منوعات

بيلاروسيا تنتقم من العقوبات: سوريون ولبنانيون وعراقيون ضحايا الهجرة غير النظامية

سجل حرس الحدود البولندية،منذ بداية العام الجاري، ما يقارب 26 ألف محاولة تهريب عبر الحدود. ويُتهم النظام في مينسك عاصمة روسيا البيضاء (بيلاروسيا) بتشجيع الهجرة غير الشرعية عبر الحدود إلى دول بولندا وليتوانيا ولاتفيا الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تنفيه السلطات.
وأعلنت بولندا عن رفعها 180 قضية ضد أشخاص يعملون على تهريب المهاجرين وغالبيتهم من لبنان وسوريا عبر حدود بيلاروسيا إلى دول الاتحاد الأوروبي. واتهمت دول الاتحاد بيلاروسيا بمحاولة إغراء المهاجرين للقدوم نحو الحدود التي تربطها مع بولندا انتقاماً من العقوبات المفروضة عليها. كما هددت السلطات الالمانية بلاروسيا بعقوبات شديدة سوف تفرض عليها لمحاولتها ومشاركتها في تهريب المهاجرين،و لاتباعها أسوأ أنواع المعاملة القسريّة.
وازداد عمليات تهريب المهاجرين في الأشهر الماضية وخاصة من سوريا الى الدول الأوروبية ،وهي ظاهرة ليست جديدة بل مستمرة منذ بداية الأزمة السورية في آذار العام 2011، وتفاقمت مؤخراً تدهور الحالة الاقتصادية في البلاد والدول المجاورة وخصوصاً لبنان مع تراجع سعر صرف العملات المحلية أمام الدولار الأمريكي وتزايد العقوبات الغربية والأميركية ومؤخراً تلك تفرضها دول مجلس التعاون الخليجي ضد لبنان.
واعتصم عددٌ من الأهالي أمام منزل رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي في مدينة الميناء في طرابلس، الأسبوع الماضي، للمطالبة بالتحرّك لتأمين عودة أبنائهم المحتجزين في تركيا، بعد ضبطهم في رحلة هجرة غير نظامية عبر البحر. وقد شهد الشهر الفائت إبحار قاربَين بشكلٍ غير نظامي من شواطئ طرابلس، قبل أن يبلّغ خفر السواحل اليوناني عن إحباطه عمليّة هجرة غير نظامية لسفينةٍ ضمّت أكثر من 400 مهاجرٍ من جنسيّاتٍ مختلفة، ويفرض عودتهم إلى تركيا. ولا يزال اللبنانيّون من هؤلاء عالقون في تركيا، بعد مرور ثلاثة أسابيع على استلام السلطات اللبنانية كتاباً تركيّاً للتأكّد من هويّتهم بغية إعادتهم إلى لبنان.
تجدر الإشارة إلى أنّ الشرطة القبرصية قد بلّغت بدورها، بعد أيّامٍ من حادثة 29 تشرين الأوّل، عن العثور على مركبٍ يضمّ 61 لبنانيّاً وسوريّاً يحاولون مغادرة لبنان بشكلٍ غير نظامي عبر البحر.
وتظهر تقارير اعلامية اللاجئين عالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا يعيشون في ظل ظروف مناخية شديدة البرودة ويفتقدون للحد الادنى لمقومات الحياة.
في حديث خاص لـ” أحوال” يقول مهاجر سوري فضل عدم الكشف عن اسمه: “نعاني من سوء المعاملة من قبل الجنود البيلاروسيين حيث في أغلب الأوقات يطلقون النار على المهاجرين ويقدمون على ضربهم المبرح. ننام طيلة الوقت على أرض جليدية، والعديد من الأطفال لم يتناولوا شيء منذ عدة أيام وحالتهم مزرية”.
وتزامناً مع التطورات الأخيرة، أعلنت الشرطة البولندية عثورها على جثة لاجئ سوري قرب الحدود مع بيلاروسيا. وأوضحت الشرطة أنه تم العثور على الجثة، بالقرب من قرية فولكا تيريتشوسكا. وأضافت أن سبب الوفاة بالضبط لا يمكن تحديده.
وفي بداية نوفمبر الحالي، ذكرت وسائل إعلام بولندية، أنه عثر على جثة عراقي عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وهو عاشر مهاجر يقضي عند هذه الحدود منذ الصيف. من جانبهم، قال حرس الحدود البيلاروسي إن الرجل العراقي توفي في الجانب البولندي من الحدود بعد عبوره من بيلاروسيا. ووفقا للصحيفة، تم العثور على جثث سبعة من المهاجرين العشرة الذين لقوا حتفهم أثناء عبورهم الحدود في الجانب البولندي.
وصرح المتحدث باسم المفوضية التنفيذية للاتحاد الأوروبي: “ان الاتحاد يراقب الرحلات الجوية إلى بيلاروسيا من 20 دولة لمحاولة منع المهاجرين من السفر.
ومن جانب آخر لقد قام نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس بزيارة خاصة الى لبنان لمناقشة وضع المهاجرين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا وأكد على ثقته التامة بأن لبنان سوف يساعد دول الاتحاد الأوروبي في وضع حد للاستغلال المجرد من المبادئ والتسليح الذي يتعرض له الأشخاص من جانب نظام الرئيس البيلاروسي وفي سياق الحديث أكد شكره للسلطات الاماراتية التي تعمل معهم لوقف هذه الممارسات وهيئة الطيران المدني التركية التي فرضت قيوداً على هذا النوع من العمليات. كما حصل شيناس على تأكيدات ممن ألتقي بهم في لبنان على استعدادهم للعمل معهم في هذا الشأن.
واضاف شيناس: يُباع الأشخاص كذبة يسوقها مهربون ينقلونهم إلى مينسك ويوحون إليهم بأنهم سينتقلون بأمان إلى أوروبا. وهذا يتم عبر بلدان شريكة ومطارات إقليمية. ولن نسمح باستمرار هذا الأمر. وأكد على تنفيذ الاتحاد الأوروبي بالفعل سلسلة من العقوبات ضد النظام البيلاروسي.
وعبر آلاف المهاجرين معظمهم من أفريقيا والشرق الأوسط، وتحديدا من سوريا والعراق ولبنان، أو حاولوا عبور الحدود البيلاروسية في الأشهر الأخيرة إلى ليتوانيا أو بولندا أو لاتفيا.
ويشتبه الاتحاد الأوروبي في أن يكون الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، قام عمدا بالتسبب بحركة الهجرة هذه ردا على العقوبات الاقتصادية التي فرضها (الاتحاد) بسبب القمع الذي تعرضت له المعارضة، عقب انتخابات عام 2020.
وأفاد مهاجرون أن القوات البيلاروسية غالبا ما ترغمهم على عبور الحدود وأن حرس الحدود البولنديين يتصدون لهم، ونتيجة لذلك يظلون عالقين عند الحدود في ظروف مناخية تزداد قساوة.
وبعد موجة الهجرة الكبيرة إلى الاتحاد الأوروبي عام 2015، عززت أوروبا حدودها لمنع دخول الوافدين الجدد، غير أن عشرات الآلاف يحاولون الدخول كل عام، ويشرعون في رحلات خطيرة ومميتة أحيانا عن طريق البحر والبر، وفقا لأسوشيتد برس.
ومنذ الصيف، تم استدراج الآلاف نحو ما بدا أنه طريق جديد وسهل للتسلل إلى أوروبا عبر بيلاروسيا.

تيما العشعوش

تيما العشعوش

صحافية سورية تكتب في عدد من الصحف والمجلات المواقع الإلكترونية، تهتم بالأخبار السياسية والميدانية. خريجة جامعة دمشق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى