ميديا وفنون
أخر الأخبار

الدراما العربية المشتركة أمام تحدٍ جديد… فهل نقول وداعاً لمسلسلات رمضان؟

لا يبتكر اللبنانيون والعرب عموماً في الدراما إلا ما يستنسخونه من الخارج، ويعيدون تعريبه بنسخات هجينة، فالموضة اليوم للمسلسلات القصيرة جداً، بعد أن غزت شبكات الستريمنغ يوميّات الجمهور العربي، وبات يشاهد كماً من الأعمال العالمية، التي لا تتعدّى حلقاتها في أغلبها العشر حلقات، وكلما نجح موسم يتمّ إلحاقه بموسمٍ جديد، حتى أنّ واحد من أهم مسلسلات نتفليكس La Casa De Papel بلغ عدد حلقات كل موسم منه 8، أي في أربعة مواسم قدّم 32 حلقة، مدّة مسلسل رمضاني، ونجح في كل موسم بعدد حلقات قليل، في أن يتحوّل إلى المسلسل الأكثر مشاهدةً في تاريخ الأعمال غير النّاطقة بالإنكليزيّة.

 

قبل سنوات، راجت موضة المسلسلات الطّويلة، أسوةً بالمسلسلات التركيّة، فتمّ مطّ الحلقات لتصل إلى السّتين، خارج العرض الرمضاني الذي يحتّم على شركات الإنتاج 30 حلقة على الأقل.

إلا أنّ المنتجين وقعوا في مشكلة حقيقيّة، سببها أزمة النصوص، إذ أنّ الأعمال التركيّة تُكتب وتُصوّر وتُعرض في وقت واحد، ويكون المسلسل لا يزال في طور الكتابة مع ورشة كتّاب، وكلما خفت إيقاعه، يتم زيادة جرعات الإثارة على إيقاع ردود الأفعال للمشاهدين والنقّاد، إلى أنّ تصبح النّهاية حتميّة.

أما الأعمال العربية المستنسخة من الدراما التركية، فتقع في مشكلة النّصوص، حيث أنّ قصّة لا تحتمل 8 حلقات، تدور على 60 حلقة، ما يوقع الأعمال في فخّ التّطويل والملل.

انتهت هذه الموضة أو كادت، فلا شيء يعلو على مسلسلات الستريمنغ، التي قد يحلو للمشاهد مشاهدتها في جلسة واحدة.

-من جن إلى المنصّة

آخر أعمال نتفليكس، المسلسل العربي المشترك المنصّة، إنتاجه إماراتي، وكاتبه السّوري هوزان عكو، ومخرجه الألماني رودريغو كريشنار، وأبطاله مجموعة نجوم عرب بينهم ماكسيم خليل وسلوم حداد.

ويجسد المسلسل صراعات حرب المعلومات والإعلام المؤثرة في حياة الأفراد والمجتمعات بشكل مختلف، وهو مؤلف من 12 حلقة، تمكّن من خطف الأضواء ليصبح العمل الأكثر مشاهدة على “نتفليكس” خلال الفترة الماضية.

“المنصّة” ليس المسلسل العربي الأوّل على المنصة العالمية، فقد أطلقت العام الماضي مسلسل “جن” الأردني،   وهو عبارة عن مسلسل من 5 حلقات أقام الدنيا ولم يقعدها في الأردن، ووصل إلى قبّة البرلمان الذي طالب بعض أعضائه بمنع العمل كونه يسيء إلى الشعب الأردني لما يتضمّنه من “مشاهد خادشة للحياء وصورة مشوّهة عن الشباب الأردني”.

 

بعده عرض شركة “الصباح” مسلسل “دولار” لـ عادل كرم وأمل بوشوشة عبر المنصة، من 13 حلقة أجمع النقّاد على أنّه كان بالإمكان عرضها بعدد أقل من الحلقات لتكون القصة ممسوكة بدون تطويل، بانتظار موسمٍ ثانٍ تمّ الانتهاء من تصويره ولم يعلن عن موعد عرضه بعد.

منصّة “ِشاهد” التّابعة بدورها لمجموعة MBC بمنصّتها المجانية وvip المدفوعة دخلت عالم إنتاج المسلسلات القصيرة من خلال مسلسل “الديفا” للممثلة سيرين عبد النور. التجربة كانت مخيّبة، فالعمل مدّته 8 حلقات ومدّة كل حلقة 10 دقائق، وقد تمّ عرضه بمعدّل حلقة أسبوعياً، ما يتنافى مع أبسط قواعد الستريمنغ.

بعده عرضت المنصّة مسلسل “العميد” للممثلين تيم حسن وبديع أبو شقرا وكاريس بشار، مدّته 12 حلقة بعيداً عن التطويل، وحظي بإشادة واسعة من النقاد، لكنّ المشكلة كانت في أنّ “شاهد” ليست منتشرة مثل “نتفليكس”، والمواطن العربي اعتاد التعامل مع المنصة العالمية لما فيها من خيارات أوسع، خصوصاً أن الاشتراك في المنصّتين بنفس التكلفة، ما حرم المسلسل من شريحة واسعة من المشاهدين رغم أنّه عرض على المنصة المجانية وليس المدفوعة التي لم تصبح بعد مألوفة لدى المشاهد العربي.

بعد “العميد”، عرضت المنصة مسلسل “عهد الدم” لـ باسل خياط وهو مسلسل من عشر حلقات، حاز على إشادة النقاد لكنّه لم يشكّل حالة جماهيرية.

-أعمال رمضان خارج موسمها

ولأنّ فيروس “كورونا” حال دون الاستمرار في تصوير الكثير من الأعمال الفنية التي كانت مُباعة لمجموعة MBC، فقد ارتأت المحطّة عرضها عبر منصّة “شاهد VIP” مع نهاية الصيف.

البداية كانت مع مسلسل “دانتيل” لـ سيرين عبد النور ومحمود نصر، وبعده سيكون الموعد مع مسلسل “أسود فاتح” لـ هيفاء وهبي، يليه “عشرين عشرين” لـ نادين نجيم وقصي خولي، وكلها أعمال مؤجّلة من رمضان الماضي.

تتّجه اليوم المسلسلات إلى حلقات أقصر، بعد نجاح تجربة مسلسلات “نتفليكس”، ويتّجه الجمهور أكثر نحو المنصّات، حيث العرض المتواصل، من دون إعلانات، و مط وتطويل، ودون ارتباط بموسم رمضاني تتنافس فيه المسلسلات بشهر واحد، لتغفو بعدها الدراما 11 شهراً.

زينة برجاوي

زينة برجاوي

صحافية لبنانية تعمل في مجال الصحافة المكتوبة وإعداد البرامج. تحمل الإجازة في الإعلام من الجامعة اللبنانية الأميركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى