خبير في مجال التنظير وجراحة أمراض السمنة. يقوم المريض بابتلاع  الكبسولة المبرمجة مع قليل من الماء في غرفة الأشعة، وتكون موصولة بشريط رفيع جداً وعندما يتأكد الطبيب المشرف من وصولها الى المعدة يبدأ بملئها بماء مقطّر خاص ليكبر حجمها وتصبح بالوناً، ومن ثم يسحب الشريط الموصول بالكبسولة، وبهذا يبقى بالون بحجم يقارب 500 cc يملأ حيّز المعدة. إنّه أوّل بالون معدَي ناعم يمكن ابتلاعه ولا يحتاج إلى جراحة أو تنظير داخلي أو تخدير. وهذه هي أهميّة هذه العمليّة البسيطة والنّاعمة.
يبقى  البالون في المعدة أربعة أشهر ومن ثم  يتم تفريغ البالون من الماء تلقائياً وبشكل تدريجي ويتخلص الجسم منه، إذ يتحول الى غلاف رقيق ويخرج من الجسم بشكل طبيعي.
الكبسولة المبرمجة elipse  لعلاج السمنة تعتمد على التزام المريض بنظام غذائي بعد تركيبها، مثل أي تقنية غير جراحية  أو عملية جراحية لخسارة الوزن. وهذا الإجراء الطبّي جيّد لكل شخص يعاني من زيادة وزن بين 10 أو 15 كيلو.
كما يحدّثنا الطبيب فوال عن  ابتكار جراحي آخر، كان أوّل من قام به في الشرق الأوسط. يقوم به بالمنظار  بإدخاله من الفم ويكمّم المعدة ويخرج المريض فوراً إلى البيت.

المرض الأصفر

يشرح د. فوال هذه العملية بالقول إنّ “السمنة بداية هي عبارة عن مرض يصيب 35 بالمئة من الناس وباتوا يسمونه السرطان الأصفر. ودوماً نعتبر أن الحلول الجراحية هي حلول جيّدة للناس الذين يعانون من سمنة مفرطة او مرضيّة اي تكون نسبة bmi اي نسبة الوزن الى الطول أكثر من  35 “.

يتابع “هناك نسبة كبيرة من الناس لا يوجد لديها وزن كبير زائد، وتريد اللجوء الى عمليات جراحة السمنة المعهودة، لكنها لا تناسب أوضاعهم أو أوزانهم، ونحن لا نستطيع أن نجري لهم الجراحات المعروفة من sleeve او bypass. وهذه كانت مشكلة بالنسبة لنا أننا إذ نرفض إجراء هذه الجراحات، ومشكلة لدى هؤلاء الذين يبحثون عن طريقة للتخلص من الوزن الزائد عندهم”.

طي المعدة عملية بسيطة لمن يعاني من زيادة وزن 25 كيلو

منذ سنوات قليلة، بدأ تصغير المعدة من خلال الفم وأول ما بدأت هذه العملية في أميركا، وكان هناك متابعة لهؤلاء المرضى الذين خضعوا للعملية على مدى السنوات الأخيرة وتبين أنّها ناجحة جداً، وأن الأشخاص الذين عندهم وزن زائد من 10 الى 25 كيلو يستفيدون  جداً من هذه العملية التي نقلها د. فوال الى لبنان وباشر العمل بها.

يقول د. فوال “هذه العملية تشبه أي عملية جراحية أخرى، لكن بدل أن نتدخّل جراحياً من  البطن ونقص المعدة، نجريها عن طريق الفم بالتنظير، حيث نقوم بإقفال 50 بالمئة من حجم المعدة. وبدل أن يأكل الشخص الكمية المعتادة يأكل نصف الكمية او أقل بقليل. وهذا يساعده على خسارة الوزن الزائد من 15 إلى 20 كيلو وصولاً الى 25 كيلو. وبعد أن نقوم بهذا الإجراء الطبّي الذي يحتاج إلى ساعات قليلة، يخرج المريض من المستشفى خلال يوم واحد ويخسر وزنه خلال فترة 3 إلى ستة أشهر فقط.”

مزايا طي المعدة: لا جراحة  لا مشاكل لا منامة في المستشفى

عن مزايا هذه العملية يقول د. فوال “من أهم مزاياها أنّ المريض يخرج من المستشفى في اليوم نفسه.  ولا يتعرّض لقصّ معدة مثل عمليات sleeve  او by bass . ولا يوجد أية جروح في البطن، بل العملية تجري عبر الفم”.

ويتابع “من خلال جهاز خاص تصنعه شركة أميركية، يسمح لنا أن نقطب المعدة من الداخل ونضع خيطاناً ونصغر المعدة من أولها الى أخرها ونضع حوالي 5 الى 8 خيطان وتكون المعدة مطوية على بعضها ونحن نقوم بكل ذلك من خلال الفم وليس بواسطة الجراحة”.

وحول سؤال ما إذا كانت هذه العملية توافق كل الناس أو تتقبلها أجسامهم يقول

“في حال  انزعج المريض أو أنّ جسمه لم يتقبّل الوضع الجديد لسبب او لآخر، نستطيع بكل بساطة أن نفك المعدة ونعيدها إلى سابق عهدها أو ربما نقوم بجراحة اخرى مثل sleeve في حال لم يخسر المريض الوزن الذي يريده”.

من حسنات هذه العملية بأنّه ليس لديها مضاعفات كبيرة، يقول “هي عملية بسيطة ويستطيع المريض التراجع عنها لنعيد معدته كما كانت وبدون تدخّل جراحي، العملية هي خيار جيد لكل شخص ليس لديه وزناً كبيراً، وجيدة لأصحاب الوزن الزائد الذين لا يوجد عندهم سمنة مفرطة. لذا الأشخاص الذين يعانون من بعض الوزن الزائد أمامهم خياران، إما البالون elipse أو طيّ المعدة.”

أمام هذا التقدّم في مجال عمليات التنحيف هل يشجع د. فوال كل من يعاني من وزن زائد على اللجوء الى هذه الإجراءات الطبية المتقدمة؟ يجيب:

“أنا لا أدعو كل الناس إلى اعتماد هذا الاجراء الطبي. لكن يمكن القول إن طيّ المعدة من خلال الفم بات متاحاً وجيداً وكذلك البالون elipse لكل من حاول إنزال وزنه 15 إلى 25 كيلو ولم ينجح ويرغب بشدة أن يزيل هاجس الوزن عنه  ويجد صعوبة في أن يتأقلم مع هذا الوزن الزائد. واليوم نحن في العصر الكثير من الناس باتت حياتهم مرتبطة بأوزانهم، فكم نجد من الزيجات الفاشلة بسبب الوزن وكم من أحلام عند الأطفال أو الصبايا أخفقت بسبب الوزن الزائد . أنا دوماً أدعو كل شخص أن يتقبّل نفسه كما هي وصار بإمكاننا مساعدة الجميع على التخلّص من أي وزن زائد  دون جراحات صعبة لأن السمنة ليست فقط مسألة شكل بل هي أيضا مرض”.

السمنة المفرطة لا يناسبها التكميم أو البالون

وحول سؤال لماذا تكميم المعدة من الفم او حتى البالون لا تنجح إلا مع أشخاص معينين ولا تصحّ مع السمنة المفرطة، يقول” الأشخاص الذين لديهم سمنة مفرطة، يحتاجون إلى عمليات كبيرة وجراحية من قصّ أو تحويل، ومع هذا كلّه بعد 5 سنوات قد يعود ويزداد وزنهم إلى 20 او 40 كيلو بحسب نوعية العملية. فأصحاب الوزن الزائد جداً يحتاجون أن نقوم معهم بعملية تناسب وضعهم، وأن يترافق مع العملية التغيير الكلّي في نمط حياتهم وإلا فإنّ نسبة الفشل ستكون كبيرة . وأنا لا أريد تعريض هؤلاء الى تكلفة عملية كبيرة ونتائجها غير مضمونة لوضعهم . طي المعدة من خلال الفم تصح مع الأشخاص الذين يريدون أن يخسروا  15 أو 20 كيلو  والبالون مناسب لمن يريد أن يخسر أقلّ من 15 كيلو. أما الشخص الذي وزنه 150 كيلو ويجب ان يخسر اكثر من 60 كيلو هذه العمليات غير نافعة له.”

وحول تكلفة هذه العمليات يقول د. فوال: بسبب الأوضاع الاقتصادية هذه العمليات انخفضت تكلفتها بحدود 30 أو 40 بالمئة، وهذا يمكن ان يشجع السياحة الطبية في حال كان الأمن مستتباً.”.

مع أتّساع مروحة عمليات البدانة هل فعلاً بات هناك حلول جذريّة للبدانة؟ يقول الطبيب “نعم هناك حلول جذريّة لكن المطلوب من جراح عمليات البدانة ان يلَم بأكبر قدر ممكن من الحلول، ولا يعالج البدانة بعملية واحدة يقدمها لكل الناس. وهنا تكمن نسبة الفشل الكبير. المفترض اليوم أن يكون هناك مراكز للسمنة تتعامل مع أطباء جراحيين يعرفون كيف يقدمون كل جراحات السمنة، لأنّ لكل شخص طبيعة ووزن مختلف وظروف صحية خاصة، وبالتّالي يحتاج إلى عمليّة معيّنة تناسبه أكثر من سواها. ويجب دوماً أن يتمّ التعاون بين جرّاح السمنة وطبيب أخصائي في الغدد وأخصائي نفسي وأخصائي تغذية فهذا التعاون هو الذي يضمن نجاح جراحة السمنة “.

كمال طنوس

 

كمال طنوس

كاتبة وصحافية لبنانية لاكثر من 25 عاماً في العديد من الصحف العربية كمجلة اليقظة الكويتية وجريدة الاهرام وجريدة الاتحاد وزهرة الخليج .كما تعد برامج تلفزيونية وتحمل دبلوما في الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى