مجتمع

من البترون إلى بيروت: مبادرة فردية تحاكي النقل المشترك في الدول المتطوّرة

في بلد تغيب عنه سياسة النقل العام ضمن خطّة متعمّدة من الحكومات المتعاقبة منذ التسعينات إلى اليوم، ويشهد النقل الخاص صعوبات جمّة مع  الارتفاع الهستيري لأسعار المحروقات، فضلًا عن تضخم كلفة الاستهلاك اليومي للسيارة مع ارتفاع سعر صرف الدولار، مثل كلفة الزيت وفلتر المحرك والبطارية والدواليب والبوجي والكوابح الأمامية وغيرها من الأمور التي تسعّر بالعملة الأجنبية، بحيث فاقت كلفة الانتقال بالسيارات للكلم الواحد الـ 2000 ليرة، بحسب تقرير لـ”الدولية للمعلومات، في هذه البقعة الجغؤافي المنفصلة عن مجريات العالم، ظهرت إلى العلن مبادرة “هدير” وهي مبادرة شبابية أطلقت من قبل أربعة شباب لبنانيين وهي عبارة عن عدد من الباصات تقل المواطنيين من البترون إلى بيروت والعكس، والهدف منها تخفيف زحمة السير والتشجيع إلى إستخدام النقل المشترك.

هدير مؤمّن بكافة وسائل الراحة الانترنت، والتبريد، وكاميرات المراقبة، يمكن حجز مقعد من خلال الواتس اب والحجز ضروري لأن الأماكن والأوقات محدّدة للنقل، وقبل 15 دقيقة من الموعد تتلقى رسالة نصية لتذكيرك بوقت ومكان الانطلاق.

 

هدير مبادرة فردية

أليو حداد رئيس قسم التسويق في هدير يقول لـ”أحوال” : نحن مجموعة من الأصدقاء، تقدمنا بطلب إلى برنامج Berytech’s Cleanergy، وحصلنا على فترة الحضانة لمدّة 9 أشهر، يضيف “نحن نسعى إلى تمويل مشروعنا من خلال مستثمرين في القطاع الخاص الذين يتطلعون إلى جني الأرباح، فهديرهي شركة ربحية”، مؤكدًا أن “هدير لا تتلقى ولن تحصل على أي دعم من أي حزب سياسي”.

 

نعمل للوصول لكافة الأراضي اللبنانيية

 

ويضيف “إقبال الناس جيد جدًا لأنهم بحاجة لبدائل عن سيارتهم في ظل غلاء مادة البنزين”.

وعن إمكانية التوسع بالمشروع  ليشمل كافة الأراضي والمناطق اللبناني يشير حداد إلى أنّهم يعملون على ذلك في القريب العاجل ويضعون خططًا لذلك، لافتًا إلى “بعض المصاعب في ظل أزمة المحروقات”.

هدير كانت الحل الأمثل والأوفر للموظفيين والطلاب حيث أن كلفة النقل من البترون إلى بيروت 35000 ليرة أما في وسائل النقل الخاصة فالانتقال بين هاتين المنطقتين يكبّد صاحبه 106000 ليرة. يعتبر هذا المشروع الصغير أمل للمستقبل من خلال تأمين فرص عمل والتخفيف من مشاكل البيئة الناتجة من دخان السيارات، فكل باص يغطّي 15 سيارة.

نوال الغندور

صحافية لبنانية. تحمل شهادة الإجازة في الإعلام من الجامعة العربية في بيروت. عملت في العديد من الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الاخبارية اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى