صحة

بكتيريا وفيروسات “غامضة” تهاجم أطفال لبنان وتهدّد حياتهم

أطفال يضعون الكمامات خوفاً من الإصابة بكورونا، فيصابون بفيروس جديد ظهر خلال الأشهر الماضية، يصيب الصغار كما الكبار وقد تكون مضاعفاته خطيرة على بعضهم، فما هو هذا الفيروس؟ عوارضه وعلاجاته؟

“أهم العوارض: حرارة تصل الى أكثر من 39 درجة يرافقها شعور بالبرد وتعب وأوجاع في الرأس وتشنجات في العضلات، إلى سعالٍ ناشف وآلام في الحنجرة وسيلان في الأنف وضيق في التنفس، ويصابحها أعراض الجهاز الهضمي من الإسهال والغثيان أو القيء، وفي بعض الأحيان احمرار في العينين” بحسب ما يوضح لنا رئيس دائرة طبّ الأطفال في كليّة الطبّ في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، ورئيس اللّجنة العلمية في نقابة الأطباء الدكتور برنارد جرباقة.

وتختلف حدّة الأعراض من شخص إلى آخر وقد تمتد فترة الإصابة بالمرض إلى أكثر من شهر، وفي بعض الأحيان وبعد أن يشفى المريض من الفيروس يصاب به من جديد. فهل هذا الفيروس مرتبط بالإنفلونزا الموسمية أم بكوفيد19؟

جرباقة يؤكد لـ “أحوال” أنّ “الأمراض المستجدّة مؤخراً في لبنان والمنتشرة بسرعة هي “الإلتهابات التّنفسية” وهي إما من نوع الفيروسات أو البكتيريا وقد تكون الإثنين معاً، كما ويمكن أن يصاب الأطفال بعدّة فيروسات في الوقت ذاته”.

ويتابع “هذه الفيروسات هي من نوع الإنفلونزا، أو الكوفيد أو فيروس RSV أو adenovirus، وتتسبب بالتهابات تنفسية في كل الشرائح العمرية، حيث تكمن الخطورة لدى الرضّع، المسنين والمصابين بامراض مزمنة، وهي فيروسات معدية وتنتقل من طفل إلى آخر من خلال التّجمعات في دور الحضانة، المدارس، المطاعم، أماكن اللعب وأيضاً في التجمعات العائليّة”.

ويضيف جرباقة “معظم هذه الفيروسات لا تتطلب علاجاً خاصاً وعادة ما يتماثل المريض للشفاء من تلقاء نفسه ولكن من الضروري أن تتم متابعة الطفل من قبل طبيبه للتأكد ما إذا يحمل التهاب فيروسي أو بكتيري لإعطائه العلاج المناسب”.

ومن أهم المؤشرات التي قد تترافق مع هذه الحالات المريضة هي السّعال الحادّ، الناشف والمؤلم، والذي يصعب معالجته عند الأطفال الرّضع نظراً لدقّة إستعمال أدوية السّعال لديهم.

وفيما يخصّ الالتهابات البكتيريّة، يلفت جرباقة إلى أن “إثنين منها وهي إلتهاب pneumocoque وله لقاح، وهو يتسبب بالتهاب في الأذن، الحنجرة، الرئة، كما ومن الممكن أن ينتشر إلى الدّم والدّماغ ما يعرض حياة المصابين للخطر”.

ويضيف “أما النوع الثاني فهو الشاهوق coqueluche وينتشر خاصة لدى الأطفال الذين لم يحصلوا على كامل لقاحاتهم، أي ما يقارب نصف الأطفال في لبنان، ومن الممكن أن يلتقط الأطفال هذا الالتهاب البكتيري من خلال العدوى من كبار السن الذين فقدوا مناعتهم أو من أطفال أكبر منهم سناً قد تسرّبوا من برنامج التّحصين، لذلك من الضروري أن يستشير الأهل طبيب أطفالهم في حال لاحظوا هذه المؤشرات عند أطفالهم، وعليهم مراجعة السّجل الصّحي الخاصّ بهم للتأكد من مواعيد تلقي كلّ اللّقاحات في مواعيدها تجنباً للأمراض والفيروسات”.

ويشدّد جرباقة على “ضرورة عدم تفرّد الأهل في إعطاء العلاجات والأدوية عشوائياً لأطفالهم من تلقاء نفسهم وعدم التأخير باستشارة الطبيب، إن كان في العيادة أم في المستشفى أو المركز الصحي، خاصة عند وجود سعال مستمر، تغيير في اللون، ضيق في النفس، انعدام الشهية، إرتخاء في الحركة، حرارة، البكاء المستمر، واختفاء ابتسامة الطفل العادية. إذ عملياً، من الممكن أيضاً، أن يصاب الطفل بالتهابات تنفسيّة ومعويّة في الوقت ذاته، والحالات الفيريوسيّة والبكتيريّة المتزايدة في لبنان سببها الاكتظاظ والتّجمعات، من هنا لا بد من تذكير الأهل بضرورة إعتماد وسائل التّباعد الإجتماعي وعدم تقبيل الأطفال في التّجمعات، خصوصاً الأطفال الرضع الذين قد يصابوا بأمراض معدية وخطيرة جداً”.

ويوضح أن “الحل ليس بإبقاء الاطفال في البيوت ومنعهم من الذهاب إلى المدارس ودور الحضانة، فالطفل لا بد له من الاختلاط مع زملائه رغم كل الظروف التي نمر بها، ولا يمكننا أن نضع الطفل في عزلة مجتمعية، ولكن كل ذلك تحت شروط معيّنة خصوصاً الأطفال الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة أو الذين يتعرضون إلى مشاكل التهابات متكررة، وهنا يقرر الطبيب صحة ذهابهم الى المدرسة من عدمها ولمدة معيّنة، فالمواسم تأتي كل سنة، لكن الموسم الحالي يتميّز سلبياً بتكاثر الأمراض وصعوبة الحصول على الدواء، لذلك ننادي الأهل بمراقبة الطفل، استشارة الطبيب عند ظهور مؤشرات مقلقة، متابعة برنامج التحصين واعتماد وسائل الوقاية”.

ناديا الحلاق

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى