منوعات

نهر رشعين: من مصدر للحياة.. إلى شبه ساقية!

نهر رشعين الذي ينبع من قضاء زغرتا ويصب في بحر مدينة طرابلس كان معروفاً بنقاوته وغزارة مياهه، لكنه تحول سنة بعد أخرى من مجرى مياه تقام عليه أجمل المطاعم وأشهرها في محافظة الشمال، إلى ما يشبه الساقية التي تحوّل إليها المياه الملوثة صيفاً والتي تجتاحها أحياناً المياه الغاضبة في الشتاء. ولأن الأمن المائي من الامن البيئي والامن الصحي، فقد سعت فعاليات المنطقة إلى العديد من الإجراءات لحمايته، من اجل أن يبقى معلماً سياحياً إلى جانب كونه مصدراً للحياة.

الصورة بعدسة: أوديت همدر

فالنبع الذي كان يشكّل مورداً اساسياً لاهالي قضاء زغرتا ومصدراً وحيداً لمياه الشفة لعاصمة الشمال في ماضي الأيام، نظرا لما يتمتع به من مميزات تجعل منه فريدا، بحيث انه من منبعه في السفح الشرقي لجبل دنحي (إحدى مرتفعات قضاء زغرتا عند حدودها مع قضاء الضنية – المنية)، وعلى طول امتداده وصولا الى مدينة طرابلس (حيث يصبح أسمه نهر أبو علي)، يستفيد منه سكان قضاء زغرتا وتقام عليه العديد من المطاعم، ويروي الكثير من البساتين والاراضي الزراعية بات بحاجة إلى عناية دائمة.
نائب رئيس بلدية رشعين ورئيس لجنة الاشغال في البلدية نضال الابرص تحدّث إلى موقع “أحوال” حيث اشار الى ان “نبع رشعين تابع لمصلحة مياه لبنان الشمالي وهي التي تهتم بالفحوصات الدورية للمياه، وهي المخولة بالاعلان ما اذا كانت المياه صالحة او غير صالحة للشرب”.

الصورة بعدسة: أوديت همدر

وقال: “ان اهم خطوة يجب القيام بها على المدى البعيد هي من على أعلى السفح نحو بلدة ايزال والمنطقة المجاورة في قضاء الضنية، بحيث لا يوجد فيها شبكة صرف صحي، ولذلك فهناك تخوّف كبير من تسرّب المياه الملوّثة الى الوديان وأعماق الأرض، وبالتالي يجب اقامة شبكة للصرف الصحي ومحطة تكرير حتى لا تصل هذه المياه الملوثة الى النبع وذلك لحمايته والحفاظ عليه مستقبلا، اما في ما يخص مجرى النهر فقد تم وضع collecteur وكل الصرف الصحي الذي يصب في مجرى النهر في منطقة رشعين تم وصله به، وبالتالي ان المياه التي تمر في رشعين هي صالحة للري، كما ان المطاعم لاحظت الفرق الموجود قبل وبعد مد الـ collecteur”.

الصورة بعدسة: أوديت همدر

وتابع: “هناك عدد من المجاري التي تصب في مجرى نهر رشعين منها “مجرى وادي الدلب” حيث تصب مجارير بلدة كفرحبو في مجرى نهر رشعين، وفي فصل الصيف فانها لا تصل الى مجراه اما في الشتاء ونتيجة غزارة الامطار تصل هذه المياه الى النهر، ونحن في بلدية رشعين قدمنا طلباً الى وزارة الطاقة وكان الموضوع يسير باتجاه التلزيم واقامة collecteur لجمع كل هذه المجارير، ولكن الامر علق نتيجة الاوضاع والازمات المتتالية وفور جهوز الاموال سينفذ هذا المشروع.”
وختم الابرص: “ان مياه مجرى نهر رشعين في ما يختص بمنطقة رشعين العقارية نظيفة تتلوث قليلا في الشتاء نتيجة مجارير وادي الدلب، اما ما عدا ذلك فان الوضع مقبول”.

الصورة بعدسة: أوديت همدر

بدوره اكد مصدر مسؤول في مصلحة المياه، تحفّظ عن ذكر إسمه، ان “كل مصادر المياه لدينا نعقمها بالكلور، والامور كلها تحت السيطرة والمياه معقمة وصالحة للشرب، ويمكن ان تؤدي الامطار وغزارتها لحصول تلوث خفيف، لكننا نعمل دائما على ملاحقة الموضوع بالتنسيق مع وزارة الصحة، ونجري فحوصات دورية للتأكد من عدم وجود اي تلوث”.
ولفت الى انه “ليس من الضروري ان يكون مصدر التلوث من النبع انما من المحتمل ان تسبب الانابيب والشبكات القديمة والمهترئة تلوثا خفيفا، ولكننا نتابع باستمرار معالجة كل طارئ يحصل، وذكًر بأن منظمة الامم المتحدة والصليب الاحمر ساهما بتقديم الطاقة الشمسية من اجل تأمين عمليات التعقيم للنبع 24/24 ساعة”.

الصورة بعدسة: أوديت همدر

من جهته اشار صاحب احد المطاعم على النهر جورج ايوب الى ان “مياه النهر نظيفة لان لا مجارير تصب عليه بعد تمديد شبكة للصرف الصحي منذ فترة، اما مياه النبع الموجود على سفح الجبل ونتيجة للابنية السكنية الموجودة والتي تعتمد الحفر الصحية من الممكن ان تتسرب مياهها الى جوف الارض، واذا كانت كميتها كبيرة من الممكن ان تلوث مياه النبع، لكن هناك فحوصات دورية يتم اجراؤها لمعرفة نسبة التلوث الموجودة، ولا شيء يدعو للقلق لان هناك متابعة مستمرة للموضوع”.

الصورة بعدسة: أوديت همدر

ولأن “قطرة ماء اهم من الذهب”، فمن واجب الجميع وبخاصة الذين يقطنون على مقربة من المنبع إلى المصب، أن يساهموا في الحفاظ على نقاء المياه حفاظاً على صحتهم وصحة ابنائهم”.

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى