انتخابات

الحريري ماض في الاعتكاف النيابي والطبش تخسر شعبيتها

يبدو أن القرار بعدم خوض الرئيس سعد الحريري الاستحقاق الانتخابي قد حُسم، وهناك عدّة مؤشرات تؤكد أنّ الحريري لن يعود إلى لبنان من الباب السياسي، تاركاً أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري يغوص في أحلام وراثة الشعبية السياسية للتيار الأزرق بدعم مباشر من والدته النائب بهية الحريري التي لا تملّ من زيارة الحريري الرئيس في الإمارات العربية المتحدة لإقناعه بمبايعة نجلها، لكن دون فائدة.

مصادر بارزة في تيار المستقبل، تفيد بأنّ الوزير السابق وأحد أبرز المقربين من الحريري باسم السبع بدأ عرض عقاراته وأملاكه في لبنان للبيع، كما أنّ الوزير السابق غطاس خوري مستشار الحريري قرّر الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية بشكلٍ دائم، هذا بالإضافة إلى أنّه تم تسريح عدد كبير من عناصر حرس بيت الوسط (منزل الحريري)، بالإضافة إلى أنّ الموظفين الأساسيين في مكتب الحريري بدأوا تقديم طلبات عمل في بعض الدول العربية والأجنبية، كل هذه المؤشرات تؤكد المؤكد، رحلة الحريري السياسية انتهت إلى أجلٍ غير معلوم.

وبعد تأكيد “أحوال” عزوف كل من النائبين نهاد المشنوق وتمام سلام عن المشاركة في الانتخابات، توضح المصادر أنّه يبقى لتيار المستقبل نائبان هما رولا الطبش ونزيه نجم، واللّافت أن كلّ منهما يصطف إلى جانب أحد الأحمدين، احمد الحريري واحمد الهاشمية، وفي ظل احتدام الصراع القديم الجديد بين “الأحمدين”، على انتزاع قرار تشكيل لائحة “المستقبل” في دائرة بيروت الثانية، واصطفاف الأسماء هنا وهناك، يبدو أنّ النائب نزيه نجم جدّد التزامه بأحمد الحريري وبدأ حملته الانتخابية وباكورتها انطلاق ترميم إحدى الكنائس في المصيطبة، وهو الوعد الذي أطلقه قبل أسابيع من انتخابات 2018، وها هو اليوم على بعد أشهر قليلة من انتخابات 2022 يوفي بوعده، أقلّه ظاهرياً، أما رولا فهي تقف إلى جانب الهاشمية الذي دعم ترشيحها عام 2018 ولا يزال.

وتشير إلى أنّ العلاقة بين هاشمية ونجم مقطوعة منذ 2018، ويتردّد بأنّ الأوّل يطرح اسماً جديداً للمقعد الارثوذكسي خلفًا للثاني، خصوصاً أنّ نجم تحوم هوله شبهات في قضية تفجير مرفأ بيروت بصفته رئيس لجنة الأشغال النيابية التي يقع عليها واجبات رقابية على مرفأ بيروت وعلى السلطات التنفيذية المعنية بالمرفأ، لذلك يتمّ الحديث عن تقاعص لجنة الأشغال في القيام بدورها الرقابي، لا سيّما أنّ تقرير أمن الدولة بشأن نيترات الأمونيوم كان بحوزة عدد كبير من المسؤولين المعنيين.

أمّا رولا الطبش التي أرادت عن غير قصد وعبر وسطاء ترؤس لائحة المستقبل في غياب الحريري ورفض طلبها، تذكر المصادر أنّها تعاني اليوم من موجة استياء كبرى في العاصمة، وذلك بسبب علاقتها الوطيدة برئيس مجلس بلدية بيروت جمال عيتاني الذي تحوم حوله عشرات ملفات الفساد منذ توليه رئاسة المجلس، وبحسب المصادر، فإنّ الطبش تتعاطف مع عيتاني لأنّه كان أوّل من طرح اسمها على الرئيس سعد الحريري قبل انتخابات عام 2018، لذلك قرّرت الطبش الوقوف إلى جانب عيتاني ضد حقوق البيارتة المنسية بفضل أداء عيتاني وغيره من القيمين على بيروت.

 

في المحصلة، يبدو أنّ تيار المستقبل بحاجة لرافعة سياسية يمكن القول أنّها غير متوفرة حتى يومنا هذا، إلّا إذا كان هناك حلول جديّة تعيد التيار إلى السكّة السياسية عبر شخصيات كفوءة قادرة على النهوض بالتيار من جديد.

محمد مدني

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية الدولية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الأخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى