منوعات

أشجار الميلاد وزينته… حرقة في قلوب الفقراء

حتى الآن، قبل نحو شهر من عيدي الميلاد ورأس السنة، لم تبدأ بعد مظاهر العيد في المحلات التجارية والمنازل، ولم تظهر تباشير العيد التي كانت تملأ الساحات والمحال التجارية قبل شهرين من حلوله.

لم يحاول الأهالي، كما في كل عام، البحث عن أشجار الميلاد وزينة العيد “لم تحمل الأم أطفالها الى محلاّت الزينة، ولا الى محلات الثياب، فمجرّد التفكير بالعيد يعني التفكير بتأمين ملايين الليرات، التي باتت لا تكفي ثمن الزينة وشجرة العيد”.

في القرى المسيحية، في جنوب لبنان ومعها جاراتها من القرى الأخرى، يغيب الأمل بالفرح، كما يغيب الأمل بعودة الأوضاع الاقتصادية الى سابق عهدها.

“إحتراق آلاف الأشجار، زاد السواد سواداً” كما يقول جورج العشي، الذي “قرر أن لا يشتري شجرة العيد هذا العام، حتى أن الأشجار الخضراء حرقها الفساد، ولم يعد لدينا أي أمل باحياء المناسبات والأعياد الدينية والوطنية”. العشي يرى أن “بهجة الأعياد لم تعد مجودة، أصلاً، الاّ في قصور الأغنياء، القادرين على شراء مستلزمات العيد، وثياب الأطفال الجديدة” ويشير الى أن “تكلفة شجرة العيد المتواضعة والمزينة بأبسط أشكال الزينة، تزيد على 300 دولار أميركي، أي ما يعادل ثلاثة رواتب، هذا عدا عن الثياب وطعام الحلوى وغيرها”.

في بلدة رميش (بنت جبيل)، يشكو تاجر أدوات الزينة، طانيوس مخول، من “اختفاء الزبائن، وعدم القدرة على شراء أدوات الزينة” مبيناً أن “معظم الأهالي سيعمدون الى ابتكار أدوات زينة بسيطة، واستخدام أشجار الحدائق الصغيرة، وستتجتمع العائلات مع بعضها البعض، وتتقاسم كلفة الحلوى وغيرها”.

فيما تشير كاتيا حداد الى أن “الأهالي يفضلون عدم التحدث عن العيد امام أطفالهم، حتى يمرّ العيد بسلام، ودون احساس بالتقصير أو الحرمان”، وتدعو جميع الأهالي الى “التكاتف وجعل العيد مناسبة للتضامن في وجه الفاسدين، واثبات أنهم قادرون على مساعدة بعضهم البعض، واستغلال العيد للتجمع في مكان واحد، نتشارك فيه الخبز والملح، مع كسر كل التقاليد السابقة، المتعلقة بالمظاهر الاجتماعية والتنافس على شراء الكماليات، بل التنافس على التبرع لكل من يجمعنا لمواجهة كل أشكال الظلم”.

داني الأمين

داني الأمين

صحافي وباحث. حائز على اجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى