حقوق
أخر الأخبار

سجن رومية بؤرة لـ كورونا ومبنى العزل فيه تجاوز سعته القصوى

بعد شهرين على ظهور أوّل حالة كورونا في لبنان، أي في شهر آذار الماضي، تنبّهت جمعية الصليب الأحمر الدولي لخطر “كورونا” في السجون اللبنانية، وتحديداً في سجن رومية، حيث يتواجد حوالي 3500 سجين، أي ضعف العدد الذي يتّسع له السجن، لذلك عملت بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي على تحضير ما يمكن تحضيره تحسّباً لانتشار الوباء، وهو ما حصل مؤخراً.

خطة تخفيف الاكتظاظ لم تنجح كلياً

تشير مصادر مطّلعة الى أنّ وزارة العدل فشلت في تنفيذ الخطة التي وضعتها لأجل مكافحة انتشار كورونا في السّجون، عبر تقليص أعداد المساجين، وتسريع الأحكام، وإخراج المرضى، وكبار السن، والذين صدرت بحقهم الأحكام ولا يحتاجون للخروج الا لدفع الكفالة، مشددة على أنّ هذه الحلول خفّفت قليلاً ولكنها لم تحلّ أزمة سجون عمرها من عمر الدولة اللبنانية.

تلفت المصادر النظر الى أنّ السجون في لبنان تمكنت طيلة 7 أشهر من الهروب من الفايروس، ولكن بعد انتشاره الكبير جدا في الآونة الأخيرة، وصل الى سجن رومية في بداية شهر أيلول، حيث ظهرت العوارض على بعض النزلاء والعناصر الامنية في نهاية الأسبوع الأول من أيلول، فأجريت الفحوصات في 8 أيلول، وتبين إصابة 21 شخصيا، من السجناء والامن، بفايروس الكورونا.

المصابون في مبنى مخصص للعزل

تؤكد المصادر أن الأجهزة الامنية المولجة رعاية سجن رومية، طبّقت بروتوكول التعامل مع كورونا كما هو، وهذا البروتوكول هو المتفق عليه بين قوى الأمن الداخلي، واجهزة دولية كالصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، التي تولت ادارة مبنى العزل، فتم نقل المصابين الى المبنى المخصص لهم، وهذا المبنى بحسب مديرة التواصل، والمتحدثة الرسمية بإسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في لبنان رونا حلبي، أنشىء ليكون مكانا مخصصا للعزل للمشتبه بإصابتهم بالكورونا، والمعالجة لمن يُصاب بالفايروس دون أن تكون عوارضه قويّة، أي أنه لا يحتاج الى مستشفى وإلى عناية مشددة.

في آذار بدأ العمل في رومية، وتم تجهيز المغاسل للعناصر لأجل النّظافة، إضافة الى بعض الإجراءات الأخرى، والبلوك “ج” أصبح المبنى المخصص للعزل، وبحسب الحلبي فإن المبنى يضم  إلى جانب غرف المرضى، غرفتان مخصصتان لتعقيم الداخلين إليه والخارجين منه، وغرف أو مساحة مخصّصة للمرضى الذين أصبحوا على أبواب الشفاء من الفايروس، وغرفة مخصّصة لأخذ العينات من المشتبه بإصابتهم لنقلها الى المختبرات، وهذا الأمر ساهم بتخفيف الضغط على الأجهزة الأمنية المولجة نقل السجناء، لأنّ الفحوصات تجري داخل السجن، مشيرة إلى أنّ هناك 24 غرفة معزولة، يقصدها المشكوك بإصابتهم بالكورونا، ويقطنون فيها لمدة تتراوح بين 24 الى 48 ساعة، ريثما تكون النتائج قد صدرت، كاشفة أن المبنى ج يتسع لـ 250 مصابا بالفايروس.

5 مساجين يعالجون خارج السجن

352 إصابة في سجن رومية بحسب آخر الإحصاءات، ما يعني أنّ المبنى المخصّص للكورونا تجاوز سعته القصوى، وتحوّل السّجن الى بؤرة للفايروس، وبحسب المصادر فإنّه يتم عزل بعض المصابين في طوابق بمبانٍ أخرى، وهذا ما يزيد من خطر انتشار الفايروس، كاشفة عن وجود 5 إصابات تُعالج خارج السجن، وجميعها ليست بخطر كبير ولكنها كانت بحاجة الى عناية إضافية.

حذر الصليب الاحمر الدولي منذ بداية أزمة جائحة الكورونا من خطر الاكتظاظ بالسجون اللبنانية، خصوصا وأنّ نسبة انتقال العدوى داخل السجون، بحال وصل فايروس كورونا اليها، ستكون مرتفعة مقارنة بخارجها، وهو الأمر الذي حصل، اذ تضاعف عداد الإصابات بسجن رومية خلال أيام قليلة، وتكشف المصادر أنّ إجراء المزيد من الفحوصات داخل السجن سيعني المزيد من المصابين، وبالتالي فإن الرقم الحالي سيكون مرشّحاً للإرتفاع بالأيام المقبلة.

بالتوازي يبدأ الصليب الأحمر الدولي عمله نهار الاثنين المقبل بتجهيز أحد الاقسام بمستشفى الإحالة الذي سيستقبل المساجين الذين هم بحاجة الى مستشفى، ولكن الضروري جداً لتجنب الكارثة أنّ تسارع وزارة العدل في استكمال عملها لتخفيف الاكتظاظ، ومنح المساجين ظروف حياة أفضل.

محمد علوش

 

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى