انتخابات

قضاء الكورة.. ساحة الوغى في دائرة الشمال الثالثة

يكاد مختلف المراقبين وإحصائيو الإنتخابات يُجمعون على ان قضاء الكورة سيكون محور المعركة في دائرة الشمال الثالثة لإسباب عديدة أبرزها تضعضع القوى وتشابكها وتداخلها مع أقضية الشمال المسيحي (زغرتا وبشري والبترون) التي تشكّل مجتمعة الدائرة الثالثة شمالاً التي يُصطلح على تسميتها بالدائرة المسيحية الأكبر في لبنان باعتبارها تضم عشرة نواب مسيحيين (سبعة موارنة وثلاثة روم ارثوذكس). ولأن كافة الأحزاب والتيارات في هذه الدائرة التي تنطلق من نقطة إرتكاز محددة، فإنها تسعى لمد يدها إلى قضاء الكورة لإقتناص أحد مقاعدها من أجل زيادة عدد مقاعدها في دائرة تشهد أكبر عدد من المرشحين الجديين لرئاسة الجمهورية. (فتيار المرده ينطلق من زغرتا حيث يتكئ إلى مقعدين يحتفظ بهما منذ عدة دورات إنتخابية، وحزب القوات اللبنانية ينطلق من بشري حيث يضع يده على مقعدين، والتيار الوطني الحر ينطلق من البترون حيث مسقط رأس رئيسه). وفي هذا السياق تلعب التحالفات دوراً محورياً في كيفية الوصول إلى أحد مقاعد الكورة الثلاث الأرثوذكسية من ثلاثة محاور مارونية!

رئيس مركز الإحصاء والدراسات الاستراتيجية الدكتور إيليا إيليا وهو الباحث والخبير في الشؤون الإنتخابية نشر منذ فترة وجيزة تقييماً للحجم الإنتخابي لكل القوى الناشطة في هذه الدائرة إستناداً إلى ما حققته من أصوات تفضيلية في إنتخابات العام 2018، وإلى إحصاءات دورية يجريها، وجاءت الصورة كالتالي وفق الرسم البياني المُرفق:

وعليه تشير معظم الإحصاءات التي أجريت حتى الآن إلى أن لا تغييرات جذرية في هذه الدائرة. وأن وصول الوجوه الجديدة لن يتعدى العشرين بالمئة في أفضل التوقعات، لأن معظم المؤشرات تدل إلى أن النسبة الأعلى من المقترعين ستبقى متمسكة بمرجعياتها العائلية والحزبية، وبالتالي فإن الذين يتحدثون عن تبدلات جذرية يعيشون في اوهام. فما هي احتمالات التحالفات وكيف ستكون نتائجها؟

تحالف حزبي القوات اللبنانية والكتائب ومرشح النائب السابق بطرس حرب (على الأرجح إبنه مجد) سيفضي إلى حاصل يساوي 4.11 أي اربعة مقاعد.

تحالف تياري المرده والمستقبل مع مرشح النائب السابق فريد مكاري (على الأرجح إبنه نبيل) والحزب القومي المتمثل بالنائب سليم سعاده سيفضي إلى حاصل 3.14 أي ثلاثة مقاعد.

تحالف التيار الوطني الحر مع المرشح ملحم (ويليام) طوق نجل النائب السابق جبران طوق سيفضي إلى حاصل يساوي 2.23 أي مقعدان.

تحالف رئيس حركة الإستقلال النائب المستقيل ميشال معوض مع المعارضة (المجتمع المدني) سيفضي إلى حاصل يساوي 1.19 أي مقعد واحد.

وهذه الصورة للتحالفات ليست نهائية أو جامدة ولكنها وفق معطيات المواقف المعلنة في الأشهر الأخيرة، وبالتالي فإمكانية حصول تبدلات عليها أمر وارد في حال ظهور تأثيرات محلية أو خارجية. فعلى سبيل المثال أن تيار المستقبل وحليفه مكاري قد يقدمان على تغيير المسار في تحالفاتهما بناء على نصائح خارجية لمد يد العون إلى القوات اللبنانية في معركتها بوجه التيار الوطني الحر.

وهناك مثل آخر قد يدفع المرشحان طوق وحرب وأيضاً حزب الكتائب في إجراء تعديلات على خطوط سيرهما بما يخدم وصول أي منهما إلى الندوة النيابية بعكس ما حصل في إنتخابات العام 2018 حيث إستخدِموا بمثابة رافعة للتحالفات التي انتسبوا إليها ولم يحالف أي منهم الحظ في أن يحصل على “النمرة الزرقاء”. وفي هذا السياق تقول مصادر قريبة من حزب الكتائب لموقع “أحوال” إلى ان الحزب يدرس أيضاً بجدية إمكانية تحالفه مع حركة الاستقلال ومن يرغب في المجتمع المدني من أجل خطف مقعدين يكون احدهما للحزب في قضاء البترون!

 

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى